تستعد هيئة المحطات النووية لتوليد الكهرباء، لبدء تركيب وعاء ضغط المفاعل النووي للوحدة الأولى بمحطة الضبعة النووية غدا الموافق 19 نوفمبر الجاري، بالتزامن مع احتفال مصر بعيد الطاقة النووية الخامس، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الروسى فلاديمير بوتين عبر تقنية الفيديو كونفرانس. يأتي هذا الحدث البارز بعد وصول وعاء ضغط المفاعل الخاص بالوحدة الأولى إلى ميناء الضبعة التخصصي في 21 أكتوبر الماضي، إذ تتواصل حاليًا التحضيرات الفنية واللوجستية المكثفة داخل مبنى المفاعل تمهيدًا لتنفيذ عملية التركيب وفق أعلى معايير الجودة والأمان النووي وبحسب الدكتور أمجد الوكيل عضو مجلس إدارة الجهاز التنفيذي للاشراف علي المشروعات النووية، فإن التحضيرات الأخيرة شملت الانتهاء من تركيب المكونات الإنشائية الرئيسية داخل مبنى المفاعل ممثلة في حلقة الدعم Support Ring: التي تتحمل الوزن الكامل لوعاء الضغط وتضمن ثباته أثناء التشغيل بالإضافة لجملون الدعم Supporting Truss: الذي يشكّل القاعدة الجملونية الأساسية لحمل الوعاء وتوزيع الأحمال على البنية الخرسانية. وأوضح الوكيل في تصريحات له، أن تركيب وعاء ضغط المفاعل للوحدة الأولى يمثل نقطة تحول كبرى في تنفيذ مشروع الضبعة النووي، مؤكدا أنه ينقلنا من مرحلة الأعمال المدنية إلى مرحلة التركيب الميكانيكي الدقيقة. واشار إلي أنه يجري حاليًا تنفيذ أعمال الفحص الموقعي والتجهيزات النهائية تمهيدًا لعملية رفع وتركيب الوعاء باستخدام رافعة متخصصة بقدرة رفع تصل إلى 2000 طن لضمان الدقة العالية في وضع المكوّن داخل موقعه التصميمي داخل مبنى المفاعل. وأوضح أن تركيب وعاء ضغط المفاعل يُعد خطوة محورية في مسار تنفيذ المشروع، إذ تمثل الانتقال من مرحلة الأعمال المدنية إلى مرحلة التركيب الميكانيكي للمكونات النووية الرئيسية، مما يعكس التقدم الكبير الذي حققته مصر في تنفيذ أول محطة نووية لتوليد الكهرباء بمدينة الضبعة بالتعاون مع شركة روساتوم الروسية. وأكد أن هذا الإنجاز الجديد يجسّد عمق التعاون المصري الروسي في تنفيذ المشروع، ويعكس الالتزام الكامل بمعايير الأمان النووي والجودة العالمية، ليشكل علامة فارقة في مسيرة مصر نحو دخول عصر الطاقة النووية السلمية كأحد روافد التنمية المستدامة ودعم أمن الطاقة الوطني. ويُعد وعاء الضغط المكون الأساسي لقلب المفاعل النووي من طراز VVER-1200، وهو من الجيل الثالث المتطور المعروف بمعاييره العالية للسلامة، إذ يبلغ وزنه نحو 331 طنًا، وارتفاعه 11.18 مترًا، وقطره الخارجي 4.57 مترًا، فيما يصل سُمك جداره إلى نحو 30 سنتيمترًا من الفولاذ عالي المقاومة. ويحتوي وعاء الضغط القلب الحقيقي للمفاعل علي الوقود النووي وعناصر التحكم وقلب المفاعل الذي تتم بداخله التفاعلات الانشطارية المتسلسلة ، كما يعمل على احتواء وضبط الضغط والحرارة داخل النظام، ويُعد أول جدار أمان رئيسي يحمي البيئة والعاملين من الإشعاع النووي، ما يجعله واحدًا من أكثر مكونات المفاعل خضوعًا للفحص والاختبارات الدقيقة. وبحسب الوكيل ، فإن الوعاء خضع خلال مراحل تصنيعه لاختبارات صارمة تضمنت اختبارات هيدروليكية وموجات فوق صوتية وتحاليل معدنية للتأكد من جودة المواد ومقاومتها للضغط والإجهاد الحراري.