صور وفيديو.. تفاصيل تحرك المساعدات المصرية إلى غزة لإغاثة المحاصرين

في الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، شهد قطاع غزة حدثًا إنسانيًا بالغ الأهمية تمثل في دخول قافلة شاحنات مساعدات إنسانية مصرية ضخمة إلى داخل القطاع، حيث تحركت القوافل من معبر رفح وانتقلت نحو معبر كرم أبو سالم متوجهة إلى المناطق المنكوبة داخل غزة.
تأتي هذه الخطوة بعد شهور من تصاعد التحذيرات الدولية بشأن تفاقم المجاعة والأزمة الإنسانية في القطاع نتيجة الحرب المستمرة والحصار، ومع تزايد الضغط العربي والدولي على أطراف النزاع ومطالبة المجتمع الدولي بضرورة تسهيل مرور المساعدات الحيوية للمدنيين في غزة.
وبدأت شاحنات المساعدات الإنسانية بالتحرك من الجانب المصري عبر معبر رفح بُعيد منتصف الليل، بعد إعلان إسرائيل عن "وقفات تكتيكية" أو هُدنات مؤقتة في مناطق متفرقة؛ لتسهيل عبور القوافل الإغاثية والسماح بمرور برامج الأمم المتحدة وجهات الإغاثة الدولية نحو غزة بسلام.
هذا التنسيق الأمني جاء بعد فترة من الانقطاع شبه الكامل لدخول الشاحنات جراء إغلاق معبر رفح وما صاحب ذلك من أزمة حادة في المواد الغذائية وانحسار سبل الإغاثة.
وأظهرت لقطات بثتها قناة إكسترا نيوز قوافل من الشاحنات المحملة بأطنان من المواد الغذائية والدقيق ومستلزمات طبية تمر من الجانب المصري باتجاه القطاع. ووفقا لشبكة سي إن إن الأمريكية فإن الشاحنات تم تفتيشها في المعبر ثم سُمح لها بالدخول إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم بحضور ممثلين عن منظمات دولية ومراقبين من الصليب الأحمر والأمم المتحدة.
وأفادت وسائل إعلام مصرية، أن القافلة الجديدة حملت مواد غذائية أساسية مثل الدقيق والسكر والطحين والعدس وحليب الأطفال، إضافة لمعدات طبية وأسطوانات غاز للطهي ومواد أولية لصيانة البنى التحتية المهدمة. بهدف تعزيز صمود القطاع الصحي والغذائي لسكان غزة المنهكين.
الدفع الجديد يأتي ضمن جهود مصرية مستمرة تمثلت في تسيير قوافل من الهلال الأحمر المصري والهيئة الخيرية المصرية بدعم حكومي مباشر، والتي سبق أن تمكنت من إدخال مئات الشاحنات خلال الأسابيع الماضية. غير أن هذه الشاحنات كانت تخضع دومًا لموافقات أمنية إسرائيلية صارمة وتوزع غالباً عبر آليات الأمم المتحدة وبرنامج الأغذية العالمي ومنظمات محلية تحت رقابة وملاحظة شديدة.
جاء التحرك المصري عقب تصاعد الغضب الدولي إزاء انتشار المجاعة وتدهور الأحوال الصحية في القطاع، في ظل شح المواد الأساسية وتوقف دخول الوقود وحالات الوفاة المتزايدة جراء سوء التغذية والمرض.
وأعلنت إسرائيل رسمياً عن العودة لإنشاء "ممرات إنسانية" بالتنسيق مع الأمم المتحدة خلال فترات وقف إطلاق النار المؤقت، والفترات المخصصة لإجلاء الجرحى وإدخال المواد الحيوية.
وتزامن نقل المساعدات مع إعلان جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ إسقاط مساعدات جويّة في مناطق شمال غزة لأول مرة منذ أشهر، بالتعاون مع منظمات دولية، وسط جدل حول كفاية هذه التدابير في ظل حجم الكارثة الإغاثية التي توثقها المنظمات الأممية والحقوقية.
وعبّرت العديد من الهيئات الفلسطينية والعربية في بيانات رسمية وإعلامية عن تقديرها للدور المصري المحوري في دعم غزة وأهمية تكثيف مثل هذه التحركات الإنسانية.
من جانب آخر، آثرت المنظمات الأممية الصمت المشروط حول تفاصيل شحنات اليوم والتوزيع، مكتفية بالإشارة إلى التقدم الطفيف في الاستجابة الإنسانية مع الإحاطة بخطورة الأوضاع واستمرار الحاجة لممرات مفتوحة ودائمة.