وماذا بعد جمعة تطبيق الشريعة , ماذا بعد المليونية الهادرة كما وصفها "الزمر", ماذا حدث ؟ هل زلزلت الأرض من تحت أقدام العلمانيين الملاحدة الذين يريدون أن يأتون بالشواذ الى بلادنا ( على حد قولهم )؟ ونسي هؤلاء المجاهدين (على حد قولهم ايضا) ان دستور 23 و71 قد كُتِبا في زمن كان ليس لقوى الإسلام السياسي تمثيل يذكر, فهم كانوا اما في السجون أو لازلوا في بطون أمهاتهم, ورغم ذلك لم نقرأ في أي من الدستورين السابقين مادة لحماية المثليين أو ما شابه, فهل يعقل ان يحدث ذلك في مسودة 2012 التي يحدها من الشمال والجنوب حزب النور ومن الشرق والغرب حزب الأصالة , وفي القلب حزب الحرية والعدالة , بينما بعض السحب الضبابية المدنية لا تكاد ترى تمر بسمائها من حين لآخر وما تلبث أن تنقشع أو أن تتساقط امطار كغثاء السيل . ألم ينمُ إلى مسامع هؤلاء أن خليفة المسلمين (على حد قولهم) - وأعذروني أستخدم هذا التعبير كثيرا لأن المصطلحات الجديدة على مسامعنا كثيرة في هذا الزمن - ألم ينمُ الى مسامعهم أن رئيس مصر وخليفة المسلمين السيد "محمد مرسي" معه كل السلطات التشريعية والتنفيذية وكل السلطات والمخللات؟ وأنه وحده يملك الأمر والنهي وسن القوانين؟ وأن السلطة القضائية يتعامل معها تعامله مع الليمون المخلل على الطاولة الذي يزين طبق المقبلات ولكن لا احد يتناوله, واعذروني في استخدام هذا التشبيه, فنحن نعيش في زمن توزع فيه المناصب على الأصدقاء كما كنا نوزع اللب والسوداني من قرطاس واحد على باقي الشلة في ليلة صيفية في صالة سينما مكشوفة, ويتعامل فيه أولى الأمر مع سلطات الحكم ومفاصل الدولة تعاملهم مع قائمة الطعام , يختار كل منهم ما يستسيغ مذاقه ويسيل لعابه, فمن الطبيعي أن يقدمون للشعب هذه المليونية كنوع من المخللات والسلطات الجانبية لكي يلهون بها الشعب كما يلهي بها الجارسون الزبون في حين الدستور , أقصد الطبخة تنضج على نار هادئة.