أحيا الشيخ محمود ياسين التهامي، نقيب المنشدين، فعاليات الليلة الختامية لمولد العارف بالله جلال الدين السيوطي، المعروف بلقب "بحر العلوم"، في منطقة القيسارية بحي غرب مدينة أسيوط، وسط حضور جماهيري كثيف من المريدين والمحبين. وأُقيم مسرح خاص للتهامي بساحة ميدان المجذوب، بالقرب من مسجد السيوطي، حيث استمرت الاحتفالية حتى ساعات الفجر الأولى من يوم الجمعة، في أجواء روحانية مميزة. وشهدت الساحة التفاف الآلاف حول الشيخ التهامي، الذي اعتلى خشبة المسرح منشداً مجموعة من القصائد في مدح النبي محمد صلى الله عليه وسلم وآل بيته الأطهار، وسط تفاعل كبير من الحضور الذين انسجموا مع الإنشاد الديني، متمايلين بأجسادهم على وقع الكلمات والموسيقى الروحية. ووجّه الشيخ محمود التهامي التحية إلى اللواء الدكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، وأثنى على جهود رجال وزارة الداخلية بمديرية أمن أسيوط في تأمين الاحتفال وضمان انسيابية الفعاليات. يُذكر أن الشيخ جلال الدين السيوطي وُلد في أول أيام شهر رجب عام 849 ه، الموافق سبتمبر 1445م بالقاهرة. وقد حفظ القرآن الكريم كاملًا قبل بلوغه الثامنة من عمره، متأثراً بوالده الذي كان من العلماء الصالحين ذوي المكانة العلمية الرفيعة، مما جعله محط أنظار أبناء العلماء والوجهاء لتلقي العلم على يديه. وبرز السيوطي منذ صغره بقدرته الفائقة على حفظ الكتب، ومنها كتب الفقه والأصول، وألفية ابن مالك، والعمدة. واتسعت معارفه حتى ألّف ما يزيد على 600 مصنف في مختلف العلوم الإسلامية، من الفقه والحديث والتفسير إلى البلاغة والنحو والأدب والتاريخ.