شهدت منطقة القيسارية بحي غرب مدينة أسيوط، مساء اليوم الخميس، احتفالًا حاشدًا بالليلة الختامية لمولد العارف بالله سيدي جلال الدين السيوطي، إمام المسجد الذي يحمل اسمه، وذلك بمشاركة المئات من أبناء الطرق الصوفية ومحبي آل البيت، وسط أجواء روحانية تخللتها الابتهالات والأناشيد الصوفية التي صدحت بها حناجر المريدين والمحبين. ويُعد هذا الاحتفال تقليدًا سنويًا يُقام مرتين؛ الأولى في شهر فبراير إحياءً لذكرى ميلاد الشيخ السيوطي، والثانية في مطلع سبتمبر تخليدًا لذكرى وفاته، حيث يُعرف الشيخ بلقب "بحر العلوم" لما تركه من إرث علمي زاخر خلال حياته. ولد الشيخ جلال الدين السيوطي في غرة شهر رجب عام 849 ه، الموافق سبتمبر 1445م، بالقاهرة، ونشأ في بيئة علمية متميزة، إذ كان والده من العلماء الصالحين ذوي المكانة الرفيعة، مما جعله مقصدًا لأبناء العلماء والوجهاء لتلقي العلم. وبرز السيوطي منذ صغره بقدرته الفائقة على الحفظ، حيث أتم حفظ القرآن الكريم قبل بلوغه الثامنة من عمره، كما حفظ كتبًا مرجعية في الفقه والأصول والنحو، منها "منهاج الفقه"، و"ألفية ابن مالك"، و"العمدة". وقد أثمرت هذه النشأة العلمية عن إنتاج غزير، إذ بلغ عدد مؤلفاته نحو 600 مصنف في مختلف العلوم الإسلامية، من فقه وحديث وتفسير وبلاغة ونحو وأدب وتاريخ.