اجتمع مسؤولو وكالات الاغاثة في الدول الاعضاء بمنظمة التعاون الاسلامي الخميس في اسطنبول للتنسيق في ما بينها للخروج برد فعل عاجل لازمة الجفاف الخطيرة التي يتعرض لها الصومال. وقال الامين العام للمنظمة التركي اكمل الدين احسان اوغلو في افتتاح الاجتماع "ازاء كارثة كبيرة كهذه يتعين علينا ان نضم جهودنا معا ونتكاتف للعمل على الحد من المأساة ولانقاذ ما امكن من حياة البشر". وتابع "لهذا السبب ندعو لاتحاد ضخم تحت امرة منظمة التعاون الاسلامي لمجابهة الوضع الخطير في الصومال والقرن الافريقي ككل". كما دعا احسان اوغلو الفصائل الصومالية المتناحرة "للكف فورا عن الاعمال القتالية خلال شهر رمضان الكريم والسماح بوصول كافة جهات الغوث الانساني دون تفرقة من اي نوع حتى يتسنى لها الوصول لكافة المحتاجين". وفي ختام الاجتماع اطلقت وكالات الاغاثة "ائتلاف منظمة التعاون الاسلامي للمساعدة"، وذلك بهدف تنسيق جهود الاغاثة الانسانية في الدول الاعضاء في المنظمة. من جهته رحب احسان اوغلو في البيان الختامي للاجتماع بقرار السعودية تخصيص 60 مليون دولار (42 مليون يورو) لتقديم مساعدة طارئة الى الصومال، وبهبة بقيمة عشرة ملايين دولار (سبعة ملايين يورو) قدمتها الكويت. واضاف ان المنظمة ستباشر بتوزيع المساعدة الغذائية ل40 الف شخص في افغوي قرب مقديشو في اطار اتفاق مع برنامج الاغذية العالمي، مشيرا الى ان هؤلاء سيضافون الى اكثر من 60 الف شخص يستفيدون اصلا من مساعداتها. ولدى منظمة التعاون الاسلامي جهة اغاثة تابعة لها في العاصمة الصومالية مقديشو وهي بين الجهات القليلة التي يسمح متمردو حركة الشباب الاسلامية لها بالعمل في الصومال. وكانت الاممالمتحدة اعلنت الاسبوع الماضي رسميا حالة مجاعة في منطقتين بجنوب الصومال، مع حشد العالم لجهوده ببطء لمساعدة 12 مليون نسمة يعانون الجوع جراء اسوأ موجة جفاف تشهدها المنطقة منذ 60 عاما. يذكر ان الصومال، الذي يعاني من الصراع المستمر منذ 20 عاما دون توقف، هو الاشد تضررا بين بلدان القرن الافريقي بالجفاف، غير ان اجزاء من كينيا واوغندا واثيوبيا وجيبوتي متضررة ايضا. ومن ناحية اخرى تستعد منظمة اسلامية تركية لتقديم ثلاثة الاف طن من المساعدات للصومال. فقد قالت "مؤسسة حقوق وحريات الانسان والغوث الانساني" الخميس انها بصدد ارسال سفينة محملة بالاغذية والامدادات الطبية الى الصومال الشهر المقبل مع بدء رمضان. وتقدم فرق الاغاثة التابعة للمؤسسة المساعدات لنحو 45 الف شخص في مخيمات في الصومال وكينيا منذ ايار/مايو، كما تعتزم توسيع نطاق حملتها لتشمل اثيوبيا. وكانت المنظمة قد برزت على الساحة الدولية العام الماضي حينما قادت اسطول سفن بهدف كسر الحصار عن قطاع غزة قبل ان تعترضه قوات اسرائيلية خاصة ما اسفر عن مقتل تسعة اشخاص وتردي العلاقات التركية الاسرائيلية.