قتل 14 مدنيا على الاقل برصاص قوات الامن السورية اثناء تفريقها الجمعة تظاهرات مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد جرت في مدن عدة اضخمها في حماة (وسط) التي زارها السفيران الاميركي والفرنسي في تحد واضح لدمشق التي اتهمت واشنطن ب"التورط" في الاحداث. وبحسب ناشطين حقوقيين فقد قتلت قوات الامن خلال تفريقها التظاهرات التي دعا اليها ناشطون تحت شعار "لا للحوار" مع النظام، ستة متظاهرين في مدينة الضمير في ريف دمشق وخمسة متظاهرين في حمص (وسط) ومتظاهرين اثنين في حي الميدان بوسط العاصمة وشخصا واحدا في معرة النعمان (شمال غرب). من جهتها سارعت دمشق الى اتهام الولاياتالمتحدة ب"التورط" في الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البلاد منذ اربعة اشهر و"التحريض على التصعيد" اثر ذهاب السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد الى حماة (وسط) التي تظاهر فيها الجمعة اكثر من 450 الف شخص. ووصل فورد الى حماة (210 كلم شمال دمشق) الخميس وغادرها الجمعة بعد لقائه عددا من المتظاهرين بحسب واشنطن، في حين لحق به نظيره الفرنسي اريك شوفالييه الجمعة لتعبير عن "التزام فرنسا بالوقوف الى جانب الضحايا"، كما اعلنت باريس. واعربت الادارة الاميركية عن "استيائها" من رد فعل دمشق على زيارة فورد الى حماة، مجددة التأكيد على ان واشنطن ابلغت دمشق مسبقا بهذه الزيارة. وقالت فيكتوريا نالاند المتحدثة باسم الخارجية الاميركية "نحن بصراحة مستاؤون قليلا" لرد الفعل السوري، مشددة على ان قول الحكومة السورية انها تفاجأت بالزيارة التي قام بها فورد الى حماة "لا معنى له". واضافت المتحدثة ان المتظاهرين في حماة احتشدوا الجمعة لتحية السفير وغطوا الزجاج الامامي لسيارته بالورود التي نثروها عليها، ولكنه رفض الترجل من السيارة لتحيتهم كي لا يحول التظاهرة عن مجراها ويصبح محطا للانظار. واضافت نالاند ان السفير ولدى مغادرته حماة قرابة الساعة 13,30 بالتوقيت المحلي واكب سيارته متظاهرون على متن دراجات نارية لخشيتهم على سلامته، مشددة من جهة اخرى على ان الزيارة التي قام بها السفير الفرنسي في سوريا اريك شوفالييه الى حماة الجمعة لم يجر تنسيقها مع زيارة نظيره الاميركي. والجمعة اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بيانا لوزارة الداخلية اكدت فيه ان "السفير الاميركي التقى في حماة ببعض المخربين وحضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار". واكدت الوزارة انها "تراقب عن كثب اعمال الشغب والعنف التي تقوم بها بعض المجموعات التخريبية في مدينة حماة وتعمل على معالجتها". وردا على هذه الاتهامات اكدت المتحدثة الاميركية ان فورد التقى في حماة "العديد من المواطنين العاديين، انهم سوريون عاديون يطالبون بالتغيير في بلدهم"، مشددة على ان النظر الى زيارته هذه على انها استفزاز للسلطات السورية هو "كلام فارغ تماما". واضافت نالاند ان الزيارة "الجريئة" التي قام بها فورد "تظهر اهمية ان نوجه الى السوريين رسالة مفادها اننا نقف الى جانبهم". بدوره قال الملحق الاميركي في السفارة الاميركية في دمشق جاي.