تل أبيب (رويترز) - سيتم في وقت ما من الاسبوع القادم الافراج عن الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليط بعد خمس سنوات من الاسر في قطاع غزة مقابل الافراج عن مئات السجناء الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية. ومن المتوقع أن تجرى المبادلة على الاراضي المصرية في مواقع في مكان ما في صحراء سيناء لم يكشف عنها بعد. وعرضت اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي قامت بتسهيل عمليات تبادل للاسرى في السابق خدماتها وتجري محادثات مع كل من اسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية حماس. وقال المتحدث ماركال ايزارد لرويترز في جنيف "نجري محادثات مع كلا الجانبين بشأن عرضنا. عرضنا خدماتنا كوسيط محايد بالنسبة للجانبين." ولم تعلن تفاصيل التوقيت والاماكن. لكن من الممكن رسم الاليات التقريبية للتبادل استنادا الى تفاصيل مستقاة من مصادر فلسطينية واسرائيلية. سيبدأ التسليم بخطوات متزامنة في مكان ما في مصر جرى تحديد توقيتها بعناية. لكن من غير المرجح أن يرسل شاليط والرجال والنساء الذين ستتم مبادلته بهم الى أماكن متقاربة. وتم هذا الاسبوع أخيرا التوصل الى الاتفاق الذي استغرق التفاوض بشأنه ثلاث سنوات بوساطة مصرية بين اسرائيل وحركة حماس التي تدير قطاع غزة. ووقع الطرفان الاتفاق وأعلناه مساء الثلاثاء. واتصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو هاتفيا يوم الخميس بالمشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الذي يدير شؤون مصر ليشكره نيابة عن كل الاسرائيليين على "الجهود المكثفة الناجحة" من جانب القاهرة. وبما أن القانون الاسرائيلي يمنح المواطنين مهلة 48 ساعة للاعتراض رسميا على الافراج عن أي سجين بالاضافة الى وجود عطلة دينية يهودية هذا الاسبوع فمن المرجح ألا تبدأ عملية التبادل قبل يوم الثلاثاء القادم على أقرب تقدير. وأسر شاليط (25 عاما) في يونيو حزيران 2006 . وبدا شاحبا ونحيلا في اخر مرة شوهد فيها في شريط فيديو في عام 2009 صوره خاطفوه. ومن المؤكد أنه سيلاقي استقبال الابطال في اسرائيل. ويستعد الفلسطينيون كذلك للاحتفال بالافراج عن 450 رجلا و27 امرأة بينهم سجناء قدامى أمضوا 30 عاما في السجون الاسرائيلية. وسيتم استقبال بعضهم في أراض فلسطينية في حين سيتم نفي اخرين الى دول ثالثة لم يعلن عنها بعد حتى دون أن يتوقفوا على أرض فلسطينية. ويتوقع عضو في أحد فصائل النشطاء في غزة يشارك في ترتيبات استقبال السجناء المقرر عودتهم الى القطاع أن يتم التسليم يوم الثلاثاء "اذا مضت الامور بسلاسة." وفي مكان ما في قطاع غزة الذي تديره حركة حماس منذ أن انتزعت السيطرة عليه من حركة فتح عام 2007 احتجز شاليط لسنوات دون أن يسمح لاحد بزيارته بهدف انتزاع أكبر قدر ممكن من التنازلات من اسرائيل في عملية لتبادل الاسرى. وخطف شاليط في هجوم شنه في يونيو 2006 نشطاء من حماس ومسلحون متحالفون معها تسللوا الى اسرائيل عبر نفق أسفل الحدود. ومن المتوقع ان ينقل شاليط عبر الحدود الجنوبية الغربية لقطاع غزة الى الاراضي المصرية بينما يتم نقل مجموعات من السجناء الفلسطينيين من السجون الاسرائيلية الى الحدود المصرية قرب ايلات عند حافة صحراء سيناء. ولا توجد قيود سياسية تمنع التعاون بين قوات الامن المصرية والاسرائيلية لتسهيل التبادل حيث وقع الدولتان معاهدة سلام في عام 1979 . ومن المرجح أن ينقل شاليط جوا الى اسرائيل في طائرة عسكرية. وسيكون أمام الفلسطينيين طريق أطول يقطعونه ربما في حافلات أو في طائرة عن طريق مصر الى جهات مختلفة. ومن بين 450 فلسطينيا و27 فلسطينية سيفرج عنهم في هذه المرحلة الاولى من بين أكثر من ألف سجين تشملهم صفقة التبادل من المقرر الافراج عنهم في الاشهر القادمة سيعود 111 فلسطينيا الى الضفة الغربية والقدس الشرقية وسيعود 130 الى قطاع غزة الذي تفرض اسرائيل حصارا عليه. وسيسمح لستة سجناء من عرب اسرائيل بالعودة الى ديارهم في اسرائيل. وسيتم نفي الباقين وهم 203 رجال وامرأتان الى دول أخرى. ومن المتوقع أن تنشر اسرائيل صباح الاحد قائمة بأسماء الفلسطينيين الذين تم الاتفاق مع حماس على اطلاق سراحهم. ولن تضم القائمة عددا قليلا من أبرز النشطاء المسجونين فيما يتعلق بهجمات عنيفة ضد الاسرائيليين لكن سيتم الافراج عن 310 رجال يقضون عقوبات بالسجن مدى الحياة بينهم رجل عمره 79 عاما.