تصدرت قصة العاملة دعاء محمد منصات التواصل الاجتماعي، بعد واقعة وفاة طفلتها الرضيعة في مصنع "نايل لينين جروب" للمنسوجات والمفروشات بالمنطقة الحرة في العامرية بالإسكندرية. الواقعة بدأت بطلب من العاملة للحصول على إذن بالخروج لمدة ثلاث ساعات لرعاية طفلتها التي كانت تعاني من أزمة صحية، لكنها قوبلت بالرفض من إدارة المصنع. وبعد انتهاء دوامها، خرجت لتجد أن طفلتها قد فارقت الحياة وهي على ذراعها، في مشهد مؤلم أثار موجة من الغضب والتعاطف الواسع. - احتجاجات داخل المصنع ومطالبات بالحقوق جاء رد الفعل داخل المصنع سريعًا، حيث دخل أكثر من 600 عامل وعاملة في إضراب مفتوح احتجاجًا على الحادثة، مطالبين بحقوقهم الأساسية، وعلى رأسها صرف الأجور في موعدها، وتطبيق الحد الأدنى للأجور، وتوفير معايير السلامة المهنية، واحترام الكرامة الإنسانية في التعامل الإداري. وأعلن منتسبون للنقابات العمالية تضامنهم مع دعاء وزملائها، واعتبروا ما حدث انتهاكًا صارخًا للدستور المصري والمواثيق التي تكفل بيئة عمل كريمة. - شهادة الأم العاملة قالت الأم دعاء محمد، العاملة بالمصنع، إنها لم تكن تطلب سوى أن تكون أمًا لابنتها، وإنها توسلت إلى الإدارة كي تخرج لرعايتها لكنهم رفضوا. وأضافت أن الطفلة توفيت على ذراعها وهي واقفة أمام بوابة المصنع، مشيرة إلى أنها لا تطالب سوى بحق ابنتها، وأن ما حدث لها لا يجب أن يتكرر مع أي أم أخرى. شهادتها لاقت تعاطفًا واسعًا، واعتُبرت نقطة تحول في فهم أبعاد القضية الإنسانية والمهنية. - تدخل رسمي.. الوزير يتواصل ويتعهد بالمحاسبة في بيان رسمي صادر عن وزارة العمل، أعلن الوزير محمد جبران أنه تواصل هاتفيًا مع دعاء محمد، مقدمًا لها العزاء والمواساة، ومؤكدًا حرصه على مساندتها شخصيًا. ووجه الوزير مدير مديرية العمل بالإسكندرية بفتح تحقيق فوري في الواقعة، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. وأكد الوزير أن مطالب العمال المشروعة قيد الدراسة، وأن كافة الحقوق مصانة بقوة القانون. وأوضح أنه يتابع تطورات القضية لحظة بلحظة مع كافة الأطراف المعنية. - أبعاد أوسع أعادت الواقعة الحديث عن مدى كفاية التشريعات لحماية العمال، خاصة في بيئات العمل التي تعتمد على النساء، وفتحت الباب لمراجعة سياسات الإجازات والرعاية، كما سلطت الضوء على الحاجة لتغيير ثقافة الإدارة نفسها وليس فقط تطبيق القانون.