طالب وزير النقب والجليل و"الصمود القومي" في الحكومة الإسرائيلية، يتسحاق فاسرلاوف، وهو عضو في المجلس الوزاري الأمني المصغّر (الكابينيت)، بعقد جلسة طارئة لمناقشة ما وصفه ب"تزايد الخروقات الأمنية على الحدود مع مصر وتعاظم القوة العسكرية للجيش المصري". ووفقًا لما ذكرته هيئة البث الإسرائيلية، ففي رسالة وجّهها " فاسرلاوف" إلى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، والقائم بأعمال رئيس مجلس الأمن القومي جيل رايخ، وسكرتير الحكومة يوسي فوكس، كتب فاسرلاوف أنّه خلال السنوات الأخيرة لوحظت "اتجاهات ثابتة من التسلّح والتعاظم الواسع داخل الجيش المصري"، تشمل استثمارات كبيرة في البنية التحتية، ووسائل القتال، وقدرات القيادة والسيطرة. وأضاف الوزير أنّ هذا التطور يُلزم إسرائيل بإجراء فحص عميق حول جاهزية الجيش الإسرائيلي ومنظومة الأمن لمواجهة محتملة في ساحة تقليدية، وبحث انعكاساته على سياسة الأمن القومي، محذرًا من أنّ خطط القتال الحالية وتعليمات الجيش لا توفّر استجابة كافية لهذا التحدّي، ومشيرًا إلى وجود فجوات كبيرة في جمع المعلومات الاستخباراتية والاستعداد العسكري على طول الحدود الجنوبية، قائلاً إنّ "الجيش الإسرائيلي يواجه تحديًا غير واضح الأبعاد، دون امتلاكه الأدوات والقدرات اللازمة للتعامل معه". وتعليقًا على تلك التصريحات قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات الدكتور ضياء رشوان إن تصريحات الوزير الإسرائيلي يتسحاق فاسرلاوف حول تعاظم القوة العسكرية للجيش المصري متكررة "وسئمنا من سماعها طوال العامين الماضيين". وأشار رشوان في تصريحات تليفزيونية لقناة "العربية" مساء الأربعاء، إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زعم من قبل وجود أنفاق بين مصر وقطاع غزة يتم تهريب الأسلحة منها، ويمكن إخراج الأسرى الإسرائيليين عبرها، كما وجّه وزراء متطرفون في حكومته تهديدات لمصر واتهامات أمام محكمة العدل الدولية. واعتبر رشوان أن تصريحات الوزير الإسرائيلي تندرج ضمن سياسة "التهرب وإلقاء المسؤولية على الآخرين"، ومحاولة تعبئة المجتمع الداخلي بعدما تسببت خطة ترامب حول غزة في إفراع مزاعم نتنياهو وحكومته من فكرة "الانتصار المطلق". وعن العلاقات المصرية الإسرائيلية، أشار رشوان إلى وجود توتر قائم بالفعل، مؤكداً أن القاهرة "تتعامل بحكمة شديدة" وتوازن بين الحرص على السلام والاتفاقيات مع إسرائيل، وبين الحفاظ على السيادة المصرية والأمن القومي والقضية الفلسطينية. واختتم رشوان تصريحاته بأن مصر تستعين بكل ما تملكه من أوراق في تعاملها مع هذا الملف، ولديها بدائل عديدة في إدارة هذه العلاقات الحساسة، موضحاً أن بعض هذه الأوراق كانت معلنة، فيما وصلت أخرى إلى الأطراف المعنية عبر رسائل خاصة.