قال علاء الغطريفي، رئيس التحرير التنفيذي لمجموعة أونا للصحافة والإعلام، إن الهاجس طيلة الوقت يكمن في التساؤل القائم حول "ما الذي يمكن أن نقدمه للعمل الإعلامي بشكل مختلف؟". وأضاف خلال الجلسة الثانية، من فعاليات اليوم الأول، لملتقى شباب الإعلام العربي، والتي كانت بعنوان "تجارب ملهمة من الإعلام الرقمي.. دقة الإعلام الرقمي"، أن سرعة النشر وكثافته، أثرت على الجودة والعمق، مراهنًا على تقدير الجمهور للمادة الإعلامية المختلفة، بتطويع التكنولوجيا للمحتوى الصحفي، بما تفرضه المهنة من تطورات وتحديات وفرص. وضرب الغطريفي أمثلة لنماذج سبق أن تم تنفيذها من خلال آلية "الكروس ميديا" سبق نشرها عبر موقع "مصراوي"، و"كونسلتو"، و"يلا كورة"، مدللًا على تطويع التكنولوجيا لصالح المادة الصحفية. وفي المواد المنشورة، استعرض الغطريفي آلية استخدام الصورة والفيديو والأصوات المتداخلة والجراف والفيديو جراف والرسم أيضا، بما يفيد المادة الصحافية المنشورة، ويسهل على القارئ عملية المتابعة، ويمكنه من التفاعل مع المادة، وهو ما لا تقدمه الصحافة المطبوعة، وحتى كثير من المواقع الصحفية الأخرى. كما تحدث أيضًا حول صحافة البيانات، وتطويع الأرقام واستخدامها بشكل سليم، بما يقدم فائدة للقارئ، بما تحمله من أمور جادة، وأمور ترفيهية أيضا. مدللا على حديثه بعدة نماذج سبق نشرها، وطريقة تنفيذها. وقال الرئيس التحرير التنفيذي لمجموعة أونا للصحافة والإعلام، إن العام المقبل 2022، سيشهد زيادة في معدل نشر موضوعات بآلية الإعلام المتقاطع "cross media" بما يصب في صالح القارئ. وأضاف أن المجد في الإعلام الرقمي، يتعلق بالفريق لا عمل الفرد وحده، واختتم حديثه قائلًا: "طوّع التكنولوجيا لصالح محتواك ولا تجعلها تقودك". وضمت الجلسة أيضًا، محمد عبدالرحمن، رئيس تحرير موقع إعلام دوت كوم وموقع في الفن، ودكتور محمد سعيد محفوظ، مستشار رئيس تحرير الأهرام، والرئيس التنفيذي لمؤسسة ميديا توبيا للتدريب الإعلامي، وعلي شعبان السطوحي، المتخصص في صحافة الموبايل، كما تحدث أبانوب عماد منتج برامج بسكاي نيوز من خلال تطبيق زوم، وقدم أحمد الشيخ، مستشار الإعلام الرقمي، بشركة Mediamise بالمملكة المتحدة، كلمة مسجلة، وأدار الجلسة عمر فارس، الصحفي بالشروق. وكرّمت الدكتورة هويدا مصطفى المتحدثين، ومنحتهم دروعًا وشهادات. وقال محمد عبدالرحمن، رئيس تحرير موقع "إعلام دوت كوم"، إن من يحول دون استلهام أفكار إيجابية تخدم الصحافة، المناخ العام والصحافيون أنفسهم في بعض الأحيان، ملقيا اللوم بنسبة أكبر على الصحفيين الذين لا يواجهون تلك التحديات، أو يحاولون الخروج عليها. وأضاف أن أحد من عيوب الصحافة الرقمية، القدرة على حذف الخبر بعد نشره، معتبرًا الأمر عيبًا لا ميزة. ناصحًا الحاضرين من الطلاب بضرورة البحث عن أماكن تقدم لهم ما يخدمهم خلال فترة العمل. وتحدث رئيس تحرير إعلام دوت كوم، عن تجربة موقعه، قائلًا إن "المحتوى يجب أن يكون ملائما للقارئ" مستغلًا صفحات مواقع التواصل الاجتماعي، بما يخدم الموضوعات التي يقدمها. وقال دكتور محمد سعيد محفوظ، مستشار رئيس تحرير الأهرام، والرئيس التنفيذي