هل يوجد فى مصر أجهزه رقابيه ؟ سؤال يطرح نفسه بشده بعد كشف هذا الكم الهائل من الفساد فى العديد من قطاعات الدوله بعد سقوط نظام مبارك الفاسد , وستكشف الأيام القادمه الكثير والكثير من قضايا الفساد التى تُذكم الأنوف وتجعل الشعب المصرى يتحسر على ثرواته ومقدراته التى نهبها مجموعه من اللصوص الذين كانوا يحكمون البلاد . والسؤال الذى يلح بقوه الأن أين كانت الأجهزه الرقابيه من كل هذا الفساد الذى ظل ينخر كالسوس فى جسد هذا الوطن لأكثر من ثلاثة عقود ؟ والإجابه على هذا السؤال لا تخرج عن أمرين , إما أن هذه الأجهزه الرقابيه كانت أجهزه صوريه أنشأئها نظام مبارك الفاسد كديكور لإيهام الشعب بوجود أجهزه لمكافحة الفساد وإقتصار دورها على إكتشاف صغار الفاسدين الذين لا يرتبطون بأهل الحكم . وإما أن هذه الأجهزه الرقابيه كانت تؤدى دورها فى إكتشاف هذا الفساد ولكن هناك من يمنع الإعلان والكشف عن هذا الفساد ومحاسبه الفاسدين خاصه من يرتبطون بمصالح مع من يتولون حكم البلاد أو رجال الحزب الوطنى البائد المنحل , ولو إفترضنا أن الإحتمال الثانى هو الارجح فلا شك أن صمت هذه الأجهزه عن كشف مواطن الفساد والفاسدين وبقاء ملفاتهم حبيسه أدراج القيادات الرقابيه والتى تخضع لتعليمات رجال النظام البائد يُعد مشاركه فى هذا الفساد وجريمه لا تقل عن جرائم الفاسدين . والأمر العجيب الذى يدعوا للتساؤل بعد مرور عام على سقوط نظام مبارك الفاسد لماذا لم تكشف هذه الأجهزه عن قضايا فساد النظام السابق ورجاله الذين مازالوا مُنتشرين فى مواقع قياديه فى العديد من قطاعات ومؤسسات الدوله ؟ فإذا كانوا من قبل مرغمين على الصمت تجاه العديد من قضايا الفساد الكبرى وأنهم كانوا يقوموا بدورهم لكشف الفاسدين أما الإعلان عن قضايا الفساد فكان خاضعا لسلطه أكبر من سلطتهم فما الذى يمنعهم الأن . أم أن هذه الأجهزه والتى لا يراقبها أحد ولا تخضع لرقيب سوى لضميرها مليئه بالعناصر الفاسده .أم أن تعدد الأجهزه وتداخل إختصاصاتها هو السبب فى فشلها فى القيام بدورها . وفى تلك اللحظات الهامه التى تمر بها البلاد فإنه لابد من إعادة هيكله هذه الأجهزه وتجميعها فى جهاز واحد أو إثنين على الأكثر لتكون أجهزه حقيقيه مستقله لا تخضع لأى سلطه تنفيذيه , لتضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بمقدرات وثروات هذا الوطن . محمد جرامون [email protected]