ذاق العذاب ألوان ووجبته المدرسية خبز فقط.. شهادات مؤلمة عن الطفل ضحية والده بالمنوفية

كشف جيران والد الطفل المتهم بتعذيب نجله في قرية تابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، عن تفاصيل مؤلمة لشتى أنواع العذاب التي مارسها الأب على طفله، حتى انتهت القصة بغيابه عن الوعي ونقله للعناية المركزة بجسد يصارع الموت.
وأكد جيران الأب أنه طلق أم الطفل قبل 5 سنوات ومن وقتها بات الطفل يتذوق ألوان العذاب، ما بين ضرب بالعصي وتعذيب بالكهرباء ولكمات بالجسد جعلت وجهه دائمًا منتفخًا، وحال تدخل الجيران لإنقاذ الطفل من يده افتعل معهم المشاكل قائلاً: "محدش له دعوة، ابني وأربيه براحتي"، الأمر الذي منع الجيران من التدخل مؤكدين أن الطفل تعرض للضرب داخل منزله عشرات المرات لكن لم يعرفوا بذلك سوى بمشاهدة الطفل في اليوم التالي.
كما كشف مُعلمين بمدرسة الطفل وصوله دائما للمدرسة بوجه شاحب ومتورم، دائمًا ينطوي على حاله والحزن يكسو ملامحه، مشيرين إلى أن حقيبة الطفل كانت لا تحوي مصروفات أو طعام سوى "خبز" لا يوجد معاه جُبن أو أي شيئ آخر.
وأوضحت والدة الطفل ل"مصراوي" أن سبب طلاقها من والده ضربه المبرح وقسوته الطاغية، ولذلك قررت الطلاق مضيفة أن طليقها اعتدى كذلك على والدته أمامها بقذفها بآنية يوضع بها الماء للطيور في المنزل.
من جانبه، قال المحامي محمود أبو حلوة الموكل من أسرة الطفل "ش.م.ش" بالمنوفية، أن الأب المتهم بتعذيب نجله أقر بأعمال التعذيب والتي أفضت لدخول الطفل في غيبوبة تامة وعدم الإحساس بالنبض فضلاً عن إصابته بنزيف في المخ وكسور متعددة بالجسد وآثار ضرب مبرح على الجسد.
وأوضح أن الأب المتهم قال في التحقيقات الجارية معه إنه طلب من نجله شراء بعض الاحتياجات للمنزل فتأخر، وتابع بالقول: "أنا راجل مريض سكر مستحملتش تأخيره فضربته".
وكان المتهم اعتدى على نجله البالغ من العمر 11 عامًا في قرية تابعة لمركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، متسببًا في مشاكل صحية كبيرة أفقدته الوعي وتقرر نقله بشكل عاجل إلى مستشفى شبين الكوم الجامعي في غرفة العناية المركزة في محاولة وصفها أطباء ب"البائسة".
وكشف مصدر طبي مسؤول لموقع مصراوي، أن الطفل حالته حرجة وغير مستقرة فضلاً عن كون النبض غير محسوس ووجود كم إصابات كبير بجسد الصبي، كما يعاني من نزيف داخلي في المخ وتهتك في الرئة وعين لا تستجيب للضوء، مُضيفًا أن هناك كسور متنوعة بالطفل.
وأكد محامي والدة الطفل أن الأب اعتاد تعذيب الطفل بطرق شتى -وفقًا لشهادة الجيران- وله سوابق عدة في الاعتداء على طليقته وأفراد من أسرته بوحشية، متابعًا بالقول: "احنا أمام نموذج تمادى في التعذيب حتى دفع بالطفل نحو الموت، إذ أشار الأطباء لأن حالة الطفل ميؤوس منها".
أضاف "أبو حلوة" لموقع مصراوي، أن الأب هو من توجه بالطفل إلى مستشفى شبين الكوم الجامعي بعد دخوله في غيبوبة، وفور رؤية الطبيب للحالة قرر إبلاغ نقطة الشرطة بوجود شبهة جنائية، وألقت الشرطة القبض على المتهم وجرى التحقيق معه بمركز شرطة شبين الكوم.