لم تكن ليلة أمس كأي ليلة في منطقة مساكن إسكو بحي شرق شبرا الخيمة، فالشوارع التي اعتادت الضجيج وصوت الأطفال عند الغروب خيّم عليها صمت ثقيل، بعد العثور على جثمان الصغير سليم محمد عبد الباسط، البالغ من العمر 4 سنوات، داخل شبكة الصرف الصحي الرئيسية بالمنطقة، بعد أيام من البحث والانتظار والدعاء. كان سليم معروفًا بين الجيران بملامحه البريئة وابتسامته الصغيرة، وكان غالبًا ما يلعب أمام المنزل بينما يساعد والده في بعض المهام اليومية. وفي لحظة لم تستغرق سوى دقائق، غاب عن الأنظار، فصرخ الأب باسمه في كل الاتجاهات، وهرع الجيران من منازلهم لتبدأ شوارع إسكو رحلة بحث مليئة بالقلق والدعاء. يقول أحد الجيران: "من أول لحظة عرفنا أن الطفل اختفى، الدنيا اتقلبت.. الكل كان بيدور، والناس ما نامتش لحد الفجر." تشير الروايات الأولى إلى احتمال سقوط الطفل في إحدى البلاعات المفتوحة أثناء لهوه بجوار والده، لتبدأ بعدها رحلة بحث طويلة ومؤلمة. على مدى ساعات وأيام، انتشرت قوات الحماية المدنية والإنقاذ النهري في المنطقة، مدعومة بغواصين ومعدات متخصصة، وتم تمشيط خطوط الصرف لمسافة تجاوزت 80 مترًا دون جدوى، وسط تضارب المعلومات بين الجهات المختلفة. بينما تمسكت أسرة الطفل بخيط الأمل الأخير، واصل رجال الإنقاذ أعمالهم دون توقف، حتى جاء النبأ المؤلم صباح اليوم: تم العثور على جثمان سليم داخل غرفة صرف رئيسية متصلة بمجرى البلاغ الأصلي. انتهت رحلة البحث، ولكن بدأت رحلة الحزن. تم نقل الجثمان إلى المستشفى، وأُخطرت النيابة العامة التي بدأت التحقيق في الواقعة لتحديد ما إذا كان الحادث عرضيًا أم وراءه شبهة جنائية. اقرأ أيضًا: العثور على جثة الطفل سليم داخل الصرف الصحي.. والنيابة تحقق في شبهة جنائية الغموض يتعمق في اختفاء طفل شبرا.. مسؤول يفجر مفاجأة: سليم لم يسقط بالبلاعة