كشف تقرير عسكري أمريكي مصنف ضمن أعلى درجات السرية عن صورة مقلقة لموازين القوى في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، حيث تظهر الصين قادرة على شل القدرات الأمريكية في أي مواجهة محتملة حول تايوان، بل وتحقيق التفوق في الساعات الأولى من اندلاع الحرب. ويطرح التقرير شديد السرية الذي نشرته صحيفة "ذي إندبندنت" البريطانية، تساؤلات بشأن جاهزية الجيش الأمريكي على مواجهة الصين القوة العظمى الصاعدة التي أصبحت تمتلك قدرات متقدمة بشكل كبير. تقرير موجز التفوق ووفقًا للصحيفة البريطانية، فإن التقرير السري هو وثيقة صادرة عن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" تحت مسمى "موجز التفوق"، والذي تؤكد أن أمريكا قد تخسر أي مواجهة مباشرة مع الصين إذا حاولت التدخل عسكرياً في حال نشوب حرب حول تايوان. ويظهر التقرير السري نتائج مناورات الحرب التي أجراها البنتاجون لمحاكاة غزو صيني لتايوان أن بكين قادرة على تعطيل أسراب مقاتلات أمريكية وسفن حربية رئيسية وشبكات أقمار صناعية قبل أن تتمكن أمريكا من حشد قوتها العسكرية بشكل حقيقي. وتشير الوثيقة السرية، إلى أن اعتماد أمريكا على أنظمة تسليح متطورة وباهظة الثمن يجعلها أكثر عرضة لأسلحة صينية أرخص وأكثر سرعة في الإنتاج. ويحذر التقرير الإدارة الأمريكية من أن الصين أصبحت تمتلك القدرة على تحييد أصول أمريكية حيوية عند اندلاع أي حرب، مدعومة بترسانة سريعة التوسع تشمل صواريخ دقيقة بعيدة المدى، وطائرات متقدمة، وسفن سطحية كبيرة، إضافة إلى قدرات مضادة للأقمار الصناعية. 600 سلاح فرط صوتي قادر على الطيران وبحسب التقرير أن الصين تمتلك ما يقرب من 600 سلاح فرط صوتي قادر على الطيران بسرعات تتجاوز 5 أضعاف سرعة الصوت، ما يجعل اعتراضها مهمة شديدة الصعوبة. ويؤكد التقرير أن التطور السريع التي شهدته الصين خلال السنوات الأخيرة يمنح بكين أفضلية تشغيلية واضحة في مسارح الحرب المحتملة. ووفقًا للتقرير، باتت الصين قادرة على تدمير أصول أمريكية متقدمة كحاملات الطائرات قبل وصولها إلى مناطق العمليات حول تايوان، باستخدام ترسانة الصواريخ التي طورتها خلال العقدين الماضيين. ويوضح التقرير أن سيناريوهات محاكاة المعارك التي أجرتها وزارة الدفاع الأمريكي تظهر أن أحدث حاملات الطائرات الأمريكية، مثل يو إس إس جيرالد آر فورد البالغة تكلفتها 13 مليار دولار والتي دخلت الخدمة عام 2022، ليست قادرة على الصمود أمام هجوم صيني واسع، رغم تزويدها بأحدث الأنظمة النووية والتقنيات الدفاعية. كما تكشف التقييمات الداخلية للبنتاغون أن الصين تتفوق الآن على الولاياتالمتحدة في معظم فئات صواريخ كروز والصواريخ الباليستية، رغم امتلاك البلدين نحو 400 صاروخ باليستي عابر للقارات لكل منهما. المخزون الأمريكي من الصواريخ كما استشهد التقييم بأمثلة من الحرب في أوكرانيا، مؤكداً أنها كشفت ضعفاً في أنظمة الدبابات التقليدية، إضافة إلى كشفها عن نقاط القوة والقصور في الأسلحة الغربية، وهو ما يراقبه خصوم الولاياتالمتحدة عن كثب. ويحذر التقرير كذلك من أن المخزون الأمريكي من الصواريخ يتعرض لضغوط كبيرة نتيجة الدعم العسكري المقدم لكل من أوكرانيا وإسرائيل. أمريكا تفقد ربع مخزونها من الصواريخ الاعتراضية وتشير تقارير إضافية إلى أن أمريكا استهلكت ربع مخزونها من الصواريخ الاعتراضية عالية الارتفاع خلال دفاعها عن إسرائيل أمام الهجوم الإيراني الذي استمر 12 يوماً فقط في يونيو الماضي.