مع تصاعد التوترات المتواصلة بين الاحتلال الإسرائيلي وإيران والتي تتفاقم يومًا بعد يوم، كشفت تقارير إعلامية أمريكية عن تحركات إسرائيلية مقلقة قد تشكل تحولًا كبيرًا في مسار الصراع الإقليمي، خاصة في ظل استمرار الجمود في المفاوضات النووية بين واشنطنوطهران. وأفادت شبكة " CNN"، نقلًا عن مسؤولين أمريكيين مطلعين، بأن معلومات استخباراتية حديثة حصلت عليها الولاياتالمتحدة تشير إلى أن إسرائيل تجهز لاحتمال تنفيذ ضربات عسكرية ضد منشآت نووية داخل الأراضي الإيرانية. وأشارت الشبكة إلى أن هذه المعلومات تعززت من خلال اتصالات سرية وعلنية لمسؤولين إسرائيليين رفيعي المستوى، بالإضافة إلى مراقبة تحركات عسكرية قد تدل على نية محتملة للهجوم. وبحسب التقرير، فإن القرار النهائي بشأن تنفيذ الضربة لم يحسم بعد داخل القيادة الإسرائيلية، وذلك في وقت يسود فيه انقسام داخل الإدارة الأمريكية بشأن الموقف من هذه الضربة المحتملة. وعلى الرغم من الأنباء عن الضربة الإسرائيلية المحتملة، لم يصدر حتى الآن تعليق رسمي من مجلس الأمن القومي الأمريكي، بينما امتنعت كل من السفارة الإسرائيلية في واشنطن ومكتب رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن الرد على طلبات للتعليق. وأكد مصدر مطلع على ملف الاستخبارات ل الشبكة الأمريكية، أن فرص تنفيذ هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية "زادت بشكل ملحوظ" خلال الأشهر الماضية. وأضاف المصدر المطلع أن هذه التوقعات تضاعفت في ظل تعثر المحادثات الدبلوماسية التي تقودها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تسعى لإبرام اتفاق جديد مع طهران حول برنامجها النووي. ووفقًا للتقرير، فإن التوتر قد يتفاقم في حال توصلت واشنطن إلى اتفاق لا يتضمن التخلص الكامل من مخزون اليورانيوم الإيراني، حيث ترى إسرائيل في مثل هذا الاتفاق "تنازلًا خطيرًا" قد يدفعها للتحرك العسكري بمفردها. ورصدت الأجهزة الاستخباراتية الأمريكية نشاطات عسكرية إسرائيلية تمثلت في نقل ذخائر وإجراء تدريبات جوية متقدمة، لكن مصادر أمريكية رجحت أن هذه التحركات قد تكون جزءًا من استراتيجية ضغط إسرائيلية على إيرانوالولاياتالمتحدة، أكثر من كونها مؤشراً مباشراً على ضربة وشيكة. من جانبه وصف المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في تصريحات رسمية، مطالب الولاياتالمتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم بأنها "مفرطة ومهينة"، مشككًا في فرص نجاح المفاوضات الجارية بشأن اتفاق نووي جديد. وعقدت حتى الآن أربع جولات تفاوضية بوساطة عمانية منذ أبريل الماضي، وسط تفاؤل أمريكي حذر وتقييم إيراني بأن المحادثات "صعبة لكن مفيدة". وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن عرضه للحل الدبلوماسي "لن يستمر إلى الأبد"، ملوحًا بفرض أقسى أنواع الضغوط، بما في ذلك تصفير صادرات النفط الإيرانية، إذا لم تحقق المفاوضات تقدمًا ملموسًا خلال الأسابيع المقبلة. ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الشهر الماضي أنباء حول رفض ترامب دعم ضربة إسرائيلية كانت مخططة سابقًا ضد برنامج إيران النووي، رغم تحذيره المتكرر من إمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري إذا فشلت الدبلوماسية. وتتهم الولاياتالمتحدة وعدة دول غربية إيران منذ سنوات بالسعي لتطوير أسلحة نووية، وهو ما تنفيه طهران باستمرار، مؤكدة أن أنشطتها النووية مخصصة لأغراض سلمية. وعلى الرغم من نفي طهران المستمر، تشير تقارير الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى ارتفاع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى نسب غير معتادة تبلغ 60%، إلى جانب تقييد وصول المفتشين الدوليين إلى المنشآت الإيرانية الحساسة.