الخارجية: اتفاق وقف إطلاق النار باليمن خطوة نحو الاستقرار بالبحر الأحمر    قمة "خليجية - أمريكية" الأربعاء لمناقشة القضايا الإقليمية    بحوزته بانجو وحشيش.. مباحث الأقصر تلقي القبض على تاجر مخدرات في البغدادي    ضبط 4 أشخاص لاعتدائهم بالضرب على طفلة في الزقازيق    الأعلى للآثار: عازمون على استعادة أى قطع خرجت بطريقة غير مشروعة    د.أحمد ماهر أبورحيل يكتب: تكافل وكرامة انتقل بالحكومة من الأقوال إلى الأفعال    الأكاديمية الطبية العسكرية تفتح باب التسجيل ببرامج الدراسات العليا    وزير التجارة العراقي: القمة التنموية لحظة مفصلية بمسار التعاون العربي المشترك    تهشمت سيارته.. لاعب الأهلي الشاب يتعرض لحادث مروع (صورة)    تحديد موعد مشاركة الجفالي في تدريبات الزمالك    "ليسو الوحيدون".. ريجيكامب يكشف حقيقة مفاوضات الزمالك معه    جامعة قناة السويس تُعلن الفائزين بجائزة "أحمد عسكر" لأفضل بحث تطبيقي للدراسات العلمية    وزير الدفاع يشهد افتتاح المؤتمر الدولي العلمي للكلية الفنية العسكرية لعام 2025    بسبب أولوية المرور.. مقتل شاب طعنا في مشاجرة بشبرا الخيمة    المشدد سنة ل3 أشخاص بتهمة حيازة المخدرات في المنيا    الخط الثالث للمترو يقلل زمن التقاطر بسبب مباراة الزمالك وبيراميدز    قبل ساعات من افتتاح مهرجان "كان".. 350 نجم عالمي يدين الإبادة في غزة    منع العري والأحذية الرياضية.. مهرجان كان السينمائي يعلن ضوابط جديدة قبل الافتتاح    جمال سليمان يروج لمسلسل "سيوف العرب": "تاريخ لم يُحكى"    صبحي خليل: إصابة بنتي بالسرطان كانت أصعب لحظة في حياتي    أمينة الفتوى توضح سنة الاشتراط عند الإحرام    طبيبة: 66 % من المصريين المصابين بهبوط عضلة القلب بسبب قصور الشرايين    غلق 138 محلًا لعدم الالتزام بقرار ترشيد استهلاك الكهرباء    "الصحة": إنقاذ سائحين من روسيا والسعودية بتدخلات قلبية دقيقة في مستشفى العجوزة    وزير الصحة يؤكد على التنسيق الشامل لوضع ضوابط إعداد الكوادر الطبية    ندوه بالعريش لتوعية السيدات بأهمية المشاركة السياسية    توريد 282 ألف طن من القمح لشون وصوامع المنيا    موعد والقناة الناقلة ل مباراة الأهلي والزمالك اليوم في نصف نهائي دوري السوبر لكرة السلة    رئيس «اقتصادية قناة السويس»: توطين الصناعة ونقل التكنولوجيا هدف رئيسي باستراتيجية الهيئة    طلب إحاطة في البرلمان حول إغلاق قصور الثقافة: تهديد للوعي والإبداع في مصر    التموين: إطلاق شوادر عيد الأضحى 20 مايو الجارى لتوفير احتياجات المواطنين    البنك الأهلي يوقع بروتوكول مع مجموعة أبوغالى لتوريد وتسليم سيارات "جيلي" بمصر    متوسط التأخيرات المتوقعة لبعض القطارات على خطوط السكة الحديد    غدا آخر موعد للتقديم.. وظائف شاغرة في جامعة أسيوط    اليوم.. وزير الرياضة يفتتح البطولة الأفريقية لمضمار الدراجات    صنع الله إبراهيم.. لمحة من حياة أحد رواد الأدب العربى المعاصر    جدول مواعيد امتحانات الترم الثاني 2025 في محافظة أسيوط جميع الصفوف    الاتحاد الأوروبي: لن نستأنف واردات الطاقة من روسيا حتى لو تحقق السلام في أوكرانيا    الخارجية الإسرائيلية: لا نزال نعمل على الوصول لاتفاق آخر مع حماس    قلق أممى لمواجهة سكان غزة التجويع المتعمد وخطر المجاعة    مشكلة أمنية.. واشنطن بوست تفجر مفاجأة حول الطائرة القطرية المهداة لترامب    صحة المنوفية تتابع سير العمل بمستشفى بركة السبع المركزي    داعية إسلامي: احموا أولادكم من التحرش بالأخذ بالأسباب والطمأنينة في التوكل على الله    هل يحق للزوجة طلب زوجها "الناشز" في بيت الطاعة؟.. محامية توضح الحالات والشروط    التشكيل المتوقع للزمالك أمام بيراميدز بالدوري    20 مصابًا في تصادم مروع بين أتوبيس وسيارة نقل ثقيل بالشرقية    وزير الخارجية الباكستاني: "المفاوضات مع الهند طويلة الأمد وضرباتنا كانت دفاعًا