قالت صحيفة "واشنطن بوست" نقلا عن مصادر مطلعة، الأحد، إن تهديد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بعمل عسكري في نيجيريا أثار قلقا فوريا داخل القيادة الأمريكية في إفريقيا "أفريكوم". وكشفت المصادر، أن القيادة الأمريكية في إفريقيا أخبرت وزارة الحرب الأمريكية "البنتاجون" أن لديها أولويات أخرى. وأكد أحد المصادر، أن أفريكوم أشارت إلى أن تنفيذ هجمات في منطقة ذات حضور استخباراتي وعسكري أمريكي محدودين لن يحدث أي فرق على الأرجح. وفي وقت سابق، ذكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أنه طلب من وزارة الحرب الأمريكية الاستعداد لعمل عسكري سريع محتمل في نيجيريا إذا ما فشلت في اتخاذ إجراءات صارمة ضد قتل المسيحيين. وعلّقت نيجيريا، على تهديدات ترامب بالتدخل عسكريا في البلاد بسبب ما وصفه بأنه "سوء معاملة المسيحيين" في الدولة. وأكدت نيجيريا، أنها سترحب بأي مساعدة أمريكية في قتال الجماعات المتمردة الإسلامية بشرط احترام سيادتها وسلامة أراضيها. ورغم وصف ترامب الدولة الواقعة غرب أفريقيا بأنها "دولة مخزية"، سعى مستشار الرئيس النيجيري بولا تينوبو للتقليل من حجم التوترات بين البلدين، قائلا: "نرحب بالمساعدة الأمريكية طالما تحترم سلامة أراضينا"، وفق تصريحات لوكالة "رويترز" البريطانية. وأردف تينوبو، بأنه متأكد من أن الرئيسين سيتوصلان إلى نتائج أفضل في مساعيهما المشتركة لمكافحة الإرهاب بحلول الوقت الذي يجتمعان فيه سويا. ومنذ سنوات تتسبب الجماعات الإسلامية في فوضى عارمة في نيجيريا التي يزيد عدد سكانها عن 200 مليون نسمة وقرابة 200 مجموعة عرقية، موزعة بين الشمال الذي تقطنه أغلبية مسلمة والجنوب الذي يغلب فيه المسيحيون. ولأكثر من 15 عاما، أحدثت الجماعات الإسلامية وفي مقدمتها "بوكو حرام" وتنظيم الدولة الإسلامية "داعش" في غرب أفريقيا، دمار كبيرا أدى إلى مقتل آلاف الأشخاص، غير أن هجماتهم اقتصرت بشكل كبير على شمال شرق البلاد ذي الأغلبية المسلمة. وبينما يشير الرئيس الأمريكي إلى مقتل آلاف المسيحيين، فإن محللين يقولون إن غالبية ضحايا الهجمات كانوا من المسلمين، وفقا لرويترز.