دعت بغداد الاربعاء الحكومة الايرانية التي تطارد عناصر حزب "الحياة الحرة" الكردي الانفصالي (بيجاك)، الى وقف قصف قرى في كردستان العراق، مؤكدة ان هذا الامر يلحق ضررا "فادحا" بالعلاقات بين البلدين، بينما اعلنت طهران مقتل اكثر من 50 متمردا منذ بدأت القصف قبل اسبوعين. وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي في بغداد "نطلب مرة اخرى من الحكومة الايرانية التوقف عن اعمال القصف لانها لا تخدم العلاقات العراقية الايرانية وتلحق بها ضررا كبيرا وفادحا". واضاف زيباري ان "الموضوع لا يعالج بهذه الطريقة انما بالتنسيق الامني الثنائي، والمحافظة على امن الحدود المشتركة". واكد زيباري ان عمليات القصف "تجري منذ خمس سنوات، لكن في الفترة الاخيرة طال امدها الزمني وباتت تتواصل لعدة اسابيع"، واصفا اياها بانها "عشوائية وتلحق خسائر فظيعة بالحقول وتتسبب بتهجير العشرات من سكان القرى". وفي 16 تموز/يوليو شن الحرس الثوري الايراني هجوما واسعا على قواعد حزب "الحياة الحرة" (بيجاك) الكردي الانفصالي على جانبي الحدود مع اقليم كردستان العراقي، قتل فيه عناصر من الجانبين اضافة الى مدنيين اثنين. وقال المتحدث باسم الحزب المعارض شيرزاد كمانكر لوكالة فرانس برس الاربعاء انه "منذ فجر اليوم، بدأت المعارك مرة اخرى مع الجيش الايراني ومنعناه من التوغل الى داخل الاراضي العراقية في منطقة بشدر" شمال السليمانية. واضاف ان "القصف المدفعي الايراني للعديد من القرى في تلك المنطقة تواصل". واعلن قائمقام قضاء جومان التابع لمدينة اربيل (350 كلم شمال بغداد) عبد الواحد كواني انه جرى في السابق "تحديد المسافة التي تتعرض للقصف داخل العراق باربعة كيلومترات، ومؤخرا وصلت الى اكثر من سبعة كيلومترات". وفي طهران ذكرت وسائل الاعلام الاربعاء ان قوات الحرس الثوري الايراني قتلت اكثر من 50 متمردا منذ بداية القصف قبل نحو الاسبوعين، وانها ستواصل عملياتها حتى يسيطر العراق على المنطقة. ونقلت وسائل الاعلام عن قائد عسكري بارز في شمال غرب ايران قوله انه "خلال العمليات التي جرت في الاسابيع الماضية، قتل 50 عنصرا معاديا للثورة واصيب نحو 100 كما تم اسر العديد". واضاف ان "هجومنا ضد حزب الحياة الحرة الاميركي والمعادي للثورة سيتواصل على طول الحدود الايرانية مع العراق في الشمال حتى تقوم الحكومة المركزية في العراق ومنطقة كردستان ... بنشر قوات الشرطة والجيش على طول الحدود المشتركة". وكانت اربيل شهدت الثلاثاء تظاهرة لنحو مئتين من ممثلي منظمات المجتمع المدني امام القنصلية الايرانية للمطالبة بوقف القصف الايراني للاراضي العراقية. وقالت فيان سليمان، رئيسة اتحاد نساء كردستان العراق التابع للحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني، "سننتظر 72 ساعة لوقف القصف والا ستكون لنا نشاطات اخرى". ولوحت سليمان بالمطالبة "بوقف التبادل التجاري مع ايران وعدم التعامل مع الشركات الايرانية ومقاطعة بضائعها وقطع المعابر الحدودية من خلال وضع حواجز بشرية من ممثلي منظمات المجتمع المدني". والاثنين، اعلن الصليب الاحمر ان المئات من سكان المنطقة الحدودية في شمال العراق اضطروا للفرار جراء المواجهات وعمليات القصف. وحزب بيجاك متورط باستمرار في مواجهات مسلحة مع القوات الايرانية التي ترد بقصف المناطق الحدودية الجبلية في كردستان العراق حيث ينشط المقاتلون الانفصاليون.