القدس - خاص ل"مصر الجديدة" - أثارت مقابلة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس وتصريحاته للمراسل الإسرائيلي أودي سيغال، حفيظة حركة حماس وزعماء إسلاميين في الأردن ومصر، والذين قالوا إن رئيس السلطة تنازل عن ثوابت القضية الفلسطينية، ولا سيما حق العودة، بعد أن قال "أنا من صفد، من حقي أن أزورها، ولكن ليس أن أعيش هنالك". وأضاف رئيس السلطة في المقابلة مع التلفزيون الإسرائيلي، والتي بُثت يوم الجمعة، حين سئل إن كانت صفد هي فلسطين بالنسبة له: "فلسطين اليوم بالنسبة لي هي حدود 1967، والقدسالشرقية عاصمتها. هذا الوضع اليوم وإلى الأبد". وشدد أبو مازن على أن: "الضفة الغربيةوغزة هي فلسطين. أما باقي المناطق فهي إسرائيل". ونشرت بعض وسائل الإعلام الإسرائيلية الخبر أن الرئيس الفلسطيني قام لاحقا بتوضيح موقفه، في مقابلة مع الإعلام المصري، قائلا إنه لم يتنازل عن حق العودة، بل إنه ركز على مسألة حدود عام 1967. وصرّح الرئيس الفلسطيني للمذيع المصري أنه منذ 1988، قبل معاهدة أوسلو، اتفقت القيادة الفلسطينية على بناء دولة فلسطينية على حدود 1967، وأنه لم يجدد شيئا في تصريحاته الأخيرة. وسارعت حركة حماس الى التنديد بالتصريحات التي أدلاها أبو مازن للتلفزيون الإسرائيلي، داعية الجمهور في غزة إلى تظاهرات شعبية، والتقطت كاميرات الإعلام خلال التظاهرات صورة الرئيس الفلسطيني مشتعلة. ووصف بعض المشاركين تصريحات أبو مازن بأنها خيانة عظمى، داعين إلى محاكمة الرجل. وطالبت كذلك حماس أبو مازن بالاعتذار للشعب الفلسطيني. أما في إسرائيل، فرحب رئيس الدولة بيريس بأقوال أبو مازن، ولا سيما رفض الرئيس الفلسطيني العنف والإرهاب. وكان رئيس السلطة قد صرّح بعد سؤال عن الصواريخ التي تُطلق من غزة تحت سيطرة حماس: "لا أعتقد أن هناك أي مبرر للصواريخ. سواء من غزة أو غير غزة. فهي لن تؤدي إلى نتيجة ولن تأتي بالسلام...هذه الصواريخ عبثية". وقال بيريس إن " أبو مازن شريك حقيقي لعملية السلام"، ونصح بالتعامل مع تصريحات أبو مازن بجدية. وانتقد وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، من جهته، الحكومة الإسرائيلية في ظل تصريحات أبو مازن، قائلا "كان يتوجب على حكومة بنيامين نتنياهو أن تجتهد أكثر لاستئناف عملية السلام معه (أبو مازن)". وتابع باراك أن رئيس السلطة تحدث بجراءة وبوضوح، في فترة سياسية صعبة بينه وبين حماس. وأضاف باراك أن رئيس السلطة أخطأ في فرض شرطه وقف الاستيطان مقابل استئناف المفاوضات. "لا يمكننا القول بجدية الآن أنه لا يوجد شريك (لعملية السلام)" لخص باراك، ونصح القادة الإسرائيليين بإعادة الموضوع الفلسطيني إلى صدر الانتخابات القادمة، التي اتخذت الاقتصاد موضوعها الرئيس. وتطرق رئيس الحكومة الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، صباح اليوم، في مستهل الجلسة الحكومية إلى المقابلة قائلا: "لقد شاهدت المقابلة مع الرئيس عباس في نهاية الأسبوع. وسمعت أنه تراجع عن تصريحاته بعدها. هذا يثبت أهمية المفاوضات المباشرة، بدون شروط مسبقة، لأنه حينها يمكننا التحقق من المواقف الحقيقية. وبصورة عامة أقول، إن كان أبو مازن جدّي، ويعني دفع السلام قدما، يمكننا الجلوس سوية فورا". وتساءل محللون في إسرائيل عن توقيت المقابلة، واقترح بعضهم أن أبو مازن يمهد الطريق في هذه المقابلة للذهاب إلى الأممالمتحدة لتقديم طلب "دولة غير عضو" أمام الجمعية العمومية، وأنها ليست تمهيدا لمفاوضات قريبة.