لشكركاه (افغانستان) (رويترز) - شن متشددون أفغان هجمات في عاصمتي اقليمين بشمال وجنوب أفغانستان يوم الاربعاء في الوقت الذي سلمت فيه القوات الاجنبية مسؤولية الامن في مدينة رئيسية أخرى في اطار عملية تستهدف اظهار قدرات القوات الافغانية. وهاجم مسلحان مركزا للشرطة في مدينة قندهار بجنوب البلاد وقتلا قائده في معركة استمرت تسع ساعات. وفي مدينة مزار الشريف بشمال البلاد وهي واحدة من سبع مناطق ستسلم للقوات الافغانية هذا الاسبوع قالت الشرطة ان قنبلة زرعت في دراجة قتلت نحو خمسة مدنيين بينهم طفل واصابت قرابة 12 اخرين. وهذه الهجمات في قندهار ومزار الشريف التي يقل فيها العنف نسبيا نذير بالتحديات التي تنتظر الجيش والشرطة الافغانيين مع بدء عملية نقل المسؤولية الامنية بهدف بسط السيطرة على البلاد بالكامل بحلول نهاية عام 2014. وقال عبد الرازق قائد شرطة قندهار عقب انتهاء الاشتباكات ومقتل مسلحي طالبان اللذين هاجما مركز الشرطة ان ثلاثة من رجال الشرطة قتلوا وأصيب ستة اخرون. وبعد قليل من هجوم قندهار تسلمت القوات الافغانية مسؤولية الامن في لشكركاه عاصمة اقليم هلمند المجاور وهو الاكثر خطورة بين المناطق التي يتم تسليمها هذا الاسبوع. وسيتم تسليم مزار الشريف يوم السبت. وقال الياس أحد سكان بلدة تشانجير على بعد نحو 20 كيلومترا الى الشمال من لشكركاه انه يتطلع الى توسيع عملية نقل مسؤوليات الامن ورحيل القوات الاجنبية. واضاف "اذا أطلق أحد النار من منزل فان القوات الاجنبية تدمر القرية بكاملها. انهم يأتون للتحقيق ليلا... مما يجعل حياة الناس صعبة." ووصف وزير الدفاع الافغاني عبد الرحيم وردك الذي تحدث بعد مراسم تسليم لشكركاه عملية تسلم الافغان مسؤولية الامن بأنها "استعادة لشرفنا". وابدى الرئيس حامد كرزاي منذ فترة رغبته في اضطلاع البلاد بمسؤولية الامن وتساعد الدول الغربية التي ارهقتها تكلفة الحرب سواء المادية أو البشرية في تدعيم القوات الافغانية لتمهيد الطريق لسحب قواتها. لكن تفاقم العنف في الايام الاخيرة ألقى بظلال من الشك على بدء عملية التسليم. وانفجرت قنبلة يوم الثلاثاء قرب مركز للشرطة خارج لشكركاه. ويقر ضباط أفغان واجانب بانه لن يكون هناك تغيير فعلي نظرا لان القوات الافغانية تسيطر بالفعل على هذه المناطق منذ أشهر طويلة. وشهد اقليم هلمند بعضا من اشرس المعارك في الحرب الدائرة منذ نحو عشرة أعوام. وسقط في الاقليم أكبر عدد من القتلي من القوات الاجنبية مقارنة بالاقاليم الاخري ولا زالت طالبان تسيطر على بعض المناطق في هلمند. وقال ناويد أحد سكان لشكركاه "أنا سعيد ... الان الافغان هم من يقومون بفتيش المنازل وغير ذلك من العمليات. الناس تعبوا من تفتيش المنازل والعمليات التي تشنها القوات الاجنبية." وانتقال المسؤولية الامنية في عاصمة الاقليم يهدف لتوجيه رسالة بان القوات الافغانية متأهبة وراغبة في تولي السيطرة في مناطق تنطوي على تحد أكبر من اقليمي باميان وبانجشير المعاديين لطالبان. وهما أيضا ضمن المناطق التي تشملها المرحلة الاولى من انتقال المسؤوليات الامنية. وأعقب احتفال مدني في لشكركاه تضمن القاء كلمات مراسم احتفال عسكري ألقت في نهايته قوات حلف شمال الاطلسي التحية العسكرية وغادرت بشكل رمزي. لكنها ستبقى في قواعد على بعد كيلومترات قليلة من المدينة على اهبة الاستعداد للمساعدة عند الضرورة.