قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، إن روسيا اختبرت بنجاح صاروخ كروز من طراز "بوريفيستنيك" الذي يعمل بالطاقة النووية، وهو سلاح قادر على حمل أسلحة نووية وعلى اختراق أي درع دفاعي، مشيرًا إلى أن موسكو ستتحرك نحو نشر هذا السلاح. ويرسل الاختبار، إلى جانب التدريبات النووية التي أُجريت الأسبوع الماضي، رسالة مفادها أن روسيا، على حد تعبير بوتين، لن تخضع أبدًا للضغوط من الغرب بشأن الحرب في أوكرانيا، في الوقت الذي يتخذ فيه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موقفًا أكثر صرامة ضد روسيا للضغط من أجل التوصل إلى وقف إطلاق النار في أوكرانيا، وفق ما أوردته وكالة "رويترز". وقال رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الروسية، الجنرال فاليري جيراسيموف، لبوتين إن الصاروخ سافر لمسافة 14 ألف كيلومتر (8700 ميل) وظل في الجو لمدة 15 ساعة تقريبًا عندما تم اختباره في 21 أكتوبر الجاري. وأفادت روسيا، بأن صاروخ 9M730 Burevestnik- الذي أطلق عليه حلف شمال الأطلسي "الناتو" اسم SSC-X-9 Skyfall - "لا يقهر" في مواجهة الدفاعات الصاروخية الحالية والمستقبلية، حيث يتمتع بمدى غير محدود تقريبًا ومسار طيران غير متوقع. وقال الرئيس الروسي، الذي ارتدى زيًا عسكريًا في اجتماع مع الجنرالات المشرفين على الحرب في أوكرانيا، في تصريحات أصدرتها الرئاسة الروسية "الكرملين"، الأحد: "إنها سلعة فريدة لا يملكها أحد آخر في العالم". وتم الإعلان لأول مرة عن الصاروخ في عام 2018، ومنذ ذلك الوقت، اعتبر بوتين هذا السلاح ردًا على تحركات الولاياتالمتحدة لبناء درع دفاعي صاروخي بعد انسحاب واشنطن من جانب واحد في عام 2001 من معاهدة الصواريخ المضادة للصواريخ الباليستية لعام 1972، وتوسيع التحالف العسكري لحلف الناتو. وقال بوتين لرئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة، فاليري جيراسيموف، إن روسيا بحاجة إلى فهم كيفية تصنيف السلاح وإعداد البنية التحتية لنشر البوريفيستنيك. ووفقًا لما أفادت "رويترز"، فإن توقيت الاختبار الصاروخي، وإعلانه من جانب الرئيس الروسي وهو يرتدي الزي العسكري، يرسل إشارة إلى الغرب وإلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وجه الخصوص. "نمر من ورق" وتوضح الوكالة، أنه بالنسبة لترامب، الذي وصف روسيا بأنها "نمر من ورق" لفشلها في إخضاع أوكرانيا في حرب تجاوزت الثلاث سنوات، فإن الرسالة هي أن روسيا تظل منافسًا عسكريًا عالميًا، وخاصة في مجال الأسلحة النووية، وأن مبادرات موسكو بشأن ضبط الأسلحة النووية ينبغي التصرف بناء عليها. بينما تتمثل الرسالة التي وجهها الرئيس الروسي إلى الغرب على نطاق أوسع، هي أن موسكو قادرة على الرد إذا أرادت ذلك، وذلك بعدما تحركت الولاياتالمتحدة لتزويد أوكرانيا بمعلومات استخباراتية عن أهداف البنية التحتية للطاقة بعيدة المدى في روسيا. وفي وقتٍ سابق، ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب رفعت قيدًا رئيسيًا على استخدام أوكرانيا لبعض الصواريخ بعيدة المدى التي قدمها لها حلفاء غربيون، وهدد الرئيس الروسي، يوم الخميس، من أنه إذا تعرضت بلاده لهجوم فإن الرد سيكون "خطيرًا للغاية، إن لم يكن ساحقًا". وكرر المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، هذه الرسالة للتلفزيون الرسمي الروسي في تصريحات نشرت يوم الأحد. ويوم الأربعاء الماضي، أشرف بوتين على اختبارٍ للقوات النووية الاستراتيجية الروسية برًا وبحرًا وجوًا لاختبار جاهزيتها وهيكل قيادتها. وصرح جيراسيموف بأنه تم الانتهاء من عمليات الإطلاق التدريبية لصاروخي يارس وسينيفا الباليستيين العابرين للقارات، بالإضافة إلى صاروخي كروز جو-جو من طراز Kh-102. وقال الرئيس الروسي، إن "ما يسمى بحداثة قوات الردع النووي لدينا هي على أعلى مستوى"، أي أعلى من أي قوة نووية أخرى، بحسب ما نقلته "رويترز".