يكتنف الغموض عملية تشكيل "قوة الاستقرار الدولية" المُقرر إرسالها إلى قطاع غزة للمشاركة في حفظ الأمن ونزع سلاح حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وفق خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للسلام المكونة من 20 نقطة والتي دخلت المرحلة الأولى منها حيز التنفيذ في 10 أكتوبر الماضي. اجتماعات يومية للتخطيط كشفت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، أن 6 فرق تجتمع يوميًا كل صباح في مركز التنسيق العسكري الأمريكي في كريات جات جنوبي إسرائيل للتخطيط لمستقبل غزة، لاسيما ما يتعلق بإعداد القوة متعددة الجنسيات، وذلك بحضور ممثلين من 21 دولة. وقالت الصحيفة، إن الولاياتالمتحدة قد تستغرق أسابيع إلى بضعة أشهر لكي تتخذ قرارًا بتشكيل القوة متعددة الجنسيات، والذي بدونه لن تُنفذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار. وبينما يناقش مسؤولون قانونيون من الأممالمتحدة صلاحيات القوة مع نظرائهم من القيادة المركزية الأمريكية، تدرس 6 مجموعات عمل في كريات جات تجهيز المنطقة لاستيعاب هذه القوة بسرعة. وأوضحت الصحيفة العبرية، أن المناقشات تُجرى حول الأسلحة التي ستمتلكها القوة متعددة الجنسيات، ومكان عملها بالتحديد، وبأي تفويض، وكيفية منع تبادل إطلاق النار بينها وبين الجيش الإسرائيلي، وأجهزة الاتصال اللاسلكية الخاصة التي سيستخدمها الجنود الأجانب في القطاع. وأضافت أن حتى اسم القوة كان محل نقاش في المقر، وكذلك لون زي الجنود الذين من المفترض أن يحلوا محل الجيش الإسرائيلي. مهام القوة وفيما يتعلق بمهام تلك القوة، قالت "يديعوت أحرونوت"، إنها متمثلة في تحديد مواقع الأنفاق المتبقية في قطاع غزة وتدميرها، وجمع الأسلحة من أكثر من 20 ألف مقاتل من حماس ب"الاتفاق" أو "القوة". وخلافًا لتقارير مختلفة، قالت الصحيفة، إن القوة متعددة الجنسيات - إذا ما شُكِلت بالفعل ووافقت دول مختلفة، أغلبها مسلمة، على إرسال جنود إليها - ستتمركز داخل غزة، وليس في المناطق التي تسيطر عليه إسرائيل في القطاع. وكشفت "يديعوت أحرونوت"، أن الجيش الإسرائيلي يُصر على ذلك، لافتة إلى أن قرارات الدول التي تُجرى معها مفاوضات بهذا الشأن ستكون لها وزن كبير إذا كانت تخشى على جنودها. فك أسرار حماس وبشكل يومي، يُقدم ضباط الاستخبارات الإسرائيلية تقارير ومراجعات للضباط الأجانب لشرح آلية عمل حماس ك"منظمة عسكرية"، والتي تشمل شكل أنفاق الحركة من الداخل، وهيكلية سرية وفصيلة حماس، وأنواع أسلحتها، وفق الصحيفة العبرية. وقال الجيش الإسرائيلي، إنه "لا يوجد نموذج لمثل هذه القوة متعددة الجنسيات في العالم. من نواحٍ عديدة، ستكون هذه القوة المقرر إرسالها إلى غزة الأولى من نوعها في العالم"، وفق زعمه. واختتمت "يديعوت أحرونوت"، قولها إن الرأي السائد في الجيش الإسرائيلي فيما يتعلق بمستقبل غزة، هو أنه من الواضح للجميع أن هذا المستقبل سيشمل حكمًا فلسطينيًا محليًا تحت إشراف ومشاركة ومساعدة دولية مؤقتة، وقد يتعين على هذا الحكم أن يتحول إلى دائم. ورغم التفاصيل التي كشفتها صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن "قوة الاستقرار الدولية"، فإنها لم تتطرق إلى الدول المشاركة في هذه القوة أو حجم جنودها، ما يترك الغموض مستمرًا حول باقي تفاصيل التشكيل.