أدانت الهيئة الخاصة للسلام في كولومبيا يوم الخميس 12 من عناصر الجيش بارتكاب قتل المدنيين خلال الصراع الداخلي الذي استمر لعقود في البلاد، وصنفت هذه الأفعال كجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب. يتعلق الحكم بالفضيحة المعروفة باسم "النتائج الكاذبة"، حيث قام الجنود بين عامي 2002 و2008 بقتل ما لا يقل عن 6402 مدني وقدموا هؤلاء الضحايا زورا على أنهم مقاتلون من الجماعات المسلحة، لتلبية حصص الأداء والحصول على مكافآت مالية. يشمل المتهمون ضباطا وجنودا من ألوية ووحدات استراتيجية كانت تعمل في مناطق تشهد نزاعات شديدة. وقررت الهيئة فرض عقوبات إصلاحية، مثل خدمة المجتمع في المناطق المتضررة لمدة تتراوح بين خمس إلى ثماني سنوات، وهي أقصى عقوبة منصوص عليها في اتفاقية السلام لعام 2016. واعترف الجنود بمسؤوليتهم عن وفاة واختفاء 135 شخصا. وطالبت جماعات الضحايا، بما في ذلك "أمهات سواتشا"، منذ وقت طويل بالعدالة لهذه الفضيحة، التي تُعد من أكثر الفصول إيلاما في تاريخ الصراع الكولومبي. وكان العديد من الضحايا من الشباب الذين جُذبوا إلى مناطق نائية بعروض عمل وهمية. ويأتي هذا الحكم بعد قرار آخر للهيئة هذا الأسبوع، يقضي بتعويض ضحايا القتلى والمختطفين من قبل قيادات سابقة في جماعة فارك المسلحة لأكثر من 21 ألف شخص. واستمرت الحرب الأهلية في كولومبيا، التي شاركت فيها الجماعات اليسارية المتمردة والميليشيات اليمينية وقوات الحكومة، لمدة 52 عاما، مخلفة 220 ألف قتيل وملايين النازحين.