لاشك في أن الصواريخ الإسرائيلية التي انطلقت نحو إيران في الثالث عشر من يونيو، قد حولت الأنظار بعيدًا عن حرب غزة التي ما تزال مستمرة منذ 100 يوم بعد استئنافها، عقب هدنة قصيرة لم تدم سوى شهرين. فقد اندلعت المواجهات بين إسرائيل وإيران، بعد أقل من يوم من اعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بأغلبية ساحقة يطالب بوقف فوري غير مشروط ودائم لإطلاق النار في غزة وإطلاق سراح جميع الأسرى. في ذلك الوقت، كانت السلطات الإسرائيلية تواصل لليوم الثالث على التوالي قطع الإنترنت وخدمات الاتصال عن كامل القطاع الفلسطيني، الذي أعرب الكثير من سكانه عن مخاوفهم من نسيان مأساتهم التي يعيشونها في القطاع المدمر منذ 20 شهرًا، وتجاهل استمرار عداد الشهداء في إحصاء المزيد من الضحايا. وقال مسؤولو الصحة في القطاع إن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من 800 فلسطيني خلال الحرب التي استمرت 12 يوما مع إيران، ما يعني أن حصيلة القتلى في غزة تفوق نظيرتها في إيران التي بلغت 610 قتيلًا بحسب السلطات في طهران. يأتي ذلك في الوقت الذي أعلنت فيه الفصائل المسلحة في غزة عن استمرار استهداف جنود ومواقع إسرائيلية، قائلين إنهم أوقعوا خسائر في صفوف الجنود والمعدات والآليات العسكرية. 13 يونيو أفادت مصادر طبية باستشهاد 25 فلسطينيًا جراء الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة منذ فجر الجمعة، كما أفاد مستشفى العودة بإصابة 16 بقنابل المسيرات. و أصدرت سرايا القدس، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي تفجير آلية عسكرية إسرائيلية بعبوة من مخلفات الجيش الإسرائيلي جرت هندستها عكسيًا، شمال مدينة خان يونس. كما كشفت عن تفجير حقل ألغام بقوة هندسية إسرائيلية شرق خان يونس. وأعلنت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى، الجناح العسكري للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، أنها قصفت بقذائف الهاون تجمعًا للقوات الإسرائيلية المتوغلة في حي الشجاعية شرقي مدينة غزة. في الوقت نفسه، حذرت وكالة الأونروا من أن نقص مواد التخدير في المستشفيات يؤدي إلى استفاقة الأطفال أثناء العمليات الجراحية، محملة الحصار الإسرائيلي المسؤولية عن منع دخول الإمدادات الطبية والإنسانية اللازمة. 14 يونيو تجدد القصف المدفعي لمدينة غزة ومخيم جباليا وبيت لاهيا شمالي القطاع، كما طال القصف محيط مجمع ناصر الطبي والجامعة الإسلامية وبلدة الفخاري في خان يونس في الجنوب. وأفاد مستشفى ناصر في مدينة خان يونس الجنوبية باستشهاد 16 شخصًا على الأقل جراء غارات جوية إسرائيلية على المنطقة خلال الليل. كما نقلت قناة الأقصى عن مصدر في مجمع ناصر الطبي استشهاد 40 في خان يونس منذ فجر السبت نتيجة الغارات الإسرائيلية. وأصدرت حركة حماس بيانًا تدين فيه قتل أكثر من 15 فلسطينيًا خلال انتظارهم المساعدات، مجددة اتهامها للحكومة الإسرائيلية باستخدام المساعدات والتجويع ك"أداة للقتل والإذلال والتنكيل بالمدنيين الأبرياء". وأعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 29 شخصًا على الأقل في أنحاء القطاع أثناء سعيهم للحصول على مساعدات خلال اليومين الماضيين. وفي وقت لاحق، أعلنت قناة الأقصى ارتفاع عدد شهداء المساعدات إلى 66 فلسطينيًا منذ فجر السبت. وأعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 90 فلسطينيًا وإصابة 605 خلال اليومين الماضيين، مضيفة أن ما لا يقل عن 300 فلسطيني قُتلوا حتى الآن، وأصيب أكثر من 2600 آخرين، بالقرب من مواقع توزيع المساعدات منذ بدء عمليات مؤسسة غزة الإنسانية في غزة. 15 يونيو أفادت السلطات الصحية في غزة باستشهاد 41 فلسطينيًا على الأقل في أنحاء القطاع، الأحد، خمسة منهم بالقرب من موقعين إغاثيين تديرهما مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولاياتالمتحدة. وأفاد مسعفون بأن غارة جوية قتلت 7 آخرين في بلدة بيت لاهيا شمال القطاع. وفي مخيم النصيرات وسط قطاع غزة، قال مسعفون إن غارة جوية إسرائيلية على منزل قتلت 11 شخصًا على الأقل، وأضافوا أن البقية قُتلوا في غارات جوية منفصلة جنوب قطاع غزة. على الصعيد العملياتي، أكدت كتائب القسام "تدمير" 3 دبابات من طراز مركافا بثلاث عبوات أرضية شديدة الانفجار، مضيفين "تناثر بقايا الدبابات" شرق مدينة جباليا شمال القطاع، كما أعلنت سرايا القدس اشتباك مقاتليها مع جنود إسرائيليين شرق حي الشجاعية بمدينة غزة، ما أدى إلى وقوع شهداء وجرحى. 