السيسي: أزمة كورونا اختبار قوي أثبت أن مصر على الطريق الصحيح

قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن أزمة كورونا العالمية كانت اختبارا قويا أثبت لمصر أنها تمضي في الطريق الصحيح نتيجة الإصلاحات التي شهدتها في مختلف المجالات مما قوض من تأثير تداعياتها السلبية، بل استطاعت مصر تحقيق نمو اقتصادي إيجابي خلال العام المالي 2019-2020 بشكل لافت في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وبحسب بيان من وزارة البترول اليوم الثلاثاء، أضاف الرئيس أن النمو الاقتصادي في مصر خلال الربع الأول من العام المالي 2021-2022 أعلى مستوى على امتداد العقدين الماضيين بنسبة 9.8%، مقارنة بمعدل نمو 0.7% خلال الربع الأول من العام المالي 2020-2021.
جاء ذلك خلال كلمة الرئيس، التي ألقاها نيابة عنه المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية ورئيس المجلس الوزاري لمنتدى الدول المصدرة للغاز الطبيعي، أمام القمة السادسة لرؤساء الدول الأعضاء بمنتدى الدول المصدرة للغاز بالعاصمة القطرية الدوحة التي عقدت تحت شعار "الغاز الطبيعي: رسم مستقبل الطاقة".
وذكر الرئيس السيسي أنه لم يكن من الممكن تحقيق خطط التنمية المنشودة في برنامج مصر الاقتصادي دون الارتكاز على المحرك الرئيسي للتنمية، قطاع البترول باعتباره حجر الزاوية في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لمصر لما له من دور حيوي في الدفع بعجلة الإنتاج وإمداد المشروعات الاقتصادية والتنموية باحتياجاتها من الطاقة اللازمة لتشغيلها؟
وأوضح أنه لذلك أعطت الحكومة المصرية الأولوية في استراتيجية عملها لتهيئة المناخ الاستثماري الجاذب وتحويل التحديات إلى فرص استثمارية والالتزام بمستحقات الشركاء الأجانب بما ساهم في زيادة جاذبية صناعة البترول لتشجيع تكثيف أنشطة البحث والاستكشاف في مختلف مناطق مصر البترولية البرية والبحرية.
وأشار الرئيس إلى أنه تم العمل وفق التوجهات الدولية بالاعتماد على الطاقة النظيفة، وكان الغاز الطبيعي الخيار الأمثل لمصر، ففي السنوات السبع الماضية تمكنت مصر من تسريع وتيرة إنجاز مشروعات تنمية وإنتاج الغاز الطبيعي وخاصة حقول الغاز الكبرى بالبحر المتوسط ووضعها على خريطة الإنتاج.
وأكد أنه تم أيضا العمل وفق منهج علمي يستهدف تأمين إمدادات الطاقة المستدامة، وتحقيق الاستدامة المالية وتحسين نظم إدارة القطاع، مما مكن مصر من تحقيق العديد من قصص النجاح خلال العامين الماضيين بالرغم من جائحة كورونا.
وأشار الرئيس إلى الاستمرار في التوسع في معدلات توصيل الغاز الطبيعي للمنازل، بالإضافة إلى التوسع في تحويل السيارات للعمل بالغاز وزيادة عدد محطات التموين بالغاز، تحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة وخاصة الهدف السابع الخاص بحق الحصول على الطاقة النظيفة، وفي إطار اهتمام مصر بالتحول للطاقة منخفضة الكربون.
وفي إطار تحول مصر إلى مركز إقليمي للطاقة، قال الرئيس إن الغاز المصري يلعب دوراً مهماً في تأمين جانب من احتياجات دول أوروبا من الطاقة، من خلال تصدير الغاز الفائض، من خلال محطتي إسالة الغاز بمصر على ساحل البحر المتوسط.
وأعرب عن تطلعه في إطار قمة اليوم إلى العمل سويا على مبادرة مشتركة تستهدف تحقيق أقصى استغلال للغاز الطبيعي ليصبح أكثر صداقة للبيئة لضمان تحقيق انتقال عادل للطاقة واستفادة جميع الدول من مصادرها الطبيعية، وكذلك تشكيل مجموعة عمل الإعداد للمبادرة وبحث التكنولوجيا والتمويل اللازمين لتحقيق ذلك من أجل استعراض المبادرة خلال قمة المناخ القادمة بمصر.
وأكد أن الغاز الطبيعي سيلعب دورا محوريا في مشهد الطاقة المستقبلي، لما له من مساهمة فعالة على المديين القصير والمتوسط وتأثير إيجابي على المدى الطويل.
كما ألقى وزير البترول، كلمة مصر خلال الاجتماع الوزاري غير العادي لمنتدى الدول المصدرة للغاز الطبيعي، والذي عقد قبيل القمة السادسة لرؤساء دول وحكومات المنتدى، وذلك بمشاركة الأمين العام للمنتدى محمد هامل، ووزراء البترول والطاقة للدول الأعضاء.
وضم الاجتماع كلا من وزراء مصر والجزائر وقطر وليبيا وروسيا وإيران وفنزويلا وبوليفيا ونيجيريا وغينيا الاستوائية وترينداد وتوباجو كأعضاء دائمين، إلى جانب الإمارات والعراق وماليزيا وبيرو وأذربيجان والنرويج وأنجولا كأعضاء مراقبين، وموزمبيق التي تشارك كضيف في الاجتماع الحالي.
وأوضح الملا، خلال كلمته، أن الغاز الطبيعى كوقود نظيف يعد أحد اهم الحلول الداعمة للتوجه العالمي لمواجهة مشكلة التغير المناخي وتوفير مصادر طاقة نظيفة منخفضة الانبعاثات الكربونية، حيث يعد الغاز الطبيعي أنظف وقود هيدروكربوني يمكن الاعتماد عليه وبأسعار ملائمة.
وأشار إلى أن الغاز الطبيعي سيلعب دورا محوريا في تيسيير التحول الطاقي بشكل متوازن وواقعي، حيث تشير أغلب التوقعات أنه سيشارك بشكل متميز على المديين القصير والمتوسط، وسيكون جزءًا أساسيًا في مزيج الطاقة العالمي على المدى الطويل.