شارك عشرات من قدامى المقاتلين ووفود اجنبية اليوم في العلمين في احتفال بالذكرى السبعين لهذه المعركة التي شكلت منعطفا حاسما لمصلحة الحلفاء في الحرب العالمية الثانية. وهذا الاحتفال الدولي قد يكون الاخير بهذه الاهمية في هذا الموقع بسبب تقدم آخر المقاتلين بالسن، كما ذكرت مصادر دبلوماسية. وتنقل قدامى المقاتلين الذين بلغ معظمهم التسعين من العمر، بتأثر بالغ، على كراس متحركة او اتكأوا على عصي حاملين المناديل وغطت الميداليات صدورهم، بين مدافن رفقاء السلاح الذين سقطوا في هذه المنطقة الصحراوية القريبة من البحر المتوسط. وقال جو ماديلي الجندي الاسترالي الذي حارب ايضا في طبرق بليبيا قبل 70 عاما "جئت في الذكرى الخمسين والستين، وكلما مشيت بين مدافن هؤلاء الشبان الصغار، انتابتني موجة من الحزن". واجري الاحتفال الدولي الذي نظمته بريطانيا، في مقبرة الكومنولث التي دفن فيها اكثر من سبعة الاف جندي من البلدان الاعضاء في هذه المنظمة المنبثقة من الامبراطورية البريطانية السابقة ونحو مئة من مقاتلي الجنسيات الاخرى. ومن ابرز الشخصيات التي حضرت الاحتفال، وزير الدفاع النيوزيلاندي جوناثان كوليمان ورئيس مجلس النواب الايطالي جانفرانكو فيني. وتمثل عدد من البلدان بوزرائها المكلفين شؤون قدامى المقاتلين، وخصوصا الوزير الفرنسي المنتدب قادر عارف. واقيم ايضا احتفالان وطنيان بالاضافة الى الاحتفال الدولي لمختلف البلدان التي شاركت في المعركة في المقبرتين العسكريتين الايطالية التي دفن فيها 5200 جندي والالمانية التي دفن فيها 4200 جندي. وقد بدأت معركة العلمين في 23 تشرين الاول/اكتوبر 1942 واستمرت عشرة ايام بين القوات التي قادها الجنرال البريطاني برنارد مونتغومري وتلك التي قادها الجنرال الالماني اروين رومل. وشكلت تلك المعركة بداية لتقهقر قوى المحور امام الحلفاء في شمال افريقيا.