علق الدكتور هشام ربيع، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على واقعة قيام شاب بقراءة القرآن الكريم بصوت مرتفع في المتحف المصري الجديد، منتقدا الواقعة المثيرة للجدل، باعتبارها تتناقض مع هيبة القرآن الكريم، وتنطوي على سوء أدبٍ مع القرآن الكريم. وقال أمين الفتوى إن هناك خمسة أسبابٍ تجعل قراءة القرآن في المتحف "فعلًا خاطئًا"، مضيفًا: تلاوةُ القرآنِ الكريمِ مِن أعظم القُرُبَات لله تعالى، عبادةٌ تُشْرِق بها القلوب، وتطمئن بها النُّفوس، وهي مشروعة في كل مكانٍ يليق بجلالها؛ لقوله تعالى: ﴿فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ﴾ [المزمل: 20]. وتابع أن تحويل هذه العبادة العظيمة إلى استعلاءٍ على الناس بتصوير مَن يقرأ القرآن كأنه "الحق المطلق" في محيطٍ مِن "الغافلين"... هذا المنحى الخاطئ يحوِّل العبادة مِن علاقة خفية بين العبد وربه، إلى استعراض عَلَني يُقصد به لفت الانتباه وتوجيه رسالة ضمنية ب"الاستعلاء الإيماني على الآخرين". وأضاف الدكتور هشام ربيع، عبر صفحته الرسمية على فيسبوك: -في ظني- أنَّ الأمر يزداد خطورة عندما يتم انتقاء آيات معينة، كقصة سيدنا موسى عليه السلام مع فرعون، وتلاوتها في المتحف المصري تحديدًا... هذا الاختيار يحمل تلميحًا خطيرًا بأنَّ هذا المكان الذي يضم تاريخ الأمة وحضارتها هو "دار شرك"، وهذا المنحى منكرٌ عظيمٌ وسوء أدبٍ مع القرآن الكريم... فاستعمال كلام الله في التلميح والغَمْز والطَّعْن هو انحراف عن مقصده الأسمى، فالقرآن كتاب هداية ورحمة، لا أداة للإدانة أو الاستهزاء، قال تعالى مُحذِّرًا من ذلك: ﴿وَلَا تَتَّخِذُوا آيَاتِ اللَّهِ هُزُوًا﴾ [البقرة: 231]، واستخدام الآيات في مقام التعيير أو الإدانة بالإشارة هو نوعٍ من الاستهزاء وتوظيف للقرآن في غير موضعه الذي أُنزل مِن أجله. ليأتي السؤال: "ما الرسالة التي تصل للسائح الأجنبي حين يرى هذا المشهد؟" هل يرى سماحة الإسلام ورحمته، أم يصل له شيئًا آخر؟ أجيبُك: سيصل له الشيء الآخر الذي تُفكِّر به. وشدد أمين الفتوى على أن المتحف ليس مسجدًا أو موضعًا للتَّعبُّد الجماعي، بل هو فضاء للعلم والتاريخ والثقافة، ورفع الصوت بالقرآن فيه على هيئة الإنكار أو الإيحاء بالاستعلاء يُعد تمييعًا لهيبة القرآن نفسه، فالقرآن يُتلى في مواضع الخشوع والسكينة لتتهيأ القلوب للتَّدبُّر له وفهمه. "يا مولانا دا بيقرأ قرآن... مش أحسن ما الناس تسمع أو تشوف حاجة غلط!!"... مقولة ممكن تَسْمعها مِن معترض، ليرد ربيع عليها: جوابها: أنَّ المقارنة بين خطأ واضح (سماع الحاجات الغلط) وبين عبادة في غير موضعها هي مقارنة غير صحيحة، فالإسلام لا يخيِّرنا بين فعلين أحدهما خطأ والآخر فيه محاذير، بل يرشدنا إلى فعل الصواب المطلق، والصواب هو عبادة الله دون إيذاء خلقه أو الاستعلاء عليهم... فلنكن سفراء لديننا بحكمتنا وأخلاقنا، ولنجعل عبادتنا خالصة لوجه الله، بعيدًا عن أضواء الكاميرات ومسارح الاستعراض، فكن متواضعًا بطاعتك، رحيمًا بإخوانك، فكلنا نرجو رحمة ربٍ واحد. وكان مقطع فيديو لشاب يقرأ القرآن الكريم، داخل البهو "العظيم" في المتحف المصري "الكبير" أثار جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي. وقد ظهر بلوجر شاب يقف داخل البهو بالمتحف وهو يتلو بصوت مرتفع آيات من سورة غافر تتناول جانبا من قصة فرعون والنبي موسى عليه السلام، وقد تجمع حوله عدد من الزوار الذين وثقوا المشهد بهواتفهم. اقرأ أيضاً: بعد تطليق كريم محمود عبدالعزيز زوجته على "انستجرام".. الإفتاء توضح هل يقع الطلاق شرعًا هل الحسد سبب وفاة إسماعيل الليثى وابنه؟.. أسامة قابيل يفجر مفاجأة الزواج العرفي حلال أم حرام؟.. تعرف على رد أمين الفتوى (فيديو)