ارتفع عدد الشهداء الفلسطينيين الذين يسعون للحصول على المساعدات الغذائية في قطاع غزة إلى أكثر من 500 شهيد، وذلك في ظل استمرار "مصائد الموت" التي يضعها الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين أثناء طريقهم إلى مركز المساعدات الأمريكي الإسرائيلي للحصول على الغذاء. وفي الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، فتحت قوات الاحتلال الإسرائيلي نيرانها على مجموعة من المدنيين أثناء انتظارهم مساعدات قرب منطقة نتساريم وسط القطاع، ما أسفر عن استشهاد 9 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين. وبحسب البيانات الصادرة عن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فإن حصيلة الشهداء الذين سقطوا عند نقاط توزيع المساعدات التي تديرها إسرائيل والولايات المتحدة منذ 27 مايو الماضي، ارتفعت إلى 516 شهيدًا وقرابة 3800 جريح. "نقاط للقتل" من جهتها اتهمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الأربعاء، قوات الاحتلال الإسرائيلي بارتكاب "مجزرة جديدة" بحق المدنيين الفلسطينيين، وذلك بإطلاق النار على عشرات المواطنين خلال انتظارهم الحصول على مساعدات إنسانية عند نقاط التوزيع الخاضعة لسيطرة الاحتلال وسط وجنوب قطاع غزة. وقالت الحركة، في بيان صحفي، إن أكثر من 50 مدنيًا استهدفوا صباح اليوم أثناء وقوفهم في طوابير المساعدات، لينضموا إلى نحو 500 شهيد سقطوا خلال الأسابيع الماضية في ما وصفته الحركة ب"كمائن الموت" قرب نقاط التوزيع التي يتحكم بها الاحتلال والقوات الأمريكية. ووصف البيان هذه الجرائم بأنها "من أبشع الجرائم في العصر الحديث"، مشيرًا إلى أن قوات الاحتلال "تستدرج الجوعى من أبناء الشعب الفلسطيني إلى مواقع محددة ثم تطلق النار عليهم بدم بارد". واعتبرت الحركة أن استمرار هذه الجرائم "وسط صمت دولي" يمثل "فضيحة أخلاقية وإنسانية"، داعية المجتمع الدولي والأممالمتحدة إلى "تحمّل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية تجاه ما يجري في غزة، وتفعيل آليات المحاسبة بحق قادة الاحتلال لارتكابهم جرائم ضد الإنسانية". كما طالبت حماس بتحرك عربي وإسلامي واسع لوقف ما سمته ب"حرب الإبادة" على القطاع، وفرض إدخال المساعدات الإغاثية والإنسانية دون الخضوع لما وصفته ب"التحكم الإجرامي" لقوات الاحتلال، وبما يضمن تطبيق الآليات الدولية المعتمدة لتوزيع المساعدات. آلية رفضتها الأممالمتحدة وتعود جذور هذه الأزمة إلى خطة أطلقتها إسرائيل بدعم أمريكي في أواخر مايو الماضي، عبر كيان جديد يُعرف باسم "مؤسسة غزة الإنسانية"، لتوزيع مساعدات محدودة على بعض سكان القطاع دون إشراف الأممالمتحدة أو المنظمات الإغاثية المعروفة وعلى رأسها مؤسسة غوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا" التي تتهمها إسرائيل بدعم حماس. قوبلت الخطة الأمريكية الإسرائيلية برفض دولي، على رأسه الأممالمتحدة، التي لم تعترف بشرعية المؤسسة الحديثة أو فعاليتها في حماية المدنيين. ومنذ اليوم الأول لبدء عمل المؤسسة في قطاع غزة، وبدأت "المصائد" سواء باستهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي للمدنيين أنفسهم داخل نقاط انتظار المساعدات من المؤسسة الأمريكية الإسرائيلية، رغم أن حجته السابقة أن نقاط المساعدات كان يتواجد فيها عناصر حركة حماس. ومنذ اندلاع الحرب في 7 أكتوبر عام 2023، يواجه قطاع غزة واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في تاريخه، إذ تشير التقديرات إلى أن أكثر من مليوني إنسان يواجهون خطر الموت جوعًا أو بالقصف أو بالأمراض، بينما يواصل جيش الاحتلال عملياته العسكرية بدعم سياسي وعسكري أمريكي، متجاهلًا الدعوات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقف العدوان.