اعتقلت السلطات السورية اكثر من 200 شخص خلال التظاهرات التي عمت انحاء البلاد الجمعة تحت شعار "لا للحوار" مع نظام الرئيس بشار الاسد، كما اعلن السبت المرصد السوري لحقوق الانسان. وقال المرصد الذي يتخذ من لندن مقرا له في بيان ان "السلطات الامنية السورية اعتقلت خلال المظاهرات التي عمت الاراضي السورية يوم امس (الجمعة) اكثر من 200 متظاهر في حمص ودمشق وريفها وبانياس وادلب". واضاف انه من بين المعتقلين المخرج المسرحي أسامة غنم الذي اعتقل "لدى مشاركته بمظاهرة حي الميدان بدمشق ولا يزال مصيره مجهولا"، مشيرا الى ان غنم (36 عاما) يحمل شهادة دكتوراه من فرنسا في اختصاص المسرح الفرنسي المعاصر ويعمل في المعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق استاذا. واكد المرصد ان الاجهزة الامنية السورية اعتقلت منذ انطلاق الحركة الاحتجاجية ضد الرئيس بشار الاسد "اكثر من 12 ألف مواطن (...) لا يزال الاف منهم قيد الاعتقال". ودان المرصد "بشدة استمرار السلطات الامنية السورية في ممارسة سياسة الاعتقال التعسفي بحق المعارضين السياسيين ونشطاء المجتمع المدني وحقوق الإنسان والمتظاهرين السلميين على الرغم من رفع حالة الطوارئ"، مكررا مطالبته للسلطات السورية "بالافراج الفوري عن كافة معتقلي الرأي والضمير في السجون والمعتقلات السورية احتراما لتعهداتها الدولية الخاصة بحقوق الإنسان التي وقعت وصادقت عليها". وقتل 14 مدنيا على الاقل الجمعة في سوريا برصاص قوات الامن التي كانت تحاول تفريق تظاهرات مناهضة للنظام اقيمت في مدن ومناطق عدة في البلاد بعد دعوة اطلقها ناشطون مؤيدون للديموقراطية للتظاهر تحت شعار "لا للحوار" مع نظام بشار الاسد. والجمعة، اعلن ناشطون حقوقيون مقتل 13 متظاهرا في مدن سورية عدة برصاص قوات الامن اثناء تفريقها تظاهرات مناهضة لنظام الرئيس بشار الاسد. وبحسب منظمتين حقوقيتين فقد قتلت قوات الامن خلال تفريقها التظاهرات التي دعا اليها ناشطون تحت شعار "لا للحوار" مع النظام، ستة متظاهرين في مدينة الضمير في ريف دمشق وخمسة متظاهرين في حمص (وسط) ومتظاهرين في حي الميدان في وسط العاصمة. واكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "مقتل 6 اشخاص عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق متظاهرين في مدينة الضمير (ريف دمشق)". وكان رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي اعلن في حصيلة سابقة عن مقتل متظاهر واحد في هذه المدينة. كما اعلن ريحاوي "مقتل خمسة متظاهرين في مدينة حمص (وسط) ومتظاهرين اثنين في حي الميدان وسط العاصمة دمشق بنيران رجال الامن خلال تفريق تظاهرات". وكانت حصيلة سابقة اشارت الى مقتل 8 متظاهرين. وقتل ثمانية مدنيين وجرح عدد آخر الجمعة عندما اطلق رجال الامن النار عليهم اثناء تفريق تظاهرات في عدة مدن سورية دعا اليها ناشطون معارضون للحكم تحت شعار "لا للحوار" مع نظام الرئيس بشار الاسد. ويأتي ذلك فيما اتهمت دمشقالولاياتالمتحدة ب"التورط" في الحركة الاحتجاجية التي تشهدها سوريا منذ اربعة اشهر و"التحريض على التصعيد" غداة ذهاب السفير الاميركي في دمشق روبرت فورد الى حماة (وسط) التي تظاهر فيها اليوم الجمعة اكثر من 450 الف شخص. وصرح رئيس الرابطة السورية لحقوق الانسان عبد الكريم ريحاوي لوكالة فرانس برس "قتل متظاهران في حي الميدان وسط العاصمة دمشق كما قتل شخص واصيب خمسة اخرون بجروح في مدينة الضمير (ريف دمشق) عندما اطلق رجال الامن النار لتفريق متظاهرين". وقال ريحاوي "ان اكثر من 450 الف شخص خرجوا للتظاهر في ساحة العاصي والشوارع المؤدية لها وسط مدينة حماة داعين الى رفض الحوار والى اسقاط النظام"، لافتا "الى عدم وجود عناصر تابعة للامن في المنطقة". واكد رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن من جهته لوكالة فرانس برس "ان اكثر من 24 شخصا أصيبوا عندما حاولت قوات الامن تفريق تظاهرات جرت في عدة احياء في حمص (وسط)"، مشيرا الى ان "جروح بعضهم خطرة". واشار عبد الرحمن الى قيام قوات الامن "بحملة اعتقالات ومداهمات مستمرة في عدة احياء في حمص". واضاف رئيس المرصد ان "قوات الامن قامت بتفريق نحو مئة الف متظاهر في مدينة دير الزور (شرق)"، مشيرا الى "سقوط نحو عشرة جرحى بينهم اصابتان خطرتان اثناء تظاهرة في الميادين (شرق) شارك فيها الالاف". كما لفت الى "تظاهرة شارك فيها الالاف في ادلب (شمال غرب) اطلق فيها رجال الامن الرصاص والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين"، مشيرا الى "سقوط عدد من الجرحى". واضاف عبد الرحمن "اطلقت الاجهزة الامنية الرصاص الحي في محاولة لتفريق تظاهرة كبيرة خرجت من مساجد الاحياء الجنوبية في مدينة بانياس (غرب)"، مشيرا الى "استمرار سماع صوت اطلاق الرصاص في المدينة". وقال "فرقت القوات السورية اكثر من الف متظاهر وذلك باطلاق قنابل مسيلة للدموع عليهم في الرقة (شمال)". واشار الى "انطلاق تظاهرة في حي الرمل الجنوبي في مدينة اللاذقية (غرب) تهتف لحماه ولإسقاط النظام"، موضحا ان "المتظاهرين حملوا علما سوريا طويلا". واضاف ان "نحو سبعة الاف متظاهر خرجوا في كنصفرة (ريف ادلب)" رغم التواجد العسكري منذ ايام في منطقة جبل الزاوية (شمال غرب). وذكر ريحاوي ان "الالاف خرجوا للتظاهر في مدينة ادلب وقرى ريفها (شمال غرب) كما في بنش وسراقب وخان شيخون وكفر نبل تفتناز"، مشيرا الى "خروج تظاهرة نسائية في مدينة ادلب وتظاهرة في جاسم (ريف درعا)". وتابع ان "الاف المتظاهرين هتفوا برفض الحوار وإسقاط النظام ونصرة المدن المحاصرة في سقبا وقطنا وجديدة عرطوز وقارة والقابون والزبداني ومضايا والقدم وداريا ونهر عيشة وبرزة (ريف دمشق)". من جهته، ذكر رئيس اللجنة الكردية لحقوق الانسان رديف مصطفى ان "متظاهرين في عين العرب (شمال) تفرقوا في عدة احياء ضيقة بعد ان منعتهم قوات الامن من التظاهر". واشار الى "حضور امني كثيف وغير مسبوق في الساحات التي تشهد عادة التظاهرات ما اثار انزعاجا لدى الفئات الاجتماعية والاحزاب الكردية". واضاف ان "عامودا (شمال شرق) خرجت بالالاف"، مشيرا الى "مشاركة نسائية غير مسبوقة" في هذه المدينة وقال ان "خروج اكثر من 5 الاف متظاهر في القامشلي (شمال شرق) تضامنا مع حماة". وذكر ناشط في اتصال هاتفي من اللاذقية مع وكالة فرانس برس ان "تظاهرة خرجت في حي الطابيات في اللاذقية الا ان قوات الامن هاجمتها واعتقلت مشاركين فيها"، موضحا ان "المتظاهرين فروا نحو حي الصليبة حيث لحقتهم قوات الامن". واشار ناشط اخر من حلب الى ان "الاف الاشخاص تظاهروا في عدة احياء في حلب حيث اعتدى عليهم رجال الامن واعتقل العشرات لمطالبتهم بإسقاط النظام". من جهة ثانية، اوردت وكالة الانباء السورية الرسمية (سانا) بيانا لوزارة الداخلية اكدت فيه ان "السفير الاميركي التقى في حماة بعض المخربين" واتهمته بانه "حضهم على التظاهر والعنف ورفض الحوار". واكدت الوزارة انها "تراقب عن كثب اعمال الشغب والعنف التي تقوم بها بعض المجموعات التخريبية في مدينة حماة وتعمل على معالجتها". وتتمثل مهمة فورد في حماة في "اجراء اتصال" مع المعارضة، كما اعلن مسؤول اميركي كبير رافضا الكشف عن هويته. وحماة رمز تاريخي منذ 1982 بعد حملة قمع لتمرد قاده الاخوان المسلمون ضد الرئيس الراحل حافظ الاسد، والد بشار الاسد، اوقعت 20 الف قتيل. وفر مئات الاشخاص من حماة عشية تظاهرات جديدة متوقعة عبر البلاد تحت شعار "لا للحوار" مع نظام الاسد، بحسب ناشطين. كما توجه السفير الفرنسي في سوريا اريك شوفالييه الى مدينة حماة التي اصبحت مركزا لحركة الاحتجاج على نظام بشار الاسد وذلك للتعبير عن "التزام فرنسا بالوقوف الى جانب الضحايا"، كما اعلن الجمعة في باريس.