حرب تعدد الزوجات.. كيف أعادت تصريحات أحمد كريمة الجدل؟

بين حين وآخر، تظهر على السطح تصريحات مختلفة عن الزواج الثاني، تثير بعضها الجدل وتجلب أخرى حالة من الغضب تجاه قائلها، ولم تكن تصريحات الدكتور أحمد كريمة الأخيرة ببعيدة عن ذلك.
في برنامج التاسعة الذي يقدمه الإعلامي يوسف الحسيني قال الدكتور كريمة، الأستاذ بجامعة الأزهر إن استئذان الرجل من زوجته للزواج مرة ثانية لم يرد به نصا في الشريعة الإسلامية سواء أكان مقيما أو مسافرا وأن عدم علمها قد يكون مصلحة للأسرة حتى لا يؤدي الأمر للطلاق.أثارت تلك التصريحات حالة من الغضب ليس فقط في الأوساط المجتمعية، بل الدينية أيضا.
فمن جانبها قالت الدكتورة آمنة نصير، أستاذ العقيدة في جامعة الأزهر، إن "الزوج مفروض يشوف كيف يسترضي زوجته بدلا من إنه يشوف زوجة تانية"، وأكدت في مداخلة هاتفية في برنامج 90 دقيقة أنها ترجو من أهل الفكر الديني والتخصص "إنهم يساعدوا على إرساء قواعد البيوت ونشر المودة والرحمة بدلا من هذه القلاقل التي لا تقدم بل تؤخر وأن يساعدوا على استقرار البيت حتى نقدم للمجتمع رجال المستقبل".
وكان الإمام الأكبر أحمد الطيب، شيخ الأزهر، قد تحدث عدة مرات عن أن تعدد الزوجات فيه ظُلم للمرأة قائلا "وو من الأمور التي شهدت تشويها للفهم الصحيح في القرآن والسنة النبوية"، مضيفا أن "التعدد مشروط بتحقق العدل.. إذا لم يوجد العدل يحرم التعدد.. هذه الأمور ليست متروكة للتجربة"، ومؤكدا أن الخوف من عدم العدل يُحرم التعدد استنادا للآية الكريمة "فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة".
وعلى مدار السنوات الماضية كانت آراء الإمام الأكبر رافضة ل"فوضى التعدد" كما قال المركز الإعلامي للأزهر الشريف، وأكد الطيب مرارا أنه لا يحرم أو يطالب بحظر رخصة شرعية "لكن أرفض التعسف فى استخدام الحق الشرعي والخروج به عن مقاصده".
عبر مواقع التواصل الاجتماعي علق متابعون على تصريحات دكتور أحمد كريمة، حيث تجددت حالة الجدل بين مؤيدين للزواج الثاني ومعارضين.
وقال حساب على موقع تويتر يحمل اسم "ستار ووريور" أن "الزواج الثاني يساوي خيانة.. مفيش فرق ما بينهم"، فيما كتب "أشرف عبدالعزيز" على الموقع الأزرق أن "لو فرضنا ان كل من أراد الزواج الثاني أبلغ الاولي عند القاضي، كما يطلب المتنطعون، كم بيت سيبقي دون هدم؟"، وقال "محمد" عبر تويتر "عاوز أقولكم الراجل لو متجوز 4 ومقفل العداد ممكن برضه يبص بره دى على حسب أخلاقه وتربيته مالهاش علاقة بتعدد الزوجات".
في المقابل قال عمر الهارش عبر تويتر إن "تعدد الزوجات سنة نبوية"، وكتب حساب بعنوان "ناشرة العلم" أن القرآن أباح تعدد الزوجات لمصلحة المرأة وعدم حرمانها من الزواج.
والجدل حول تعدد الزوجات موجود على الساحة دائما، ففي نوفمبر الماضي طالبت النائبة بالبرلمان أمل سلامة بقانون يجرم الزواج الثاني دون إخطار الزوجة الأولى بشكل رسمي، وسن عقوبة على الرجل حال حدوث ذلك.
وكانت النائبة هالة السعيد قد تقدمت في ديسمبر الماضي باقتراح لتعديل المادة 11 من قانون الأحوال المدنية، بما يسمح بتغليظ العقوبة على الزوج حال عدم إخطار الزوجة الأولى بالزواج الثاني.
وينص الشق الأول للمادة 11 من قانون 100 لعام 1985 أن "على الزوج أن يقر فى وثيقة الزواج بحالته الاجتماعية، فإذا كان متزوجا فعليه أن يبين فى الإقرار اسم الزوجة أو الزوجات اللاتى فى عصمته ومحال إقامتهن، وعلى الموثق إخطارهن بالزواج الجديد بكتاب مسجل مقرون بعلم الوصول. ويجوز للزوجة التي تزوج عليها زوجها أن تطلب الطلاق منه إذا لحقها ضرر مادى أو معنوي يتعذر معه دوام العشرة بين أمثالهما ولو لم تكن قد اشترطت عليه فى العقد ألا يتزوج عليها"، وقالت النائبة في تصريحات تلفزيونية أن بعض الأزواج يكتبون عناوين خاطئة للزوجات خلال العقد "وهذا تدليس لذا تقدمت بالمقترح وهو العقوبة على ذلك التدليس".