في حادثة غريبة انتشرت بشكل واسع وسريع على مواقع التواصل الاجتماعي، ردّ مسؤولان بارزان في البيت الأبيض على سؤال أحد الصحفيين بعبارة غير مألوفة هي "أمك"، وذلك عندما سُئلا عن الجهة التي اختارت موقع لقاء الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المقبل مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين. وعندما سأل مراسل موقع "هاف بوست" المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، عن الجهة التي اختارت مكان اللقاء، أجابت قائلة: "أمك هي من فعلت"، ليردّ بعدها مدير الاتصالات في البيت الأبيض، ستيفن تشيونج، بالعبارة نفسها: "أمك"، وفقًا لما أورده الموقع. وسأل مراسل "هاف بوست" بعد ذلك ليفيت عمّا إذا كانت ترى ردها مضحكًا، فأجابت: "المضحك بالنسبة لي هو أنك تعتبر نفسك صحفيًا أصلًا. أنت مجرد ناشط يساري متطرف لا يأخذك أحد على محمل الجد، حتى زملاؤك في الإعلام لا يقولون لك ذلك في وجهك. توقّف عن إرسال أسئلتك الزائفة والمتحيزة والمليئة بالتفاهات." أما المتحدث باسم البيت الأبيض، تايلور روجرز، فعندما سُئل من قِبل صحيفة "الإندبندنت" عمّا إذا كانت عبارة "أمك" ردًا مناسبًا من مسؤولي الإدارة، أجاب قائلًا إنها كانت "أكثر من ملائمة". ويبدو أن حدة الخطاب تجاه الصحفيين لا تقتصر على موظفي البيت الأبيض فقط، إذ وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، من على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" خلال رحلته من واشنطن إلى إسرائيل في أكتوبر الجاري، انتقادات حادة لمراسلة صحيفة "بوليتيكو"، داشا برنز، أثناء إجابته على مجموعة من الأسئلة التي تناولت قضايا عدة، من بينها اتفاق غزة، والحرب الروسية الأوكرانية، والتوترات التجارية مع الصين. ورفض ترامب الرد على سؤال برنز بشأن خطة الولاياتالمتحدة لزيادة الرسوم الجمركية على الصين بنسبة 100%، بعدما علم أنها تمثل "بوليتيكو"، قائلًا إن الصحيفة "سيئة وتروّج لأخبار كاذبة". ولم تكن هذه المرة الأولى التي يوجّه فيها ترامب انتقادات حادة للصحفيين، ففي مايو الماضي، هاجم الرئيس الأمريكي مراسل شبكة NBC News، بيتر ألكسندر. وقال ترامب لبيتر بشكل غاضب: "أنت مراسل سيئ. لا تملك المؤهلات اللازمة لتكون مراسلًا. أنت لست ذكيًا بما يكفي"، وجاء ذلك ردًا على سؤال ألكسندر بشأن الطائرة الفاخرة التي أهدتها الحكومة القطرية للولايات المتحدة. ووصفه ترامب لاحقًا بأنه "مراسل فظيع" و"أحمق"، متهمًا إياه بتجاهل ما وصفه ب"الإبادة الجماعية ضد المزارعين البيض في جنوب أفريقيا"، الذين منحهم ترامب وضع اللاجئ، وذلك خلال اجتماع ثنائي في المكتب البيضاوي مع الرئيس الجنوب أفريقي سيريل رامافوزا. وفي سبتمبر الماضي، وُجِهت اتهامات لترامب بشأن تورطه في إقالة المذيع في قناة ABC، جيمي كيميل، بعد حديثه عن اغتيال الناشط الأمريكي المحافظ تشارلي كيرك. وأعلنت شبكة ABC إيقاف الإعلامي جيمي كيميل "إلى أجل غير مسمى" بعد سخريته من ردّ فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على وفاة كيرك، مؤكدة أن القرار جاء عقب تصريحاته الساخرة التي وُصفت بأنها "غير لائقة". ومن جانبه، نفى البيت الأبيض أي علاقة للإدارة الأمريكية أو للرئيس ترامب بقرار الإيقاف، لكنه رحّب بخطوة القناة، واصفًا كيميل بأنه "منحرف ومريض". وكتب ترامب عبر حسابه على وسائل التواصل الاجتماعي أن القرار "خبر سار لأمريكا"، واصفًا كيميل بأنه "عديم الموهبة". بينما اقترح ترامب، في سبتمبر الماضي، سحب تراخيص شبكات البث التي تنتقده، وقال للصحفيين على متن الطائرة الرئاسية عندما سُئل عمّا إذا كان ينبغي على مفوض الاتصالات الفيدرالي، بريندان كار، ملاحقة مقدّمي البرامج الحوارية الآخرين بعد إيقاف جيمي كيميل عن العمل: "إنهم يوجهون لي كل هذه الدعاية السيئة ويحصلون على ترخيص"، مضيفًا: "أعتقد أنه ربما يجب سحب ترخيصهم". ومُنِع مراسلو وكالة أسوشيتد برس (AP)، منذ منتصف فبراير الماضي، من حضور أو تغطية فعاليات البيت الأبيض بسبب سياستهم التحريرية في الإشارة إلى خليج المكسيك، رغم تغيير الإدارة الأمريكية اسمه إلى "خليج أميركا". ورفعت الوكالة دعوى قضائية اتحادية ضد ثلاثة مسؤولين، سعيًا لاستعادة حقها في الوصول إلى المساحات المخصصة لأعضاء آخرين في فريق صحفيي البيت الأبيض.