بعد مرور عامين على عملية "طوفان الأقصى"، أصدرت حركة حماس بيانًا رسميًا على لسان القيادي فوزي برهوم، قال فيه إن الاحتلال الإسرائيلي فشل في تحقيق أهدافه العدوانية، سواء عبر القوة العسكرية لتحرير أسراه أو من خلال محاولات زرع كيانات بديلة، رغم ما ارتكبه من مجازر وتشريد وتجويع بحق سكان قطاع غزة. وأكد أن الأولوية الآن هي لوقف العدوان وحرب الإبادة فورًا. وفي البيان الصادر اليوم الإثنين بمناسبة الذكرى الثانية للعملية، شدّد برهوم على تمسك الحركة بكامل الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وبمواصلة الدفاع عن تطلعاته نحو التحرير والإصلاح والاستقلال، مشيرًا إلى أن معركة طوفان الأقصى البطولية أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية، وكشفت الوجه الحقيقي ل"الاحتلال الفاشي" باعتباره خطرًا على أمن واستقرار المنطقة والعالم، مما وضعه في عزلة غير مسبوقة وأثار تعاطف الشعوب ومؤسساتها مع الفلسطينيين ودعم حقهم في إقامة دولتهم المستقلة. وأضاف برهوم، أن الحركة تعاملت بمسؤولية مع جميع مقترحات وقف إطلاق النار التي طُرحت خلال العامين الماضيين، بما في ذلك المقترح الأخير الذي قدّمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مؤكدًا أن حماس منفتحة على أي مبادرة توقف العدوان وتضمن الحقوق الفلسطينية. وأوضح، أن سكان قطاع غزة عانوا طوال عامين من حرب إبادة وتدمير شامل وتجويع وتطهير عرقي على يد جيش الاحتلال، في عدوان وصفه بأنه الأعنف في التاريخ الحديث. ورغم كل تلك المآسي، بما فيها النزوح والتشريد القسري والحرمان من أبسط مقومات الحياة الإنسانية، قال برهوم إن الاحتلال فشل فشلًا ذريعًا في تحقيق أهدافه، وعلى رأسها محاولات التهجير القسري واستعادة الأسرى بالقوة وزرع كيانات عميلة بديلة. وأشار إلى أن الضفة الغربيةوالقدس المحتلتين لم تكونا بمنأى عن السياسة الفاشية لحكومة الاحتلال، التي تسعى إلى الضمّ والتهجير والاستيلاء الكامل على الأراضي الفلسطينية، وفرض التقسيم الزماني والمكاني على المسجد الأقصى المبارك، معتبرًا أن هذه السياسات تكشف بوضوح أن إسرائيل قوة توسعية غاشمة تهدد الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي. وتطرق برهوم إلى معاناة الأسرى الفلسطينيين داخل السجون الإسرائيلية، مؤكدًا أنهم يتعرضون ل"جحيم من التجويع والإذلال والتنكيل الممنهج"، وأن نحو 80 أسيرًا ارتقوا داخل المعتقلات، بينهم 50 من قطاع غزة، نتيجة التعذيب والإهمال الطبي المتعمّد وحرمانهم من الغذاء والدواء. وأشار إلى أن عدد الشهداء تجاوز 67 ألفًا، إضافة إلى نحو 170 ألف جريح ومصاب وأكثر من 15 ألف مفقود، غالبيتهم من الأطفال والنساء، بينما استشهد أكثر من 500 شخص بسبب التجويع المتعمّد، فضلًا عن مئات آلاف النازحين. وأكد أن كل ذلك يحدث في ظل شراكة أمريكية كاملة وعجز واضح من الأممالمتحدة والمجتمع الدولي. وبيّن أن 95% من ضحايا العدوان هم من المدنيين العزّل، وهو ما يشكّل — بحسب وصفه — وصمة عار أبدية على جبين إسرائيل وكل من دعمها أو التزم الصمت إزاء جرائمها. وفي ختام كلمته، وجّه برهوم التحية إلى أرواح الشهداء الفلسطينيين الذين سقطوا في مسيرة النضال والمقاومة، ونعى عددًا من قادة الحركة الذين استشهدوا خلال الحرب، من بينهم إسماعيل هنية، وصالح العاروري، ويحيى السنوار، ومحمد الضيف، إلى جانب شهداء المقاومة من لبنان واليمن وإيران والأردن وتركيا وقطر الذين امتزجت دماؤهم بدماء الفلسطينيين على طريق تحرير القدس والأقصى. وأضاف أن العدوان الإسرائيلي المستمر لم يستهدف حماس وفصائل المقاومة فقط، بل كان حربًا شاملة على الوجود الفلسطيني بأسره، في محاولة لكسر إرادة الشعب وطمس قضيته وشطب حقه في التحرير والعودة. كما أكد أن تصريحات قادة الاحتلال الأخيرة تكشف طموحات استعمارية خطيرة تسعى إلى إقامة ما يُسمّى ب"إسرائيل الكبرى"، على حساب سيادة وأمن الدول العربية والإسلامية، داعيًا إلى موقف عربي ودولي حازم لردع هذا الكيان. واختتم برهوم بيانه بالتأكيد على أن حكومة بنيامين نتنياهو والإدارة الأمريكية الداعمة لها تتحملان المسؤولية السياسية والقانونية والأخلاقية والتاريخية الكاملة عن جرائم الحرب والإبادة التي ارتُكبت في قطاع غزة.