تدخل المفاوضات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة حماس، اليوم الأربعاء، يومها الثالث في مدينة شرم الشيخ، بمشاركة موسعة لمسؤولين بارزين من الولاياتالمتحدة وإسرائيل وقطروتركيا، في مسعى حاسم للتوصل إلى اتفاق خلال الأيام المقبلة. ومن المقرر أن ينضم الوزير الإسرائيلي المقرب من نتنياهو رون ديرمر، المسؤول عن ملف مفاوضات إطلاق سراح الأسرى، إلى المحادثات إلى جانب القيادي البارز في حركة حماس خليل الحية، كما يشارك عن الجانب الأمريكي جاريد كوشنر، صهر الرئيس دونالد ترامب، وستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي إلى الشرق الأوسط، فيما يمثل قطر رئيس وزرائها محمد آل ثاني، وتشارك تركيا برئيس جهاز مخابراتها. وأكد مسؤولون أمريكيون كبار لموقع "أكسيوس"، أن مبعوثي ترامب، كوشنر وويتكوف، "لن يغادرا مصر دون اتفاق يضمن إطلاق سراح الأسرى وإنهاء الحرب"، مشيرين إلى أن الضغط العسكري الإسرائيلي جعل حماس أكثر براغماتية، وأن الوقت قد حان لإبرام الصفقة، مشيرين إلى أن الولاياتالمتحدة قد تقدم في حال تعثر المحادثات عرضًا نهائيًا بصيغة "اقبل أو ارفض"، وسط توقعات بتوقيع الاتفاق خلال الأيام المقبلة. ووفقًا لصحيفة "وول ستريت جورنال"، فإن حماس تتمسك في المقابل بشروطها، وعلى رأسها الانسحاب الكامل لجيش الاحتلال الإسرائيلي من قطاع غزة قبل إطلاق سراح آخر أسبر، والإفراج عن جثتي قائدي غزة السابقين يحيى ومحمد السنوار، وهي مطالب سبق لإسرائيل أن رفضتها، كما تطالب الحركة بالإفراج عن كبار القادة السياسيين والعسكريين، ومن بينهم مروان البرغوثي، ضمن صفقة تشمل 250 أسيرًا فلسطينيًا محكومين بالسجن المؤبد، بمن فيهم المدانون بقتل إسرائيليين. وتتناقض هذه المطالب مع خطة ترامب التي تنص على إطلاق سراح آخر أسير خلال 72 ساعة من تنفيذ الاتفاق، كما تتعارض مع خريطة السيطرة على القطاع التي أعدّتها الإدارة الأمريكية. وبينما تتواصل المشاورات المكثفة وسط أجواء من التفاؤل الحذر، تشير مصادر دبلوماسية إلى أن هذه الجولة قد تكون الفرصة الأخيرة قبل أن تطرح واشنطن تسوية نهائية تأمل أن تنهي الحرب الممتدة منذ أشهر.