16 يونيو أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة استشهاد ما لا يقل عن 50 فلسطينيًا، الاثنين، جراء القصف الإسرائيلي، نصفهم تقريبًا بالقرب من موقع لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية. في الوقت الذي ندد فيه مسؤولو الأممالمتحدة بأساليب إيصال المساعدات المدعومة من إسرائيل. وقال مسعفون إن 23 شخصًا على الأقل من هؤلاء قُتلوا وجُرح 200 بالقرب من موقع لتوزيع المساعدات في رفح. وعلى الصعيد القتالي، أعلنت سرايا القدس وكتائب القسام استهداف قوة مشاة إسرائيلية في بلدة عبسان شرق خان يونس، مضيفان أن مقاتلوهما رصدوا هبوط مروحية إسرائيلية لإجلاء الضحايا. 17 يونيو أفادت هيئة الدفاع المدني في غزة بأن القوات الإسرائيلية قتلت، الثلاثاء أكثر من 50 فلسطينيًا وأصابت 200 آخرين في مركز مطبخ وورلد سنترال في مدينة خان يونس جنوب القطاع. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه يحقق في "تقارير عن عدد من المصابين" جراء نيرانه، مضيفًا أنه "رصد تجمعًا بجوار شاحنة توزيع مساعدات علقت" بالقرب من القوات الإسرائيلية. وفي رفح الجنوبية أيضًا، أفاد الدفاع المدني باستشهاد 4 بنيران إسرائيلية، واثنين آخرين بقصف إسرائيلي قرب مستشفى في مدينة غزة شمالًا. 18 يونيو أعلنت هيئة الدفاع المدني في غزة استشهاد 33 شخصًا برصاص الجيش الإسرائيلي، بينهم 11 كانوا يسعون للحصول على مساعدات وسط غزة. كما أفاد الدفاع المدني باستشهاد 19 شخصا آخرين في ثلاث غارات إسرائيلية، الأربعاء، استهدفت منازل وخيمة للنازحين. وأعلن الجيش الإسرائيلي مقتل جندي، وهو الرقيب ستاف هالفون، خلال عملية في جنوب قطاع غزة. وفي حادث آخر، قُتل ثلاثة آخرون في غارة جوية إسرائيلية على حي شمال شرق مدينة غزة يوم الأربعاء. وأعلنت وزارة الصحة في غزة ظهر الأربعاء استشهاد 144 فلسطينيًا وإصابة 560 خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. 19 يونيو أعلنت هيئة الدفاع المدني في غزة استشهاد ما لا يقل عن 77 فلسطينيًا، بينهم أكثر من 20 خلال تلقي المساعدات وسط وجنوبغزة، في أعنف سلسلة من الغارات الجوية الإسرائيلية خلال أسبوع. وأضافت الهيئة أن طائرات إسرائيلية مُسيرة استهدفت مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد ثلاثة وعشرين، بينهم أطفال. كما أفادت التقارير بأن طائرات إسرائيلية قصفت خمسة مواقع أخرى في المدينة، وألقت قنابل على حي سكني شمال جباليا. وأفادت التقارير باستشهاد 21 آخرين على يد جنود إسرائيليين بالقرب من موقع لتوزيع المساعدات تديره مؤسسة غزة الإنسانية. وأعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 69 فلسطينيًا وإصابة 221 خلال ال24 ساعة الماضية. 20 يونيو أفاد مسؤولون في غزة باستشهاد ما لا يقل عن 44 فلسطينيًا، الجمعة، العديد منهم كانوا يسعون للحصول على مساعدات غذائية، 25 منهم على الأقل كانوا في انتظار شاحنات المساعدات جنوب نتساريم وسط القطاع. وفي سياق منفصل، أفاد مسعفون في غزة باستشهاد 19 شخصًا على الأقل في غارات عسكرية إسرائيلية على القطاع يوم الجمعة، بينهم 12 شخصًا في منزل بدير البلح وسط قطاع غزة. في الوقت نفسه، حذرت منظمة اليونيسف من أن نقص الوقود اللازم لتشغيل الآبار ومحطات تحلية المياه في غزة يعني أن القطاع "يواجه ما قد يرقى إلى جفاف من صنع الإنسان". وقال المتحدث باسم اليونيسف، جيمس إلدر: "سيبدأ الأطفال بالموت عطشا" موضحًا أن 40 في المئة فقط من مرافق إنتاج مياه الشرب لا تزال تعمل" وهو أقل بكثير من معايير الطوارئ. وأفادت