"بوتين أُصيب بالجنون تمامًا! ويقتل الكثير من الناس دون داعٍ"، بهذه الكلمات شن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومًا حادًا على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ وذلك عقب الهجوم الأخير الذي شنته موسكو على العاصمة الأوكرانية كييف. وقال ترامب، في منشور على منصة "تروث سوشيال" التي يمتلكها الأحد، إنه "غير سعيد" بتحدي بوتين للجهود الرامية إلى تأمين وقف إطلاق النار لإنهاء الحرب المستمرة منذ 3 سنوات. واعتبر أن الهجوم الروسي الأخير كان أكبر هجوم جوي منذ بدء الحرب، إذ أطلقت موسكو 355 مسيرة و9 صواريخ كروز على عشرات المدن الأوكرانية، بما في ذلك العاصمة كييف. وقُتل ما لا يقل عن 12 شخصًا وجُرح العشرات في الهجمات. وصرح ترامب، للصحفيين يوم الأحد،"لا أعرف ماذا حدث لبوتين. أعرفه منذ زمن طويل، ودائمًا ما كنت على وفاق معه، لكنه يُطلق الصواريخ على المدن ويقتل الناس، وهذا لا يُعجبني إطلاقًا". وعندما سُئل عما إذا كان سيفكر في فرض مزيد من العقوبات على روسيا، رد قائلًا: "بالتأكيد". وتؤكد هذه التصريحات أن الرئيس الأمريكي قد نفد صبره من إطالة أمد الحرب بين روسياوأوكرانيا التي اندلعت في فبراير 2022؛ وهذه هي المرة السادسة خلال هذه الفترة التي يعرب فيها ترامب، الذي يقول باستمرار إنه يتمتع بعلاقة قوية مع بوتين، علنًا عن نفاد صبره أو انزعاجه الصريح من رئيس الكرملين. في مارس الماضي، كشف ترامب أنه "غاضب" من بوتين لرفضه الموافقة على وقف إطلاق النار لمدة 30 يومًا. ثم طالب الرئيس الأمريكي في أبريل ب"إيقاف فلاديمير"، بعد أن أسفرت ضربة صاروخية روسية على كييف عن مقتل 12 شخصًا، وفق شبكة "سي إن إن". "ربما لا يريد حقًا وقف الحرب، ويستغلني فقط"، هذا ما قاله ترامب لاحقًا، وكانت انتقاداته مصحوبة بشكل روتيني بتعبيرات عن خيبة الأمل الشخصية وتهديدات بفرض عقوبات جديدة على روسيا من خلال فرض رسوم جمركية ثانوية على كل النفط القادم منها، أو "عقوبات إضافية" غير محددة. ومنذ توليه الولاية الثانية، سعى ترامب إلى التقارب مع بوتين، معتمدًا لهجة تصالحية، إذ وصفه الأسبوع الماضي، بعد مكالمة هاتفية جرت بينهما، بأنه "جنتلمان لطيف المعشر"، قائلًا خلال حفل رسمي: "أجريت محادثة قصيرة مع رجل لطيف يُدعى بوتين... كانت جيدة وحققنا بعض التقدم". لكن هذا التقارب لم يدم طويلًا بسبب تصعيد الهجمات الروسية على أوكرانيا. موقف الكرملين علقت الرئاسة الروسية "الكرملين" على تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب التي وصف فيها نظيره الروسي فلاديمير بوتين بالجنون، قائلة إن "الرئيس الأمريكي تظهر عليه علامات انفعالات عاطفية زائدة"، وذلك على لسان المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف. وبرر بيسكوف الهجمات المكثفة الأخيرة التي شنها الدفاع الروسية على مدن أوكرانيا بما فيها العاصمة كييف، قائلًا إنها ردًّا على الهجمات الأوكرانية على "البنية التحتية الاجتماعية" في روسيا. وبدوره، أدان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الهجمات الروسية على بلاده؛ قائلًا يوم الأحد الماضي، إنه ليس هناك "معنى عسكري" للهجمات الجوية الروسية - بل كانت "خيارًا سياسيًا واضحًا .. من قِبل بوتين، خيارًا من جانب روسيا .. لمواصلة الحرب وتدمير الأرواح". وجراء الهجوم الروسي؛ رفعت ألمانيا وحلفاء آخرين لأوكرانيا القيود على إطلاق كييف صواريخ بعيدة المدى على موسكو لأول مرة، وفق ما قالته السياسية الألمانية أنجيلا ميركل، أمس الاثنين، وأوردته شبكة "سي إن إن" الأمريكية. ويمثل هذا تغييرًا كبيرًا في نهج الحلفاء الرئيسيين، الذين قاوموا إلى حد كبير حتى الآن طلبات أوكرانيا باستخدام الأسلحة التي يوفرها الغرب في عمق روسيا. وأكد المستشار الألماني فريدريش ميرز، خلال منتدى أوروبي عُقد في برلين يوم الاثنين، أن القيود المفروضة على نوعية الأسلحة المقدّمة إلى أوكرانيا "لم تعد قائمة"، موضحًا: "لا توجد قيود من قِبل البريطانيين، ولا الفرنسيين، ولا نحن، ولا حتى من الأمريكيين". ويشير تصريح ميرز إلى أنه بات بإمكان أوكرانيا الآن الدفاع عن نفسها من خلال استهداف مواقع عسكرية داخل الأراضي الروسية، على سبيل المثال. وفي المقابل، أعرب المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، عن رفض موسكو لهذا التوجه، واصفًا إعلان ميرز بأنه "ينطوي على درجة عالية من الخطورة"، بحسب ما نقلته وكالة الأنباء الروسية الرسمية "تاس". واعتبر بيسكوف، أن اتخاذ مثل هذه الخطوات يتعارض تمامًا مع تطلعاتنا إلى تسوية سياسية، ويقوّض الجهود المبذولة لتحقيق حل دبلوماسي.