القدس، خاص ل"مصر الجديدة" - عقد معهد ترومن للأبحاث ودعم السلام مؤتمرا خاصا بمناسبة إصدار كتاب من تأليف السفير الأول لدى الأردن، شمعون شامير، المعنون "صعود السلام الحار مع الأردن وأفوله ". ويبحث شامير خلال الكتاب في السياسة الإسرائيلية نحو المملكة الهاشمية الأردنية في فترة الملك الحسين بن طلال، مهندس السلام التاريخي مع إسرائيل، الموقع عام 1994. وألقى شامير في المؤتمر محاضرة تتعلق بالعلاقات الإسرائيلية – الأردنية، وقال إن معاهدة السلام مع الأردن تعالج بمعظمها التعاون بين البلدين، الأقتصادي والأمني، وهذا خلافا لمعاهدة السلام مع مصر التي جاءت في الأساس لتكرس الأمن بين البلدين. وحسب شامير، أراد الملك الحسين في المعاهدة، أولا، أن تصبح إسرائيل شريكا استراتيجيا للأردن، بدلا من أن تبقى تهديدا، وثانيا أن تدفن المعاهدة فكرة "الوطن البديل"، ومفادها أن تكون المملكة الهاشمية الأردنية دولة الفلسطينيين، وأخيرا أن يعود السلام على الشارع الأردني بالنفع الاقتصادي، من خلال التعاون بين الطرفين. وقال السفير الأسبق إن المبادئ الثلاثة التي دفعت الحسين إلى عقد السلام تزعزعت، وإن الحكومات الإسرائيلية التي تلت حكومة رابين لم تثبت هذه المبادئ للأسف. وأسهب شامير في الحديث عن الأحداث التي مست بالعلاقة وخلقت جوا من عدم الثقة بين البلدين مثل: محاولة اغتيال مشعل، واستمرار الحديث عن فكرة "الوطن البديل"، والتصرف بالقدسالشرقية دون التشاور مع الأردن وبعد. وشدد شامير على أن الأحداث التي مست بالسلام بين البلدين لم توجه ضد الأردن بالأساس، لكن تداعياتها وضعت الأردن في موافق حرجة. وشهد شامير، والذي عمل سفيرا في الأردن وتقرب من العائلة الهاشمية ، أن الملك الحسين بن طلال تطلع إلى أن يكون السلام مع إسرائيل سلاما بين الشعوب، وليس فقط بين الحكومات. وخلص السفير الإسرائيلي الأول لدى الأردن إلى القول إن العلاقات الإسرائيلية – الأردنية مهمة للغاية، وإن هدف الكتاب هو تحليل الأخطاء والاستفادة منها من أجل تحسين العلاقات مع المملكة الأردنية الهاشمية. وحضر المؤتمر إلى جانب شامير، الدكتور أساف دافيد من الجامعة العبرية، والذي قال إن إسرائيل تخلت عن الاستثمار في الأردن بعد أن ضمنت الهدوء من "الجبهة الشرقية" حسب تعبيره. وأضاف دافيد قائلا إن معاهدة السلام، والغزو الأمريكي للعراق عام 2003، خلقا واقعا جديدا من ناحية إسرائيل، سقط فيه التهديد من الجبهة الشرقية. وأضاف دافيد أن الجانب الأردني ينظر إلى إسرائيل اليوم بأنها أصبحت "جبهة غربية"، موضحا بأن "هاجس الوطن البديل لم يتبدد لدى المملكة الهاشمية"، خاصة في ظل المفاوضات الجامدة وتآكل حل الدولتين. وتحدث في المؤتمر كذلك، شالوم ترجمان، والذي شغل منصب المستشار الاستراتيجي لرئيس الحكومة شارون وبعدها أولمرت، عن سبل تطوير السلام بين إسرائيل والأردن وأوصى في المقام الأول بدفع عملية السلام، موضحا بأنها قضية محورية بالنسبة للأردن والعائلة الملكية، وفي ذلك تعزيز دور الأردن في عملية السلام. وذكر ان الولاياتالمتحدة تنقل نحو 350 مليون دولار سنويا لخزانة الأردن، وقال إن إسرائيل تلعب دورا مهما في إقناع الكونغرس الأمريكي في نقل هذا العون بدون انقطاع. وفي الدرجة الثانية تحدث ترجمان عن أهمية تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في المجال الأمني والاقتصادي. وأسهب الحديث عن مشاريع تتعلق بالغاز، والزراعة والغذاء والماء. وقال ترجمان إن معاهدة السلام تشمل بنودا كثيرة تتعلق بتطوير العلاقات الثنائية إلى أنها لم تثمر حتى الآن. وأضاف المتحدث أن الملك الحسين بن طلال سوّق السلام لشعبه حينها بأنه سيعود على الأردن بالنفع الاقتصادي، لكن الأردن ما زال بلدا فقيرا، والشارع الأردني لم يشهد ثمار السلام مع إسرائيل بعد. وفي سياق متصل، نقلت اليوم صحيفة "معريف" على موقعها الإلكتروني، أن المملكة الهاشمية أبلغت إسرائيل مؤخرا أنها لن تتحمل تكاليف مشروع "قناة البحار"، والذي يهدف إلى ربط البحر الميت بالبحر الأحمر أو البحر الأبيض المتوسط، وفي ذلك الاستفادة لتوليد الطاقة وتحلية المياه وانقاذ البحر الميت من الجفاف. وعُدّ المشروع من أكبر المشاريع المشتركة للأردن وإسرائيل والسلطة الفلسطينية، ونموذجا لأهمية التعاون الإقليمي لحل مشاكل بيئية والاستفادة من الموارد الطبيعة لصالح دول المنطقة. وفي غضون ذلك، نقلت وسائل إعلام فلسطينية الخبر أن التجهيزات لزيارة العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لفلسطين جارية، من دون تحديد موعد الزيارة.