كشفت تحقيقات النيابة العامة في القضية رقم 10229 لسنة 2022 جنايات مركز البدرشين، المتهم فيها أيمن عبدالفتاح محمد حجاج، وحسين محمد إبراهيم الغرابلي (محبوسان احتياطيا)، بقتل الإعلامية شيماء جمال عمدا مع سبق الإصرار، والتي من المقرر نظرها أمام محكمة جنايات الجيزة غدا، دور كل من المتهمين في ارتكاب الجريمة. وقالت أوراق القضية، إن المتهم أقر في تحقيقات النيابة العامة بارتكاب الواقعة، مشيرا أن المتهم الثاني حسين محمد إبراهيم الغرابلي، هو من تخلص من أدوات الحفر وهو من قام بسكب المياه الحارقة على جثمان المجني عليها. وتابع المتهم في تحقيقات النيابة العامة أنه تعدى على المجني عليها بعدة ضربات على رأسها باستخدام سلاحه الناري، وخنقها باستخدام قطعة القماش التي تزين بها عنقها ويديه حتى فارقت الحياة. وباستجواب المتهم الثاني بتحقيقات النيابة العامة أقر بأنه صديق للمتهم الأول الذي اتفق معه على قتل المجني عليها ودفنها للتخلص من جثتها لقيامها بتهديده الدائم بإفشاء أمر زيجتهما، ومطالبتها إياه بسداد مبلغ ثلاثة ملايين جنيه حتى لا تنفذ تهديدها، وبناء على ذلك الاتفاق قام باستئجار مزرعة بمنطقة أبو صر بمركز البدرشين وتقاضى منه مبلغ سبعين ألف جنيه بموجب شيكين أصدرهما باسم نجله محمد حسين محمد إبراهيم الغرابلي. وأشار المتهم الثاني أن الزوج استدرج المجني عليها لهذه المزرعة بزعم أنه سيشتريها ويحرر العقد باسمها وكان في انتظارهما، وحال وصولهما ودلوفهما إلى غرفة الاستراحة داخل المزرعة وبعد مضي خمس دقائق تناهى إلى سمعه صوت المجني عليها، وأصوات تجاذب فاستطلع الأمر فأبصر المتهم الأول يجذب المجني عليها من شال قماشي كانت ترتديه حول جيدها. وما أن استدارت المجني عليها حتى أشهر المتهم الأول سلاحه الناري وضربها به ضربتين أو ثلاث ضربات على رأسها فسقطت أرضاً، فاعتلاها وضغط بركبته ويده على وجهها مكمماً فاها وكاتماً أنفاسها لمدة دقيقة وما أن أبصره حتى طلب منه الإمساك بساقي المجني عليها، فأجابه لذلك حتى سكنت حركتها تماماً ثم أوثقا قدميها ولفا وجهها وكبل جسدها وجردها المتهم الأول من مصوغاتها الذهبية، ثم جذباها وحملاها إلى سيارة الأول الذي قادها إلى نهاية قطعة الأرض الخاصة بالمزرعة وحفرا لحداً وضعا به جثمان المجني عليها. وأضاف بسكب المتهم الأول مياها حارقة على جسد المجني عليها لطمس معالم وجهها ثم قاما بردم ذلك اللحد، مشيرا إلى أن المتهم الأول أخبره بأنه ابتدر المجني عليها بالتعدي بأن غافلها بضربتين بمقبض سلاحه الناري على رأسها في بادئ الأمر ولما تنبهت حاولت الفرار فقام يجذبها الشال القماشي واستمر في التعدي عليها على نحو ما أخبر به وأبصره في بداية أقواله. وقالت تحريات الأجهزة الأمنية إن المتهمين ارتكبا الواقعة فيما لا يخرج في مضمونه عما ورد بإقرار المتهم الأول، مشيرة إلى أن المتهم الثاني قد تقاضى مبلغ 300 ألف جنيه نظير اشتراكه في الواقعة. وأقامت النيابة العامة الدليل على المتهمين من واقع شهادة 10 شهود من بينهم صاحب المتجر الذي اشترى المتهمان منه أدوات الحفر والمادة الحارقة، وكذا إقرارات المتهميْنِ تفصيلا في التحقيقات، والتي استهلت بإرشاد المتهم الثاني عن مكان الجثمان بالمزرعة وبيانه تفصيلات الجريمة، ثم إقرار المتهم الأول عقب ضبطه بارتكابه واقعة القتل. وأضافت التحقيقات أنه ثبت في تقرير الصفة التشريحية الصادر من مصلحة الطب الشرعي، أن وفاة المجني عليها بسبب كتم نفسها والضغط على عنقها، وما أحدثه هذا الضغط من سد للمسالك الهوائية، بما يشير إلى أن الواقعة جائزة الحدوث وفق التصوير الذي انتهت إليه النيابة العامة في تحقيقاتها. كما تضمنت الأدلة قِبَل المتهميْنِ وجود البصمتين الوراثيتين الخاصتين بالمتهمين على القطعة القماشية التي عُثر عليها بجثمان المجني عليها، والمستخدمة في الواقعة، فضلا عن ثبوت تواجد الشرائح الهاتفية المستخدمة بمعرفة المتهميْنِ والمجني عليها يوم ارتكاب الجريمة في النطاق الجغرافي لبرج الاتصال الذي يقع بالقرب من المزرعة محل الحادث. وذكرت النيابة العامة أن التحقيقات أسفرت عن شبهة ارتكاب المتهم الأول جرائم أخرى، قررت النيابة العامة نسخ صورة منها للتحقيق فيها بصورة مستقلة عن واقعة جريمة قتل المجني عليها. وتبدأ محكمة جنايات الجيزة، غدا الأربعاء، أولى جلسات محاكمة المتهم فيها أيمن عبدالفتاح محمد حجاج وحسين محمد إبراهيم الغرابلي (محبوسان احتياطيا)، بقتل الإعلامية شيماء جمال عمدا مع سبق الإصرار.