في منطقة بولاق الدكرور الشعبية، حيث تتشابك الحكايات بين الجيران والمنازل القديمة، شهد أحد الشوارع جريمة تحمل كل ملامح المأساة، أخ أراد إنقاذ شقيقه من طريق الإدمان، فأنهى حياته دون قصد، ليخسر الاثنان معًا أحدهما حياته، والآخر مستقبله. البداية كانت بتلقى العميد عمرو حجازي رئيس مباحث قطاع الغرب إخطارا من مأمور قسم شرطة بولاق الدكرور بالعثور على شاب جثة هامدة داخل شقته، وبانتقال رجال المباحث إلى موقع الحادث، تبين أن المجني عليه لقي مصرعه اختناقًا بحبل حول رقبته، وأن مرتكب الجريمة لم يكن غريبًا، بل شقيقه. التحريات كشفت تفاصيل مأساوية وراء الحادث. المجني عليه، وهو في العشرينات من عمره، كان مدمنًا لمخدر الآيس، واعتاد افتعال المشكلات داخل المنزل، بل وصل به الحال إلى محاولة سرقة منقولات البيت أكثر من مرة لبيعها وشراء المخدرات. في كل مرة، يحاول شقيقه نصحه وردعه، لكن دون جدوى. يوم الواقعة، اندلعت بينهما مشادة كلامية حادة بعدما اكتشف المتهم محاولة جديدة من شقيقه لسرقة أحد الأجهزة المنزلية. تطور الجدال سريعًا إلى تشابك بالأيدي وصراخ داخل الشقة، انتهى بلحظة غضب قاتلة، حين أمسك الشقيق الأكبر بحبل ولفه حول عنق شقيقه محاولًا منعه من المقاومة، لكن الخناق اشتد، لتتوقف أنفاس الشاب في الحال. القاتل لم يُدرك فداحة ما فعل إلا حين رأى شقيقه جثة بلا حراك. جلس بجواره في صدمة لدقائق، ثم أبلغ الشرطة بنفسه معترفًا: "ما كنتش قاصد أموته.. كنت عايز أخليه يبطل المخدرات." تحت إشراف العقيد هاني الحسني مفتش مباحث الغرب، تمكن رجال المباحث من ضبط المتهم واقتياده إلى قسم الشرطة، وحرر محضر بالواقعة، فيما أمرت النيابة العامة بتشريح الجثة لتحديد سبب الوفاة بدقة، وقررت حبس المتهم على ذمة التحقيقات بتهمة القتل العمد مع سبق الإصرار.