سرايا القدس بأن مقاتليها قاموا بعملية "مُركبة"، مستهدفين مقر القيادة والسيطرة الإسرائيلي وقوة خاصة في خان يونس، باستخدام صاروخ "فاغوت" الموجه وآخر من نوع "مالوتكا"، مضيفة أن مقاتليها رصدوا عمليات لنقل المصابين بالمروحيات. وفي عمليين منفصلتين، أعلنت سرايا القدس أنها قتلت جنديا إسرائيليًا تقول إنه كان يستهدف المدنيين شرق حي الشجاعية بمدينة غزة، كما أكدت "تدمير" آلية عسكرية بعبوة شديدة الانفجار شمال خان يونس. 21 يونيو أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد 202 فلسطينيًا وإصابة 1037 خلال اليومين الماضيين، جراء القصف الإسرائيلي. وأعلن الدفاع المدني في غزة، السبت، أن القوات الإسرائيلية قتلت 17 شخصًا على الأقل، بينهم ثمانية كانوا يبحثون عن الطعام. وفي بيان صدر يوم السبت، قال المدير التنفيذي المؤقت لمؤسسة غزة الإنسانية، جون أكري، إن المؤسسة "تقدم المساعدات على نطاق واسع، وبشكل آمن وفعال، لكننا لا نستطيع تلبية كامل الاحتياجات بينما لا تزال أجزاء كبيرة من غزة مغلقة". وأوضحت وزارة الصحة في غزة، السبت، أن ما لا يقل عن 450 شخصًا قتلوا، فيما جُرح ما يقرب من 3500 آخرين بنيران إسرائيلية منذ أن بدأت مؤسسة غزة الإنسانية في توزيع الطعام في أواخر مايو. 22 يونيو أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد 51 فلسطينيًا وإصابة 104 خلال ال24 ساعة المنصرمة، جراء القصف الإسرائيلي. كما نشر الدفاع المدني صورًا من تشييع جثمان أحد أفرادها، تقول إنه قتل بالرصاص الإسرائيلي في المحافظة الوسطى. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن المكاسب التي تحققت في الصراع ضد إيران ستعزز موقف إسرائيل في غزة واستعادة الرهائن، لكنه قال إن هناك حاجة إلى "مزيد من الوقت". وأعلن الجيش الإسرائيلي، الأحد، أنه استعاد جثث ثلاثة رهائن في غزة بعد أكثر من 20 شهرا من اختطافهم على يد مسلحي حماس. ورفضت إسرائيل تقريرًا للاتحاد الأوروبي بأنها تنتهك التزاماتها المتعلقة بحقوق الإنسان في غزة والضفة الغربية، واصفة التقرير بأنه "فشل أخلاقي ومنهجي". 23 يونيو أفادت وزارة الصحة في غزة باستشهاد 39 فلسطينيًا وإصابة 317 خلال ال24 ساعة الماضية، جراء القصف الإسرائيلي، فيما أفاد الدفاع المدني بانتشال جثامين 4 شهداء، الاثنين. أما على الصعيد العملياتي، فقد أعلنت كتائب القسام أنها "أجهزت" على 3 جنود إسرائيليين "من المسافة صفر" شرق مدينة جباليا شمالي القطاع، فيما قالت سرايا القدس إنها قصفت حشودًا في محيط المستشفى العسكري في عبسان شرق خان يونس. 24 يونيو قالت هيئة الدفاع المدني في غزة، الثلاثاء، إن القوات الإسرائيلية قتلت 46 فلسطينيًا كانوا ينتظرون المساعدات، في موقعين منفصلين بوسط وجنوبغزة، تُديرهما مؤسسة غزة الإنسانية، المدعومة من إسرائيل والولاياتالمتحدة. وصرح المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، لوكالة فرانس برس بأن 21 شخصًا قُتلوا وجُرح حوالي 150 بنيران إسرائيلية، بالقرب من نقطة إغاثة وسط غزة صباح الثلاثاء، وأن 25 آخرين قُتلوا في حادث منفصل جنوبغزة. وأعلنت وزارة الصحة في غزة استشهاد 79 فلسطينيًا وإصابة 289 خلال ال24 ساعة الماضية. وأوضحت أن عدد الضحايا منذ استئناف الحرب في 18 مارس، بلغ 5759، فيما بلغ عدد المصابين 19.807، أما إجمالي عدد الضحايا منذ اندلاع حرب غزة في 7 أكتوبر فقد بلغ 56.156 شهيدًاا و 132.239 جريحًا. وبعد موافقة إسرائيل على وقف إطلاق النار مع إيران، الثلاثاء، بعد حرب استمرت 12 يومًا، واجه نتنياهو دعوات متجددة للموافقة على وقف إطلاق النار مع حماس، بعد أكثر من 20 شهرًا من الحرب في غزة. وعبّر حسام السقا، أحد سكّان قطاع غزة، عن أمله بأن ينعكس وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل إيجابيًا على قطاع غزة. وقال السقا لبرنامج غزة اليوم الذي يُبث عبر بي بي سي، إن القوى العظمى في العالم تتفق مع بعضها بعيدًا عن قطاع غزة، وأبدى خشيته من أن يستمر الوضع في القطاع على ما هو عليه.