لمؤسسة ميديا توبيا للتدريب الإعلامي إن المحتوى الرقمي الشعبي، والمقصود به ما ينشره المستخدمون عبر الإنترنت وتسعى الصحف والمواقع للحصول عليها. لكن ثمة أمر مهم ينبغي للمواقع أن تنتبه له، فالمادة المنشورة قد تكون مزيفة أو مغرضة، وبالتالي فإن عملية التحقق باتت مهمة، لا سيما مع الانتشار السريع لتلك المواد. واستعرض محفوظ، تاريخ التحقق الصحفي عبر عقود، ومدى مصداقية المواقع بالنسبة إلى المستخدمين. انتهاء بقيادة تلك الوسائط للمواقع الإخبارية، وهو ما يطرح أزمة كبيرة، تستدعي عملية التحقق من المواد المنشورة عبر المستخدمين. وقال علي شعبان السطوحي، المتخصص في صحافة الموبايل، إنه واجه عددًا من الصعوبات في بدايات عمله الإعلامي، حتى كان قراره بتصوير عدد من الفيديوهات لقصص إنسانية. معتمدا على التجريب خلال رحلته الإعلامية، ناصحًا الحاضرين من الطلاب بالتعلم حتى لو بالاستعانة بما يقدمه موقع يوتيوب من مقاطع تعليمية، واقتناص الفرصة الذهبية من خلال التعلم على المواقع الإلكترونية. واستعرض السطوحي مع الحاضرين، أول فيديو قام بتصويره عن أزمة المياه بإحدى قرى مصر، قائلا: «إن الفيلم تم اختياره للعرض في أحد المهرجانات، ونال إعجاب النقاد في بعض الكادرات آنذاك». وقال أبانوب عماد، إن أي مواطن يملك هاتفًا وشبكة إنترنت جيدة بإمكانه تقديم مادة قوية، تنافس ربما المواقع الإلكترونية، وهو أمر يطرح على المؤسسات تطورًا بشكل كبير وسريع أيضًا. مقدمًا النصح بضرورة النزول إلى العمل الميداني، وشعور الصحافي أو مقدم المادة الإعلامية برضاه عما يقدم. وأشار إلى أن تجربته الشخصية، قائمة على التعلم، مدفوعًا بالشغف والرغبة في التجربة. وقال أحمد الشيخ، مستشار الإعلام الرقمي، بشركة Mediamise بالمملكة المتحدة، إن الدقة في نشر المعلومات بات أمرًا ضروريًا، نتيجة للانتشار السريع للمواد الصحفية الرقمية على مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف خلال كلمته المسجلة، إن مفوم التريند قد يكون ملتبسًا لدى البعض، ضاربًا المثل بموقع فيس بوك، وكيف قد يقتنع صحافي بأن ما يراه على صفحته الشخصية من خلال ما ينشره متابعيه هو القصة الرائجة، وهو أمر غير صحيح، يقود إلى تعامل غير دقيق مع المواد المنشورة. وبدأت اليوم الأحد، فعاليات ملتقى شباب الإعلام العربي، في نسخته الثانية، وتنتهي في الثلاثاء القادم، تحت شعار «صناعة الإعلام في عصر التكنولوجيا: تجارب ملهمة- فرص وتحديات». والملتقى برئاسة الدكتورة هويدا مصطفى، عميد كلية الإعلام بجامعة القاهرة، والدكتورة نشوة عقل، أستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، أمينا تنفيذيا للملتقى، وعليا حسن، رئيس وحدة العلاقات العامة بإعلام القاهرة، وسامح رأفت رئيس وحدة الخدمات الطلابية بإعلام جامعة القاهرة، منسقا عاما للملتقى، ومدير التسويق نهلة طارق. ويشمل الملتقى جلسات نقاشية بين خبراء الإعلام والشباب، وورش عمل تدريبية يقدمها رموز إعلامية بارزة، كما يشمل مسابقة لمشروعات تخرج طلاب الإعلام وشباب الإبداع الحر (أفلام وثائقية-إعلانات مصورة- حملات) في مجال التنمية المستدامة والمشاركة المجتمعية.