كشفت جهات التحقيق بمحافظة الإسماعيلية عن تفاصيل جديدة في القضية المعروفة إعلاميًا ب"جريمة المنشار الكهربائي"، التي هزّت الرأي العام خلال الأسابيع الماضية، بعد اتهام طفل بقتل زميله وتقطيع جثمانه داخل إحدى الشقق السكنية بمنطقة المحطة الجديدة. وفي تطور مهم، أدلت جارة المتهم بشهادة رسمية أمام النيابة، أوضحت فيها أنها توجهت يوم الواقعة إلى مسكن المتهم المواجه لشقتها وطلبت منه كرسيًا بلاستيكيًا لإتمام بعض أعمال الكهرباء داخل منزلها. وأضافت أنه فتح الباب بخروج رأسه فقط، وأعارها الكرسي ثم أعاد فتح الباب بنفس الطريقة عندما أعادته إليه بعد وقت قصير. وأشارت الشاهدة إلى أنها خرجت بعد عدة ساعات لشراء بعض المستلزمات، فشاهدت شقيقي المتهم واقفين أمام باب الشقة، وعند سؤالها أخبراها أن شقيقهما تشاجر مع أحد أصدقائه، وأنهما ينتظران والدهما للعودة من العمل، إذ رفض المتهم فتح الباب لهما لمدة تجاوزت نصف ساعة. وتبيّن لاحقًا، وفق التحقيقات، أن المتهم كان يحاول إخفاء آثار الجريمة داخل الشقة خلال هذا الوقت. وأثبتت التحقيقات أن المتهم خطط للجريمة مسبقًا، واستدرج المجني عليه بحجة استعادة هاتفه، ثم أقدم على قتله مع سبق الإصرار والترصد داخل الشقة، قبل أن يستخدم منشارًا كهربائيًا لتقطيع الجثمان. وكشفت التحقيقات أن المتهم التقط صورًا لنظارة المجني عليه عليها آثار دماء، وصورًا ليده بعد قتله، ثم أرسلها إلى بريد إلكتروني خارجي يحمل اسم "فال". وتحقق جهات الأمن في خلفيات هذه الخطوة ودوافعها. كما أثبتت التحقيقات لجوء المتهم إلى أحد برامج الذكاء الاصطناعي قبل تنفيذ الجريمة للحصول على إرشادات حول كيفية ارتكابها، ثم بحث لاحقًا عن طرق تنظيف مسرح الجريمة وإخفاء الروائح. وأقرّ في اعترافاته بأنه استخدم «كلور» و«شامبو» و«بخور» لإخفاء رائحة الدم، قائلًا: «كنست البيت ومسحته كله بالكلور... وبخّرت الشقة كلها قبل أن أتخلص من الرأس والصدر». ووفقًا للتحقيقات، حاول المتهم جاهدًا طمس معالم الجريمة، فقام بتنظيف الشقة بالكامل واستخدام أدوات منزلية ومواد معطرة لإخفاء الروائح، لكنه لم يكن قد تخلّص بعد من أجزاء رئيسية من الجثمان، مما تسبب في انبعاث روائح قوية داخل المسكن. وأظهرت التحقيقات تورط والد المتهم وصاحب محل تليفونات في مساعدته بعد الجريمة؛ إذ قررت النيابة تجديد حبسهما 15 يومًا على ذمة التحقيقات. ووجهت للوالد اتهامات بالتستر على ابنه ومحاولة تنظيف الشقة رغم رؤيته آثار الدماء، فيما يواجه صاحب محل التليفونات اتهامات تتعلق بالهاتف المستخدم في الواقعة. ومع اكتمال مرحلة التحقيقات، قررت نيابة الإسماعيلية إحالة المتهم — وهو طفل — إلى محكمة جنايات الأحداث، وتحديد جلسة 25 نوفمبر المقبل لنظر أولى جلسات المحاكمة. وتعود الواقعة إلى المحضر رقم 3625 لسنة 2025 إداري مركز الإسماعيلية، الذي سجّل تفاصيل الجريمة التي أثارت ذهولًا واسعًا بين الأهالي لبشاعتها ولجوء الجاني لأدوات كهربائية في تنفيذها. وتواصل النيابة العامة الاستماع إلى باقي الشهود وأفراد الأسرة، تمهيدًا لإعداد القائمة النهائية للاتهامات قبل عرض ملف القضية بالكامل أمام المحكمة في جلسة المحاكمة المرتقبة. اقرأ أيضًا: خلاف وسرقة وتقليد فيلم أجنبي.. 3 دوافع وراء جريمة المنشار في الإسماعيلية- صور "خطط للواقعة من سنة".. تفاصيل جديدة مرعبة في "جريمة المنشار" بالإسماعيلية الأم المكلومة في جريمة الإسماعيلية: "أنا عايزة حق ابني.. ناري مش هتبرد إلا لما يتعدم هو واللي ساعده"