أثار الهجوم الإسرائيلي على العاصمة القطريةالدوحة، ردود فعل غاضبة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث عبّر ناشطون من مختلف الدول العربية عن استنكارهم الشديد للقصف الذي استهدف مواقع قيادة حركة المقاومة الإسلامية حماس على الأراضي القطرية. وعقب الهجوم الغاشم، تصدّر هاشتاج الدوحة قائمة الترندات على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث شنت إسرائيل ضربة جوية من 12 صاروخًا، استهدفت خلالها مباني قادة المكتب لحركة حماس أثناء مناقشتهم لمقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في غزة. ووصفت دولة قطر الهجوم الإسرائيلي ب"الجبان"، معتبرة أنه اعتداء إجرامي وانتهاك صارخ للقوانين والأعراف الدولية، وتهديد مباشر لأمن وسلامة المواطنين والمقيمين على أراضيها. وتساءل العديد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، عن كيفية تنفيذ الهجوم الإسرائيلي رغم وجود قاعدة العديد الأمريكية في قطر، التي تعد من أكبر القواعد العسكرية الأمريكية في المنطقة. وكتب أحد رواد السوشيال محمود رشدان عبر منصة "إكس": "فين القاعدة الأمريكية ودفاعاتها الجوية؟"، في إشارة إلى عدم اعتراضها الهجوم الإسرائيلي. وأكد آخرون أن السبب الرئيسي لوصول الضربات لقلب الدوحة هو اعتماد قطر على قاعدة العديد، حيث قال أحد المغردين: "مفيش دفاعات قطرية علشان اللي موجود كله أمريكي.. وأمريكا مش هتدافع عن حد". وتفاعل كثير من الرواد بالدعاء لقطر الشقيقة وشعبها، معبرين عن تضامنهم مع الدولة التي طالما لعبت دور الوسيط في النزاعات الإقليمية، حيث كتب أحمد مشعل: "اللهم احفظ قطر وقيادتها وشعبها وأرضها وأمنها، واحرسها بعينك التي لا تنام". ودعا الإعلامي حفيظ دراجي إلى ضرورة فهم الرسالة السياسية وراء الهجوم، قائلًا: "إنه بالاعتداء على الوفد الفلسطيني المفاوض الذي نجا من الموت، تؤكد إسرائيل رسميًا أنها لا تريد مفاوضات ولا سلام، وأنها ماضية في احتلال غزة والضفة وأجزاء من لبنان وسوريا، وصولًا إلى التمدد في المنطقة العربية كلها في إطار مشروع "إسرائيل الكبرى" الذي لن توقفه سوى المقاومة، لا التطبيع ولا الاستسلام". وأضاف دراجي: "إسرائيل تثبت مرة أخرى أنها كيان إرهابي وإجرامي يهدد السلم والأمن الدوليين. وفي هذه الحالة، يحق للوفد الفلسطيني المفاوض أن يجتمع مجددًا ليقرر الاستمرار في مقاومة الاحتلال والدفاع عن الأرض والعِرض، أو الاستشهاد دونهما بشرف، وترك المتخاذلين غارقين في ذلّهم، ينتظرون دورهم". أما قرقاب مصطفى، فعبّر عن استغرابه من تنفيذ الضربة الجوية في ظل التواجد العسكري الأمريكي الكثيف في قطر والمنطقة، متسائلًا عن دور هذه القواعد في حماية السيادة الوطنية للدول الخليجية. وكانت إسرائيل قد نفذت هجومًا استهدف قيادة حركة حماس في العاصمة القطريةالدوحة، أثناء اجتماعهم لمناقشة المقترح الأمريكي الأخير لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، حيث يستخدم قادة الحركة الدوحة منذ سنوات كمقر سياسي خارج غزة. ووفقًا للقناة 12 العبرية، فقد استهدفت طائرات جيش الاحتلال الإسرائيلي مباني سكنية لقادة المكتب السياسي لحماس، حيث سُمع دوي نحو 10 انفجارات، وبعد وقت قصير من ذلك، أصدر الجيش الإسرائيلي بيانًا أعلن فيه أنه استهدف "القيادة العليا" لحماس عبر "ضربة دقيقة" في عملية مشتركة مع جهاز الأمن الداخلي (الشاباك). وفي المقابل، أكد مصدر قيادي في حماس لقناة "الجزيرة" أن الوفد المفاوض للحركة في الدوحة تعرّض بالفعل للقصف الإسرائيلي أثناء الاجتماع، موضحًا أن النقاش كان يدور حول المبادرة الأمريكية، لكن القيادي أكد أيضًا نجاة الوفد بالكامل من محاولة الاغتيال.