"أبو شيخة وزبارقة ومشهور".. من هم الثلاثي وراء الدعوة للتظاهر ضد مصر في تل أبيب؟

في واقعة أثارت الجدل داخل الأوساط السياسية والإعلامية، شهدت مدينة تل أبيب دعوة نادرة لتنظيم تظاهرة أمام السفارة المصرية، قادها ثلاث شخصيات حقوقية دينية بارزة من الداخل الفلسطيني (مناطق 48)، وهم: نضال أبو شيخة، المحامي خالد زبارقة، ومشهور فواز.
اللافت في هذه الدعوة أنها لم تكن فقط موجّهة ضد سياسات الحكومة الإسرائيلية كما جرت العادة، بل كانت موجهة بشكل مباشر للنظام المصري. وتأتي هذه الدعوات في ظل اتهامات متكررة لهؤلاء الثلاثة بالتحريض ضد مصر والدفاع عن جماعة الإخوان المسلمين، سواء عبر خطبهم الدينية أو منشوراتهم على مواقع التواصل أو مشاركتهم في فعاليات ذات طابع سياسي وديني حاد.
نضال أبو شيخة
نضال أبو شيخة هو شخصية دينية واجتماعية بارزة من الداخل الفلسطيني، وتحديدًا من بلدة عارة. يشغل منصب إمام مسجد الإمام الشافعي، ويرأس اتحاد أئمة المساجد في الداخل الفلسطيني، وهو إطار تنسيقي يهتم بتنظيم الأنشطة الدينية والاحتجاجية.
كان أسيرًا محررًا لدى الاحتلال الإسرائيلي بين عامي 1993 و2002، ويُعرف بنشاطه الإصلاحي والدعوي ومشاركته في المهرجانات والفعاليات التي تدعو إلى الدفاع عن المسجد الأقصى وحقوق الفلسطينيين.
رغم حضوره البارز في الفعاليات ذات الطابع الوطني والديني، إلا أن مواقفه السياسية والاجتماعية كثيرًا ما تُعتبر متناغمة مع توجهات الإخوان، خصوصًا في الخطاب الديني الرافض للأنظمة العربية التي تعادي الحركة. إضافة إلى تنظيمه ومشاركته في فعاليات تتعلق بالجماعة الإرهابية بشكل مباشر ويُعرف عنه أنه على صلة قوية ووطيدة بالحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني.
المحامي خالد زبارقة
يُعرف خالد زبارقة بأنه محامٍ وناشط حقوقي مختص في قضايا الأسرى، ويحمل شهادة الماجستير في القانون العام من جامعة تل أبيب. زبارقة من الأسماء المعروفة بدفاعها عن المعتقلين الفلسطينيين، وسبق أن اعتُقل على خلفية نشاطاته الحقوقية.
من خلال منشوراته على فيسبوك ومشاركاته العلنية، يُظهر زبارقة دعمًا واضحًا للرئيس المصري الأسبق محمد مرسي وجماعة الإخوان الإرهابية، كما يُعرف بهجومه الشديد للنظام المصري الحالي. يُعد مقربًا من الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني بقيادة الشيخ رائد صلاح، والتي تُعد فرعًا فكريًا وسياسيًا محليًا لجماعة الإخوان.
مشهور فواز
مشهور فواز هو رئيس المجلس الإسلامي للإفتاء في الداخل الفلسطيني، وأستاذ الفقه وأصوله في كلية الدعوة والعلوم الإسلامية. يُعد شخصية دينية ذات حضور أكاديمي وعلمي، حصل على رتبة أستاذ في الفقه الإسلامي، وشارك في العديد من الدراسات المحكمة.
في عام سابق، استُدعي فواز للتحقيق من قبل الشرطة الإسرائيلية عقب إقامته صلاة الغائب على روح المرشد العام السابق لجماعة الإخوان الإرهابية في مصر، محمد عاكف. وقد فسّر فواز هذه الخطوة بأنها طقس ديني إسلامي تقليدي لا يحمل أبعادًا سياسية، رغم إدراكه لحساسية الموقف حينها. كما شارك في حفل إحياء ذكرى الرئيس الأسبق محمد مرسي رفقة نضال أبو شيخة قبل سنوات قليلة.
فواز يُعد من الشخصيات ذات التأثير الواسع في الداخل الفلسطيني، وله خطب وفتاوى متداولة تناقش القضايا السياسية والدينية، ويُتهم أحيانًا بالتقارب مع فكر جماعة الإخوان، رغم غياب دليل تنظيمي على هذا الارتباط. وله أيضًا فتاوى أثارت الكثير من الجدل منها تكفيره للحركة الإسلامية الأحمدية. ويعرف عنه أيضًا أنه على صلة وطيدة بالحركة الإسلامية في الداخل.
الحركة الإسلامية
تأسست الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني على يد الشيخ عبد الله نمر درويش في السبعينيات، ارتكزت الحركة على الدعوة الإسلامية والعمل الاجتماعي، وعملت على تعزيز الهوية الإسلامية للفلسطينيين داخل إسرائيل. في عام 1996، انقسمت الحركة إلى جناحين: الجناح الشمالي بقيادة الشيخ رائد صلاح، الذي رفض خوض الانتخابات الإسرائيلية. الجناح الجنوبي بقيادة حماد أبو دعابس، الذي اختار المشاركة السياسية ضمن الكنيست.
الحركة الإسلامية ذات توجهات إخوانية واضحة، تتبنى منهج الإسلام السياسي، وتنشط في المجال الدعوي والاجتماعي والسياسي. وقد وُجهت إليها انتقادات كثيرة، من ضمنها الجمود السياسي والانقسام الداخلي والتقارب المفرط مع الخطاب الإخواني.