* عاد إلى القاهرة السيد/ عمرو موسى الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية بعد زيارة للأردن استغرقت عدة ساعات قام خلالها بلقاء عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني وقام بإلقاء الكلمة الافتتاحية لمنتدى عمان الأمني بالجامعة الأردنية الذي انعقد تحت عنوان "التطورات الإقليمية - الأبعاد الأمنية وسبل إخلاء الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل". وكان"موسي"، قد وصل إلى العاصمة الأردنية "عمّان" وتوجه إلى الجامعة الأردنية حيث استقبله رئيس الجامعة وأمين المعهد العربي لدراسات الأمن وعدد من أعضاء مجلس إدارة الجامعة حيث قدموا درع الجامعة للسيد/ عمرو موسى ثم توجهوا لافتتاح المنتدى الذي يعقد بتنظيم من المعهد العربي لدراسات الأمن والجامعة الأردنية والحكومة النرويجية وجامعة الدول العربية وبمشاركة نخبة من الخبراء والمختصين الدوليين من الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ومجلس التعاون الخليجي ومنظمة المؤتمر الاسلامي ومنظمات الأممالمتحدة. وقد بدأ الملتقى بالندوة الرئاسية التي شارك فيها السيد/ عمرو موسى والسيد/ هانز بليكس الرئيس السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية. وأكد موسى في كلمته على أن إقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل هو جزء أساسي في أمن المنطقة ومستقبلها وأنه لا بد من إعادة النظر في النظام الأمني الإقليمي وإنشاء نظام جديد أساسه الديمقراطية وحقوق الإنسان وآن جميع دول المنطقة يجب أن ترسم النظام الإقليمي الجديد وأن تتفق عليه. وشدد موسى على أنه يجب آن تكون هناك مقاربة فيها مصداقية وحسن إدارة للأمور، وأننا يجب أن ننظر لمصلحة الإقليم ككل وأمنه مقترحاً ألا تكون فقط منطقة الشرق الأوسط هي المعنية ولكن أن نأخذ البعد المتوسطي وهذا يحمي الأمن والعمق العربي أكثر. وأشار موسى إلى أن هناك أخبار عن توقعات بإلغاء مؤتمر هلسنكي الذي كان لعبة لوقف عرض موضوع الأسلحة النووية الإسرائيلية على الوكالة الدولية للطاقة الذرية وكل هذا تلاعب بنا وبمصلحة المنطقة. وكرر أن مصلحة المنطقة كلها هي المطروحة بما فيها العرب وتركيا وإيران وأيضاً اسرائيل إذا كانت لديهم الإرادة للعيش في سلام، ولكن هذه المنطقة لن تقبل أي ممارسات تهدد أمنها أو تفرض الحروب عليها من أي دولة أياً كانت. وقال موسى متحدثاً عن العرب وموقفهم من حظر الانتشار النووي أننا لا نسابق أنفسنا والآخرين في التزام العرب بنزع السلاح على حساب الموقف الآخر، الالتزام ليس على الدول العربية فقط لأن الميزان انحرف انحرافا كبيرا على جميع الأصعدة ولا بد من تصحيحه لأنه لا يوجد شيء في السياسة الدولية إسمه التنازلات المجانية أو من طرف واحد. وتطرق موسى للحديث عن التغيير العربي وحركته التي أصبحت شيء أساسي في العالم العربي ومستقبله موضحا أنه سيكون هناك مطبات ومشاكل ولكن ستتحسن الآمور على المدى الأبعد، مشيرا إلى أن ما كان يقال أن العرب لا يتفقون ولهم مشارب مختلفة كان يتعلق بالحكومات، وأنه عندما قامت ثورة في تونس تفاعلت معها جميع الشعوب العربية مشرقا ومغربا. وخاطب موسى جميع الحاضرين قائلاً إن حركة التغيير في مصلحتنا جميعا لأن المنطقة لا يمكن أن تعيش في قرون مضت، روح التغيير يجب أن تكون إيجابية وتربط الحاضر بالمستقبل، وأن تحافظ على التراث العربي ولكن يجب ألا يكبلها. وآبرز أن الحركة العربية بين الدول وبعضها ونظامها يجب أيضاً أن تتغير، وأنه قد جاء أوان إعادة إيجابية للنظر في هذا النظام. واختتم موسى كلمته بالتأكيد على أن مستقبل المنطقة وشعوبها يجب أن يكون مستقبلا آمنا وهذا هو الأمن الذي يجب أن نضعه في الاعتبار عند اتخاذ قراراتنا وأن حركة التغيير سوف تنتصر إن عاجلا أو آجلا وأن من واجبنا جميعا أن ندعمها. وتوجه السيد/ عمرو موسى بعد ذلك إلى قصر الحمّر بالعاصمة الأردنية حيث استقبله جلالة الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الهاشمية وعقدا جلسة مباحثات مغلقة قبل مغادرة موسى إلى القاهرة للمشاركة في أعمال الجمعية التأسيسية لوضع الدستور.