جاي هاردر ان "الحكومة السورية لا تنفك تؤكد ان المشكلة في حماة هي وجود عصابات مسلحة. ان السفير فورد لم ير اي دليل على وجودها" في هذه المدينة التي تطوقها دبابات الجيش. وحماة رمز تاريخي منذ 1982 بعد حملة قمع تمرد قاده الاخوان المسلمون ضد الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد بشار الاسد، اوقعت 20 الف قتيل. ونددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون الجمعة باعمال العنف ضد المتظاهرين في سوريا واعتبرت ان القمع الممارس يضرب صدقية نظام الرئيس بشار الاسد. وقالت في بيان "اندد بشدة بالاستخدام المتواصل للقوة ضد متظاهرين مسالمين وانتشار قوات عسكرية في حماة وسواها". واضافت "اعمال العنف والقمع هذه تنزع الصدقية عن العهود التي قطعها النظام السوري والتزامه القيام باصلاحات". يدانيا شهدت عدة مدن سورية الجمعة تظاهرات تلبية لدعوة وجهها ناشطون تحت شعار "لا للحوار" مع النظام الذي يواصل قمع حركة الاحتجاج الشعبية في مختلف انحاء البلاد وحصد قمعه الجمعة 14 قتيلا بحسب ناشطين. واكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "مقتل 6 اشخاص عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق متظاهرين في مدينة الضمير (ريف دمشق)". بدوره اعلن رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي "مقتل خمسة متظاهرين في مدينة حمص (وسط) ومتظاهرين اثنين في حي الميدان وسط العاصمة دمشق بنيران رجال الامن خلال تفريق مظاهرات". وفي معرة النعمان (شمال غرب) اعلن ناشط حقوقي في اتصال مع وكالة فرانس برس ان الجيش اطلق نيرانه رشاشاته الثقيلة على سيارة مدينة كانت تسير على اوتوتستراد حماة-حلب الذي يمر في المدينة وعلى متنها اسرة كانت تحاول الفرار من حماة الى حلب. واضاف المصدر ان رب الاسرة قتل على الفور بينما اصيبت زوجته وابنتاهما بجروح بليغة وقد نقلتا الى احد مستشفيات المدينة. واكد المصدر ايضا اصابة خمسة متظاهرين بجروح بليغة خلال اطلاق قوات الامن النار على تظاهرة شارك فيها الالاف اثر صلاة الجمعة في وسط معرة النعمان. من جانبه اكد ريحاوي "ان اكثر من 450 الف شخص خرجوا للتظاهر في ساحة العاصي والشوارع المؤدية لها وسط مدينة حماة داعين الى رفض الحوار والى اسقاط النظام"، لافتا "الى عدم وجود عناصر تابعة للامن في المنطقة". واكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن من جهته لوكالة فرانس برس "ان اكثر من 24 شخصا اصيبوا عندما حاولت قوات الامن تفريق مظاهرات جرت في عدة احياء في حمص (وسط)"، مشيرا الى ان "جروح بعضهم خطرة". واشار عبد الرحمن الى قيام قوات الامن "بحملة اعتقالات ومداهمات مستمرة في عدة احياء في حمص". ولفت رئيس المرصد الى "حالة غليان" اعقبت المظاهرات داخل مدينة حمص. واضاف "عادت الناس للتظاهر في الشوارع احتجاجا على ماجرى من قمع اليوم" مشيرا الى "سماع صوت اطلاق نار كثيف في حي القصور وعبور 5 حافلات كبيرة تقل عناصر امن باتجاه حي الخالدية حيث تسمع أصوات اطلاق نار". وذكر رئيس المرصد ان "قوات الامن قامت بتفريق نحو مئة الف متظاهر في مدينة دير الزور (شرق)"، مشيرا الى "سقوط نحو عشرة جرحى بينهم اصابتان خطرتان اثناء مظاهرة في الميادين (شرق) شارك فيها الالاف". كما لفت الى "مظاهرة شارك فيها الالاف في ادلب (شمال غرب) اطلق فيها