اعلنت وزارة الداخلية الافغانية الثلاثاء ان المانيين فقدا في جبل كانا يتسلقانه الى شمال كابول، فيما لا تستبعد برلين تعرضهما للخطف. وتعتقد السلطات المحلية انهما قد يكونا مخطوفين من قبل جماعة من البدو بينما تؤكد حركة طالبان لوكالة فرانس برس انها لم تكن على علم باختفائهما. واوضح قائد شرطة بروان شير احمد ملداني لفرانس برس ان الرجلين تركا سيارتهما مع سائقها عند اسفل جبل تكسو الثلوج قممه وقد "اخطرنا (السائق) مساء الجمعة بانهما لم يعودا"، اي منذ نحو اربعة ايام. وقد فقدا بالقرب من مممر سالانغ الشهير، الطريق الرئيسية التي تربط كابول بشمال البلاد عبر سلسلة جبال هندو كوش في الهيملايا. وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية صديق صديقي لفرانس برس "تم ابلاغنا ان المانيين اثنين مفقودان في مكان ما بين ولايتي بغلان وبروان، ونحن نحقق في هذا الحادث"، مشيرا الى انهما فقدا منذ يومين. وفي برلين قال وزير الخارجية الالماني غيدو فسترفيلي في مؤتمر صحافي "لا بد لي ان اؤكد لسوء الحظ اختفاء المانيين في افغانستان (...) اننا نبحث عنهما بشكل مكثف (...) ولا استطيع استبعاد وقوعهما ضحية عملية خطف". لكنه رفض الكشف عن هويتهما "لاسباب مفهومة". واوضح ملداني "انهما لم يعلما الشرطة بوجهتهما"، مضيفا ان لا وجود لطالبان او لمتمردين اسلاميين اخرين في هذه المنطقة الواقعة الى شمال العاصمة كابول. ويعتبر خطف الاجانب من قبل المتمردين او جماعات اجرامية يمكن ان "تبيعهم" الى الاخيرين، امر شائع نسبيا في افغانستان. لكن يفرج عنهم في معظم الحالات مقابل فديات كبيرة كما يجمع الخبراء ومصادر دبلوماسية، حتى وان كانت الدول او المنظمات المعنية تنفي هذا الامر. وقد خطف عشرات الاجانب في افغانستان منذ اجتياح قوات تحالف بقيادة الولاياتالمتحدة والاطاحة بنظام طالبان في العام 2001. وفي 29 حزيران/يونيو الماضي افرج الخاطفون من طابان عن صحافيين فرنسيين خطفا على مسافة مئة كلم الى شمال شرق كابول بعد 547 يوما من احتجازهما. وكان مسؤولون كبار في طالبان اكدوا لوكالة فرانس برس ان فدية بقيمة ملايين الدولارات قد دفعت وانه تم اطلاق سراح اثنين على الاقل من المتمردين المعتقلين في كابول مقابل الافراج عن المراسلين اللذين يعملان لمحطة التلفزيون الفرنسية فرانس 3. وكانت باريس نفت بشكل قاطع دفع اي فدية. واليوم الثلاثاء اكد المتحدث باسم طالبان ذبيح الله مجاهد ان المتمردين ليسوا على علم باختفاء الالمانيين وذلك في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس من مكان مجهول. وقال حاكم بروان عبد البصير سلانغي من جهته ان الالمانيين خطفا على الارجح من قبل بدو من قبيلة كوشي التي تنتمي الى قبائل البشتون مثل طالبان. واكد لوكالة فرانس برس "ان هناك افرادا من قبيلة كوشي في المنطقة حيث فقد الالمانيان". واضاف "نظن انهما تعرضا للخطف وقد اوقفنا عددا من رجال تلك القبيلة نشتبه في تورطهم". ويسلك البدو الكوشي طرقا عديدة في افغانستان متقدمين قطعانهم من الجمال والماعز.