حذر مجلس النواب الاميركي الخميس الفلسطينيين من انهم يواجهون احتمال خفض المساعدات الاميركية اذا قرروا المضي في خطتهم السعي لطلب الاعتراف بدولتهم في الاممالمتحدة بدون اجراء مفاوضات مباشرة مع اسرائيل. وصوت مجلس النواب باغلبية ساحقة (406 اصوات مقابل 6) على قرار رمزي يوجه رسالة قوية الى الفلسطينيين بعد اسبوع على تبني مجلس الشيوخ قرارا مماثلا. ويحث القرار الذي صوت عليه مجلس النواب الخميس وعلى غرار القرار الذي صوت عليه مجلس الشيوخ، الرئيس باراك اوباما على النظر في تعليق المساعدة للسلطة الفلسطينية رهنا بما ستؤول اليه حكومة الوحدة الوطنية بين حركتي فتح التي يتزعمها الرئيس محمود عباس وحماس الاسلامية. وجاء في القرار الذي قدمه مسؤولون ديموقراطيون وجمهوريون ان "اية حكومة وحدة وطنية فلسطينية يجب ان تنبذ علنا ورسميا الارهاب والقبول بحق اسرائيل في الوجود والتأكيد مجددا على الاتفاقات الموقعة مع اسرائيل". وقد اعد القرار زعيم الغالبية الجمهورية في مجلس النواب اريك كانتور وزعيم الاقلية الديموقراطية ويب ستيني هوير. ويجدد القرار التأكيد على الدعم الاميركي لحل الدولتين مع "دولة اسرائيل اليهودية الديموقراطية ودولة فلسطينية ديموقراطية قابلة للحياة تعيشان جنبا الى جنب بسلام وامن واعتراف متبادل". ويحذر مع ذلك من "عواقب خطيرة في مجال المساعدات الاميركية للفلسطينيين وللسلطة الفلسطينية" في حال طلب الجانب الفلسطيني اعترافا من الاممالمتحدة خارج التفاوض مع اسرائيل. والقرار يدعم معارضة اوباما لمسعى الفلسطينيين في الاممالمتحدة ويحثه على الاعلان ان واشنطن ستستخدم حق النقض ضد اي قرار يتعلق باعلان دولة فلسطينية امام مجلس الامن اذا لم يات نتيجة مفاوضات بين اسرائيل والفلسطينيين. وكان كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات اشار الخميس الى وجود خلافات عميقة جدا بين الفلسطينيين والادارة الاميركية حول التوجه الى الاممالمتحدة للاعتراف بدولة فلسطين ونيل العضوية الكاملة. وقال عريقات لوكالة فرانس برس في اتصال هاتفي من واشنطن عقب سلسلة لقاءات مع مسؤولين في الادارة الاميركية ووزارة الخارجية "هناك خلافات عميقة جدا مع الادارة الاميركية في مسالة توجهنا الى الاممالمتحدة ومجلس الامن لطلب الاعتراف بدولة فلسطين على حدود عام 1967". وتحدث عريقات عن تهديدات اميركية باستعمال حق النقض (الفيتو) ضد التوجه. وقال "لقد ابلغونا انهم سيصوتوا بالفيتو اذا توجهنا الى مجلس الامن الدولي كما ابلغونا انه ستكون هناك قرارات في الكونغرس بقطع المساعدات اذا توجهنا الى الاممالمتحدة". وياتي ذلك فيما سيعقد ممثلون عن اللجنة الرباعية حول الشرق الاوسط التي تضم الاممالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والولاياتالمتحدة، اجتماعا في واشنطن في 11 تموز/يوليو. ومفاوضات السلام مجمدة منذ ايلول/سبتمبر 2010 بسبب عدم تجديد اسرائيل العمل بقرار التجميد الجزئي للاستيطان في الضفة الغربيةالمحتلة. ومنذ ذلك الحين يرفض الفلسطينيون العودة الى المحادثات طالما ان اسرائيل تواصل الاستيطان. ويعتزم الفلسطينيون ومع اخذهم في الاعتبار المهل القانونية، ان يقدموا في نهاية تموز/يوليو طلب اعتراف الاممالمتحدة بدولة فلسطينية في ايلول/سبتمبر في نيويورك بحدود العام 1967. وقد اعلنت فرنسا انها يمكن ان تعترف بدولة فلسطينية مستقلة اذا لم يتم استئناف مفاوضات السلام بحلول ايلول/سبتمبر. وفي المقابل فان المانيا مثلها مثل الولاياتالمتحدة تعارض اي خطوة احادية الجانب وتؤيد الموقف الاسرائيلي بان اي تقدم يجب ان يتم من خلال المفاوضات.