اشتراكي ديمقراطي مسلم في بداية الثلاثينيات، ابن لمهاجرين يحملان الأصول الهندية، لم تكن عمته تستطيع ركوب مترو نيويورك عقب أحداث سبتمبر 2001 بسبب ارتدائها الحجاب، يصبح حاكم المدينة الأكبر اقتصاديًا في الولاياتالمتحدة والعالم، بعد حملة انتخابية شهدت حشدًا حكوميًا وإعلاميًا مضادًا على مدار شهور الحملة الانتخابية. حشد شهد اصطفاف وسائل الإعلام التقليدية والرئيس الأمريكي بشكل شخصي خلف منافسه الحاكم السابق للمدينة "أندرو كومو" – المحامي الخاص برئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو أمام المحكمة الجنائية الدولية – والذي كان قد خسر أمام زهران في انتخابات الحزب الديمقراطي التمهيدية من قبل، بالرغم من الدعم المادي من قبل مجلس العلاقات الأمريكية الإسرائيلية "أيباك" والذي وصل إلى 25 مليون دولار، وعاد ليترشح بشكل مستقل أمامه، إلا أن الرغبة في التغيير لدى الجيل الجديد والخروج من دائرة الوجوه السياسية المعتادة والمفروضة من قبل وسائل الإعلام والمؤسسات السياسية وجماعات الضغط كانت أقوى من محاولات تشويه المرشح الشاب. فما بين اتهامه بمعاداة السامية ومعاداة الدولة العبرية كونه كان يقود المظاهرات المنددة بالجرائم الإسرائيلية في قطاع غزة، وأنه يدافع عن الإرهابيين وذلك عندما دافع عن الطالب الفلسطيني "محمود خليل" والذي كان قد صدر بحقه أمر ترحيل بسبب قيادته التظاهرات المدافعة عن الفلسطينيين بجامعة كولومبيا، وبين كونه مرشحًا مسلمًا يتصرف تصرفات بدائية ويأكل الأرز بيديه ويتواصل مع مؤسسات المجتمع الإسلامي بالمدينة، كانت تلك جزءًا من محاولات إيقاف تنامي شعبيته. وصلت تلك المحاولات إلى حد الحشد الطائفي الذي قاده الرئيس الأمريكي بشكل شخصي، والذي وصف في تغريدة له وقت الانتخابات كل يهودي يصوت لزهران معمداني بأنه شخص غبي، في محاولة لحشد الأصوات اليهودية ضده، إلا أن أصوات الجيل الجديد من الشباب كانت صاحبة التأثير الأقوى من كل تلك المحاولات. الجيل الجديد الذي يعتمد في معرفته على وسائل التواصل الاجتماعي بإيقاعها السريع ويبتعد عن استخدام وسائل الإعلام التقليدية كان هو الداعم الأكبر للمرشح الشاب، فأكثر من ربع عدد المستخدمين للتصويت المبكر من الناخبين كانوا دون سن الخامسة والثلاثين، عكس النسب المعتادة والتي كان يغلب عليها استخدام كبار السن لتلك الخدمة في الانتخابات، الأمر الذي جعل تلك الانتخابات صاحبة أعلى نسبة مشاركة في انتخابات البلدية منذ انتخابات عام 1969 والتي حسمها "جون ليندسي" والذي حصل وقتها على أكثر من مليون صوت، وظل هذا الرقم صامدًا حتى تم كسره في انتخابات هذا العام من قبل زهران معمداني، وذلك بعد أن فاز بأربعة أحياء من إجمالي الخمسة أحياء التي تشكل العاصمة الاقتصادية للولايات المتحدةوالمدينة الأكبر مكانة بها، بإجمالي أصوات تجاوز المليون والثلاثين ألف صوت. الجيل الجديد الذي احتل الشوارع والجامعات الأمريكية احتجاجًا على المذابح الإسرائيلية في غزة العامين الماضيين ورفض الاستماع لوسائل الإعلام التقليدية وقت تلك الحرب مفضلًا الاستماع لوسائل التواصل الاجتماعي والأصوات الجديدة من المؤثرين، خاصة المهاجرين منهم، كان هو العامل الأساسي في نجاح ابن المهاجر الهندي وصعوده لحكم عاصمة الاقتصاد العالمي بعد أن هزم الآلة الإعلامية والحزبية الأمريكية العتيقة والملوثة بأموال جماعات الضغط الإسرائيلية.