رجال الامن الرصاص والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين"، مشيرا الى "سقوط عدد من الجرحى". واضاف عبد الرحمن "اطلقت الاجهزة الامنية الرصاص الحي في محاولة لتفريق مظاهرة كبيرة خرجت من مساجد الاحياء الجنوبية في مدينة بانياس (غرب)"، مشيرا الى "استمرار سماع صوت اطلاق الرصاص في المدينة"، مؤكدا ان "القوات السورية فرقت اكثر من الف متظاهر وذلك باطلاق قنابل مسيلة للدموع عليهم في الرقة (شمال)". واشار الى "انطلاق مظاهرة في حي الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية (غرب) تهتف لحماه ولاسقاط النظام"، موضحا ان "المتظاهرين حملوا علما سوريا طويلا". واضاف ان "نحو سبعة الاف متظاهر خرجوا في كنصفرة (ريف ادلب)" رغم التواجد العسكري منذ ايام في منطقة جبل الزاوية (شمال غرب). وذكر ريحاوي ان "الالاف خرجوا للتظاهر في مدينة ادلب وقرى ريفها (شمال غرب) كما في بنش وسراقب وخان شيخون وكفر نبل تفتناز"، مشيرا الى "خروج مظاهرة نسائية في مدينة ادلب ومظاهرة في جاسم (ريف درعا)". وتابع ان "الاف المتظاهرين هتفوا برفض الحوار وإسقاط النظام ونصرة المدن المحاصرة في سقبا وقطنا وجديدة عرطوز وقارة والقابون والزبداني ومضايا والقدم وداريا ونهر عيشة وبرزة (ريف دمشق)". من جهته، ذكر رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان رديف مصطفى ان "متظاهرين في عين العرب (شمال) تفرقوا في عدة احياء ضيقة بعد ان منعتهم قوات الامن من التظاهر". واشار الى "حضور امني كثيف وغير مسبوق في الساحات التي تشهد عادة التظاهرات مما اثار انزعاجا لدى الفئات الاجتماعية والاحزاب الكردية". واضاف ان "عامودا (شمال شرق) خرجت بالالاف"، مشيرا الى "مشاركة نسائية غير مسبوقة" في هذه المدينة وقال ان "خروج اكثر من 5 الاف متظاهر في القامشلي (شمال شرق) تضامنا مع حماة". وذكر ناشط في اتصال هاتفي من اللاذقية مع وكالة فرانس برس ان "مظاهرة خرجت في حي الطابيات في اللاذقية الا ان قوات الامن هاجمتها واعتقلت مشاركين فيها"، موضحا ان "المتظاهرين فروا نحو حي الصليبة حيث لحقتهم قوات الامن". واشار ناشط اخر من حلب الى ان "الاف الاشخاص تظاهروا في عدة احياء في حلب حيث اعتدى عليهم رجال الامن واعتقل العشرات لمطالبتهم باسقاط النظام". من جهتها، ذكرت وكالة سانا ان "عشرات الالاف من المواطنين احتشدوا في ساحة الحجاز وباب توما" في وسط العاصمة دمشق "احتجاجا على وجود السفير الاميركي في حماة مؤكدين ان هذا الوجود دليل على تورط اميركا وسعيها لتصعيد الاحداث في سوريا". كما اشارت الى "مسيرات في حلب (شمال) وريفها دعما لبرنامج الاصلاح ورفضا للتدخل الخارجي". واستدعت الولاياتالمتحدة السفير السوري بعد ورود تقارير عن قيام موظفين في السفارة السورية في واشنطن بتصوير متظاهرين في الولاياتالمتحدة ضد القمع في سوريا، على ما افادت وزارة الخارجية الاميركية الجمعة. واشار بيان الخارجية الاميركية الى ان السفير السوري عماد مصطفى استدعي الاربعاء من جانب مسؤول رفيع في الادارة الاميركية اعرب له عن "قلق" الولاياتالمتحدة بعد "معرفتها بان اعضاء في السفارة السورية التقطوا صورا وتسجيلات مصورة لاشخاص شاركوا في تظاهرات سلمية في الولاياتالمتحدة".