استقبل الدكتور أسامة الأزهري، وزير الأوقاف، صباح اليوم، الدكتور علي أرباش، رئيس الشئون الدينية بالجمهورية التركية، والوفد المرافق له، لبحث آفاق التعاون المشترك في المجالات الدعوية والعلمية، وتبادل الخبرات بين المؤسستين الدينيتين الكبيرتين في مصر وتركيا. وتفقد الأزهري وأرباش، دار القرآن الكريم بمسجد مصر بالعاصمة الإدارية، واطلعا على النسخة النادرة من المصحف العثماني، فيما دعا الوزير التركي بالأمن والخير لمصر وشعبها، ووجّه الدعوة إلى الأتراك والسائحين من كل الدنيا إلى زيارة هذه التحفة الفريدة من نوعها. ورفع رئيس الشئون الدينية التركي، الأذان من داخل مسجد مصر، وصعد لمنبره رفقة الدكتور أسامة الأزهري وزير الأوقاف، بعد انتهاء الجولة. ومن جانبه، أعرب وزير الأوقاف عن اعتزازه الشديد بهذه الزيارة، معتبرًا إياها تجسيدًا للأخوة الصادقة بين الشعبين المصري والتركي، مشيدًا بعمق العلاقات بين القيادتين السياسيتين في البلدين، وما يعكسه ذلك من فرص حقيقية لتوسيع مجالات التعاون الديني والثقافي. وأشار إلى أن الأزهر الشريف كان -وسيظل- منارة علمية يقصدها طلاب العلم من تركيا والعالم الإسلامي، ورواق الأتراك التاريخي خير شاهد على ذلك إلى اليوم، مضيفًا أن وزارة الأوقاف المصرية تمد يدها دائمًا إلى كل من يسعى إلى بناء خطاب ديني رشيد يخدم الإنسانية. كما أكد أن العلاقات القوية مع الدكتور علي أرباش تعكس التقاء الرؤى حول أهمية الكلمة الطيبة في إصلاح المجتمعات، والدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وتقديم الخير للإنسانية جمعاء. من جانبه، أعرب الدكتور علي أرباش عن سعادته الكبيرة بزيارة مصر، ولقائه وزير الأوقاف، مثمنًا دور مصر المحوري في العالم الإسلامي، وريادتها التاريخية في علوم الدين، وحفظها لمكانة الأزهر الشريف. كما أبدى رغبته في تعزيز العلاقات مع المؤسستين الدينيتين، ودعم جهود تبادل الأئمة والواعظين، وتطوير البرامج العلمية المشتركة. وأشار الوزير التركي إلى وجود نحو 700 طالب تركي يدرسون حاليًا في الأزهر الشريف، وهو ما يعكس عمق العلاقة العلمية بين البلدين، معربًا عن دعمه الكامل للطلبة المصريين الراغبين في الدراسة بتركيا، واستعداده لتسهيل سبل التعاون الأكاديمي بين الطرفين.