التوربينات والملء الثالث.. خبير مياه يكشف مراحل تغير "سد النهضة" على مدار 129 شهرًا

استعرض الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا وخبير المياه، مراحل تغيير إثيوبيا اسم مشروع سد النهضة منذ إعلان العمل فيه عام 2011.
وقال شراقي، عبر صفحته الرسمية على "فيسبوك"، إن إثيوبيا أعلنت في فبراير 2011 بناء سد الحدود (Border) بسعة 11.1 مليار م3، ثم تغير الاسم بعد أسبوعين إلى مشروع إكس (X-project) بسعة 64 مليار م3، ووضع حجر الأساس في 2 أبريل 2011 تحت اسم سد الألفية الإثيوبي العظيم بسعة 74 مليار م3، وبعد أيام تغير الاسم إلى سد النهضة الإثيوبي العظيم (GERD)، وطبقاً للجدول الزمني تنتهي المرحلة الأولى بتشغيل أول توربينَين على مستوى منخفض بعد 44 شهرًا (نوفمبر 2014) والانتهاء الكامل في 2017.
وتابع أستاذ الجيولوجيا وخبير المياه: "بعد مرور 129 شهرًا تظهر صور الأقمار الصناعية 30 ديسمبر 2021، عدم تشغيل أي توربينات، وثبات بحيرة سد النهضة عند مستوى 573م بإجمالي تخزين 8 مليارات م3 خلال عامين، مع استمرار فيضان المياه أعلى الممر الأوسط، وغلق بوابتي التصريف في الجناح الغربي للسد".
وأكد شراقي أن عدم تشغيل التوربينات يدل على أنها غير جاهزة فنيًّا حتى الآن رغم أنها يمكن أن تعمل عند مخزون أكثر من 4 مليارات م3 فقط.
وأشار أستاذ الجيولوجيا إلى أن عدم فتح بوابات التصريف في الجهة الغربية يعني أن إثيوبيا ما زال عندها أمل في تشغيل التوربينَين الفترة المقبلة (ربما أسابيع)، وستقتحمها إذا يئست من التشغيل للبدء في تجفيف الممر الأوسط تمهيدًا للتعليات.
ونوه شراقي بأن صور الأقمار الصناعية في 20 ديسمبر الماضي أظهرت أن سد النهضة دون تقدم منذ انتهاء موسم الأمطار نهاية أكتوبر الماضي، وما زالت المياه تمر من أعلى الممر الأوسط بكميات قليلة نحو 10 ملايين م3/ يوم، وهي ناتج التصريف من بحيرة تانا البالغ 3.8 مليار م3/سنة، ولا توجد أخبار عن التوربينين اللذين كان مقررًا لهما التشغيل في أكتوبر الماضي، كما أن بوابتي التصريف في الجانب الغربي مغلقتان حتى اليوم، وبالتالي لا توجد أي أعمال نحو تجفيف الممر الأوسط، والتي تعتبر الخطوة الأولى في الاستعدادات للتخزين الثالث التي لم تبدأ بعد.
وأضاف أستاذ الجيولوجيا: "يبلغ إجمالي المياه المخزنة في سد النهضة نحو 8 مليارات م3 هي محصلة التخزين الأول (5 مليارات م3) عام 2020، وتخزين عام 2021 غير المكتمل (3 مليارات م3) عند منسوب نحو 573 مترًا فوق سطح البحر".
وبحسب شراقي، لا يزال الصراع الداخلي مستمرًّا رغم إعلان الجيش الإثيوبي إعادة السيطرة على بعض المدن التي وصلتها قوات التحالف بقيادة التيغراي التي أعلنت بدورها سيطرتها مرة أخرى على إحدى المدن المهمة.