كابلات الإنترنت في البحر الأحمر.. هل ينقل الحوثيين حربهم أسفل الممر المائي؟

تصاعدت التوترات في البحر الأحمر منذ نوفمبر الماضي، إذ أصبح الممر الملاحي مسرحًا لسلسلة من التجاذبات العالمية، حيث يشن الحوثيون هجمات على سفن الشحن المرتبطة بإسرائيل فيما أطلقت الولايات المتحدة تحالفًا عسكريًا لتأمين الممر الملاحي وصد هجمات الحوثي المدعوم من إيران.
حدد الحوثيون في نوفمبر الماضي، السفن الإسرائيلية والمرتبطة بإسرائيل كأهدافًا مشروعةً في سياق ما يعتبره الحوثيون دعما للفلسطينيين، على وقع الحرب الدائرة حاليا في قطاع غزة بين حركة حماس وإسرائيل، ثم وسع الحوثيون أهدافهم لتشمل المصالح الأمريكية والبريطانية بعد استهداف مواقع عسكرية في اليمن.
وحذر تقرير حديث صادر عن منتدى الخليج الدولي، من احتمالية أن يوسع الحوثيون هجماتهم ضد السفن في الممر الملاحي لتشمل ما هو أبعد من ذلك، حيث يمر أغلب الكابلات البحرية عبر مضيق باب المندب، ما يجعلها هدفًا جديدًا لهجمات الحوثيين، ما يمثل تهديدًا يمكنه تعطيل الاتصالات والاقتصاد العالميين.
يقول التقرير على موقع منتدى الخليج الدولي، إن استمرار الحوثيين في استهداف السفن والضربات الأمريكية التي تستهدف مواقع حوثية في اليمن، يمكن أن تدفع الحوثيين إلى تعديل استراتيجيتها لمعالجة هدف جديد وربما أكثر أهمية، هي شبكة كابلات الاتصالات تحت البحر التي تمر أسفل مضيق باب المندب.
خريطة كابلات الإنترنت في العالم
التقرير أشار إلى ما نشرت مجموعات محسوبة على الحوثيين، على تطبيق "تليجرام" في ديسمبر الماضي، لخرائط كابلات الإنترنت البحرية التي تمر أسفل البحر الأحمر.
ونشرت قناة على "تيليجرام" خريطة توضح شبكات كابلات الاتصالات البحرية في البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر وبحر العرب والخليج العربي.
وأرفقت الصورة برسالة مشؤومة: "هناك خرائط للكابلات الدولية التي تربط جميع مناطق العالم عبر البحر. ويبدو أن اليمن في موقع استراتيجي، حيث تمر بالقرب منه خطوط الإنترنت التي تربط قارات بأكملها وليس الدول فقط".
في نفس اليوم الذي نشرت فيه المجموعة المحسوبة على الحوثيين خريطة الكابلات، نشرت قناة تابعة لحزب الله على تطبيق "تليجرام" صورة بالأقمار الاصطناعية للبحر الأحمر.
وكتبت: "هل تعلم أن خطوط الإنترنت التي تربط الشرق بالغرب تمر عبر مضيق باب المندب؟" كما نشرت قناة أخرى تدعم الميليشيات المدعومة من إيران في العراق قائلة: "كابلات الإنترنت العالمية التي تمر عبر مضيق باب المندب أصبحت في قبضتنا".
واحدة من أهم البنى التحتية في العالم
ويقول التقرير، إن العديد من الأشخاص يعتبرون في جميع أنحاء العالم، وسائل الراحة الحديثة التي توفرها الكابلات البحرية أمرًا مفروغًا منه.
وفي القرن الحادي والعشرين، تعمل هذه الكابلات كواحدة من أهم البنى التحتية الرقمية في العالم، حيث تخدم أكثر من 95 بالمائة من تدفقات البيانات والاتصالات الدولية، بما في ذلك ما يقدر بنحو 10 تريليون دولار من المعاملات المالية كل يوم.
وحتى الأضرار الجزئية التي لحقت بالكابلات البحرية يمكن أن تؤدي إلى منع الوصول إلى الإنترنت عبر مناطق شاسعة، مما يتسبب في اضطرابات اقتصادية كبيرة لبلدان بأكملها.
هدف سهل
ويرجع التقرير بقاء كابلات الإنترنت في البحر الأحمر، آمنة حتى الآن، إلى التخلف التكنولوجي النسبي للحوثيين وليس الافتقار إلى الحافز، حيث لم يطور الحوثيون قوة بحرية أو وحدة بحرية مدربة تدريبًا عاليًا
وبينما حافظ الحوثيون على القدرة على مضايقة الشحن السطحي من خلال الصواريخ وزوارق الهجوم السريعة، فإنهم يفتقرون إلى الغواصات اللازمة للوصول إلى الكابلات.
ويرى أنه بتوافر الوقت والفرصة، قد يتمكن الحوثيون من تكييف بعض تكتيكاتهم البحرية لاستهداف البنية التحتية الحيوية للاتصالات.