عُقِدَت مساء اليوم ندوة بعنوان "كيف نعد غرفة الأخبار للمستقبل: مهارات وأدوار الجيل الجديد من الصحفيين"، ضمن فعاليات النسخة الثالثة من منتدى مصر للإعلام، الذي يُقام تحت شعار "2030.. من سيستمر؟" بمشاركة أكثر من 2500 صحفي من مصر والمنطقة ومختلف أنحاء العالم. شارك في الندوة كل من: عمرو العراقي، المدير التقني، فور لايس، ليزا ماكلويد، مديرة خدمات عملاء الأخبار FT Strategies، أليكس ماهاديفان، مدير Media Wise، معهد بوينتر للصحافة، وأدار الجلسة: تامر عز الدين، مذيع، فرانس 24. في البداية، قال عمرو العراقي: "الأجيال الجديدة تسعى إلى تطبيق التكنولوجيا الحديثة واستخدام الذكاء الاصطناعي، لكن الصدام يحدث عندما تلتقي برؤية أحادية للقائد الفرد، الذي قد يكون رئيس تحرير لديه فكر تقليدي." وأضاف: "يجب أن نخاطب المؤسسات لأن الرغبة لدى الشباب كبيرة، وعلينا أن ننظر إلى نتائج التجارب والمعلومات التي تقدمها. ولا يمكن نزع الصفات الإنسانية من الإنسان، فليس بوسع الآلة أن تحل محله، أو تستولي على كل شيء. فهي في الأساس ليست بديلاً للإنسان لأنها قائمة على معادلات رياضية، ولا يمكن الحكم بشكل مطلق على هذه التجربة الآن." وتابع: "الذكاء الاصطناعي أكبر من مجرد كتابة النصوص، وأصبح مثل الإنترنت، ولا ينبغي رفضه كلياً. والصحافة أكبر من مجرد كتابة الأخبار، لذا يجب أن تمتلك كل مؤسسة مدونة سلوك للتعامل معه." وأكد أن "هناك العديد من المؤسسات الصحفية النبيلة التي تعتمد على مصدر دخل واحد، مما يضعها في موقف هش إذا لم تستطع تطوير نفسها. والآن تُتاح فرصة جيدة لجذب الاستثمارات في مجال الصحافة، وفكرة أن المهنة يجب أن تقدم محتوى مجانياً هي فكرة قديمة لا تتلاءم مع متطلبات الواقع والمستقبل." كما أشار إلى أن "بعض المؤسسات تفرط في استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل خاطئ سعياً وراء أرباح سريعة عبر نشر أخبار مغلوطة ومزيفة، وهي مؤسسات لا مستقبل لها." من جانبه، لخص أليكس ماهاديفان، المشكلة في عدم مواكبة الصحافة للتطورات السريعة، قائلاً: "تكمن الأزمة في أن التكنولوجيا تتطور بوتيرة أسرع من تطور الصحافة. وقد تحدثت مع عدد من الصحفيين الشباب ووجدتهم يخشون التكنولوجيا. وقمت بتطوير أداة تعمل بالذكاء الاصطناعي لمساعدة الصحفي على تمييز الحقيقة وكشف الأخبار المزيفة، لكنني لم أتلقَ رداً إيجابياً منهم بسبب خوفهم من كل جديد، في حين كان الصحفيون الأكبر سناً أكثر تقبلاً وتفاعلاً. اليوم نوفر فيضاً من المعلومات، والتحدي الحقيقي لم يعد في الوصول إلى المعلومة، بل في الوصول إلى الجمهور." وأضاف: "عندما أطلق 'شات جي بي تي' في 2023، وبدأ في إنشاء محتوى صحفي، لوحظ أنه يختلق شخصيات ووقائع غير حقيقية. وهذا يمثل تحدياً ضخماً أمامنا. ويجب أن يدرك الصحفيون أن هذه التقنيات لن تحل محلهم، ويمكن استخدامها بضوابط أهمها حماية المجتمع والجمهور من خلال التحول نحو الشفافية." وتابع: "أعتقد أن الذكاء الاصطناعي قد يساعد وسائل الإعلام على الصمود لفترة قصيرة مقبلة. ففي الولاياتالمتحدةالأمريكية، على سبيل المثال، هناك العديد من الأشخاص الذين يقدمون عروضاً احترافية، وهناك فرصة للتحول إلى إعلام أكثر احترافية، وتحويل النصوص إلى مقاطع فيديو على 'تيك توك'، أو استخدام القصص على المنصة نفسها، مما يساعد المؤسسات التقليدية على التحديث. لكن ما يقلقني هو أن هذه المؤسسات بطيئة جداً في تفاعلها مع الإنترنت، والسؤال المطروح هو: كيف يمكنني استخدام الذكاء الاصطناعي لجذب الجمهور؟" من جانبها، قالت ليزا ماكلويد: "اعتماد الذكاء الاصطناعي في غرف الأخبار رهين بقيادة المؤسسة. فهناك صحف كثيرة رأت فيه فائدة وسمحت للمحررين بالتعامل معه بحرية. لكن السؤال الجدلي يبقى: هل ستتبنى الصحافة هذا الاتجاه أم لا؟ وما يسمعه الموظفون هو: 'لا تقلقوا من الذكاء الاصطناعي'، مع ضرورة الحذر والحديث عن مخاوفنا منه. كما يوجد من يطمئنهم بالكشف عن الآليات الداخلية لصناعة الأخبار. ويمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتسريع وتيرة المشاريع القائمة. في النهاية، كل شيء مرتبط بالقيادة وقدرتها على التجريب."