انطلقت، صباح اليوم الثلاثاء، الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) في مدينة شرم الشيخ. ونقلت وكالة فرانس برس عن مصدرين مطلعين على سير المفاوضات غير المباشرة في مصر، أن المباحثات "إيجابية". وقال أحد المصدرين، إن المباحثات التي تمت الليلة الماضية في شرم الشيخ كانت إيجابية، لافتًا إلى أن أول جولة استمرت 4 ساعات. ومن جانبه، قال وزير الخارجية بدر عبد العاطي، إن مفاوضات شرم الشيخ بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني تهدف للتوصل إلى اتفاق حول المرحلة الأولى من خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن غزة. وكشف عبد العاطي، خلال مؤتمر صحفي عُقد في القاهرة مع نائبة رئيس الوزراء ووزيرة خارجية سلوفينيا تانيا فايون، اليوم الثلاثاء، أن مفاوضات شرم الشيخ تناقش إنشاء آلية أمنية تضمن الانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة، والدخول الكامل وغير المشروط للمساعدات عبر القنوات الأممية، وهي تسعى لتكريس مسار السلام العادل على أساس حل الدولتين ووحدة كاملة بين الضفة الغربية والقطاع. كما أكد وزير الخارجية والهجرة، إحراز تقدم كبير لإنهاء الحرب على قطاع غزة، مشيرًا إلى أن النقاش يجري بشأن عقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار القطاع المُدمر. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال أمس الإثنين، إن حركة حماس "وافقت على أمور مهمّة للغاية"، وعبر عن ثقته من إمكانية تنفيذ خطته للسلام في غزة قريبًا. وأبدى ترامب تفاؤله بإمكانية التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل وحماس، مع انطلاق المحادثات غير المباشرة بين وفديهما في مصر، في إطار خطته المكوّنة من 20 بندًا لإنهاء الحرب. وقال الرئيس الأمريكي: "أعتقد أنّنا سنتوصّل إلى اتّفاق. من الصعب عليّ قول ذلك في حين أنهم منذ سنوات وسنوات يحاولون التوصّل إلى اتفاق". كما أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن تل أبيب تقترب من نهاية الحرب ولكنها لم تصل إلى هناك بعد، مضيفًا أنه سيتم تدمير حركة حماس. وفي السياق ذاته، قال مسؤول فلسطيني قريب من المفاوضات لوكالة "رويترز"، إن الجلسة الأولى من المحادثات انتهت في وقت متأخر من مساء الاثنين. وذكر المسؤول، أن حماس أوضحت موقفها من إطلاق سراح الأسرى، ونطاق الانسحاب الإسرائيلي من غزة وجدوله الزمني، مشيرًا إلى أن الحركة أعربت أيضًا عن مخاوفها بشأن التزام إسرائيل بوقف إطلاق نار دائم وانسحاب شامل. وصرح مصدر في حماس ل"رويترز"، أنه من المرجح أن تكون القضية الشائكة هي مطلب إسرائيل، الذي تردد صدى في خطة ترامب، بنزع سلاح حماس. وتصر الحركة على أنها لن تنزع سلاحها ما لم تُنهِ إسرائيل احتلالها وتُقام دولة فلسطينية. بينما قال مصدر أمني إسرائيلي كبير ل"رويترز"، إن المحادثات ستركز في البداية فقط على إطلاق سراح الأسرى ومنح حماس بضعة أيام لإكمال هذه المرحلة. وأضاف أن إسرائيل لن تتنازل عن انسحاب قواتها إلى ما يُسمى بالخط الأصفر في غزة فقط، وهو خط حدود الانسحاب الإسرائيلي الأولي بموجب خطة ترامب. وذكرت "رويترز"، أنه سيتم إنشاء منطقة عازلة استراتيجية، وسيعتمد أي انسحاب إضافي على استيفاء حماس للشروط المحددة. وتطالب الخطة الحالية حماس بإطلاق سراح جميع الأسرى البالغ عددهم 48 (20 منهم أحياء)، بينما تفرج إسرائيل عن سجناء فلسطينيين، وتسحب قواتها داخل غزة إلى خطوط متفق عليها ووفقًا لجدول زمني يتم الاتفاق عليه. ويضم الوفد الإسرائيلي مسؤولين من جهازي الاستخبارات، الموساد والشاباك، ومستشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو للسياسة الخارجية، أوفير فالك، ومنسق ملف الأسرى، جال هيرش. وكان من المتوقع أن ينضم كبير المفاوضين الإسرائيليين، وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، في وقت لاحق من هذا الأسبوع، ترقبًا لتطورات المفاوضات، وفقًا لثلاثة مسؤولين إسرائيليين. ويترأس وفد حماس زعيم الحركة خليل الحية. بينما سينضم الوفد الأمريكي إلى محادثات شرم الشيخ يوم غد الأربعاء، بحسب ما أعلنه وزير الخارجية بدر عبد العاطي، اليوم.