عن النفس"    مدير عمل بني سويف يسلم عقود توظيف لشباب في مجال الزراعة بالأردن    موعد مباراة الأهلي والترجي التونسي في نهائي كأس السوبر الافريقي لكرة اليد    مواعيد مباريات الثلاثاء 13 مايو - بيراميدز ضد الزمالك.. والأهلي يواجه سيراميكا كليوباترا    حكم تسوية الصف في الصلاة للجالس على الكرسي.. دار الإفتاء توضح    عيد ظهور العذراء مريم في فاتيما.. ذكرى روحية خالدة    الأرصاد تحذر من حالة الطقس خلال الأسبوع القادم: أمطار ورياح    بيان هام من محامية بوسي شلبي بشأن اتهامات خوض الأعراض: إنذار قانوني    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الثلاثاء 13-5-2025 في محافظة قنا    اليوم| محاكمة 73 متهمًا في قضية خلية اللجان النوعية بالتجمع    جدول أعمال زيارة ترامب الخليجية فى ظل ديناميكيات إقليمية معقدة    سقوط طفل من مرتفع " بيارة " بنادي المنتزه بالإسماعيلية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قصة الحزب الذي أسقط الملكية في الصين وحارب الشيوعيين وأسس "دولة" في تايوان
نشر في مصراوي يوم 24 - 10 - 2021

في تطور جديد في ملف تايوان، قال الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن الولايات المتحدة ستدافع عن تايوان إذ تعرضت إلى هجوم من الصين.
وكان الرئيس الصيني شي جينبينج قد قال مؤخرا إن "إعادة التوحيد" مع تايوان "يجب أن تتحقق"، وذلك في ظل استمرار تصاعد التوترات بشأن الجزيرة.
وقال شي إنه ينبغي تحقيق الوحدة سلميا، لكنه حذر من أن الشعب الصيني لديه "تقليد مجيد" في معارضة النزعة الانفصالية.
وردا على ذلك، قالت تايوان إن من يقرر مستقبلها هو شعبها فقط.
وقالت رئيسة تايوان، تساي إنغ وين، إن الجزيرة لن ترضخ لضغوط الصين وسوف تدافع عن النهج الديمقراطي للحياة بها، وذلك في خطاب اتسم بالتحدي.
وتعتبر تايوان نفسها دولة ذات سيادة، بينما تعتبرها الصين مقاطعة منشقة.
ولم تستبعد بكين احتمال استخدام القوة لتحقيق الوحدة.
وتتزامن هذه التطورات مع ذكرى طرد تايوان من الأمم المتحدة في 25 أكتوبر من عام 1971 لتحتل الصين الشعبية المقعد الذي كانت تشغله تايوان في مجلس الأمن.
فما هي قصة تايوان وكيف صارت "دولة" بعيدة عن السيادة الصينية؟
تقع تايوان المعروفة رسميا بجمهورية الصين الوطنية في شرق آسيا، وتشكل جزيرة تايوان 99 في المئة من أراضيها.
وكان أول المستوطنين المعروفين في تايوان هم قبائل أوسترونيزيان، الذين يُعتقد أنهم أتوا من جنوب الصين الحالية.
ويبدو أن الجزيرة ظهرت لأول مرة في السجلات الصينية في عام 239 بعد الميلاد، عندما أرسل الإمبراطور كتيبة لاستكشاف المنطقة، وهو سلوك تتبعه بكين لدعم مطالباتها الإقليمية.
بعد فترة وجيزة نسبيا من كونها مستعمرة هولندية (1624-1661)، كانت تايوان تدار من قبل أسرة تشينغ الصينية من 1683 إلى 1895.
ومنذ القرن السابع عشر، بدأت أعداد كبيرة من المهاجرين في الوصول من الصين، هربا من الاضطرابات أو ظروف المعيشة القاسية.
وكان معظمهم من قبائل هوكلو الصينية من مقاطعة فوجيان، أو قبائل هاكا الصينية من مقاطعة غوانغدونغ، ويشكل أحفاد هاتين الفئتين إلى حد بعيد، أكبر المجموعات السكانية في الجزيرة.
وفي عام 1895، انتصرت اليابان في الحرب الصينية - اليابانية الأولى، واضطرت حكومة تشينغ إلى التنازل عن تايوان لليابان وفقا لمعاهدة "سيمونسكي".
وبعد الحرب العالمية الثانية، استسلمت اليابان وتخلت عن السيطرة على الأراضي التي أخذتها من الصين، وبدأت جمهورية الصين، باعتبارها أحد المنتصرين في الحرب، في حكم تايوان بموافقة حلفائها، الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وبعد قيام جمهورية الصين الشعبية عام 1949 ظلت ثلاث جزر كبيرة خارج سيادتها وهي هونج كونج التي كانت خاضعة للاستعمار البريطاني حتى عام 1997، وماكاو التي كانت خاضعة للبرتغال حتى عام 1999، وفورموزا المستقلة (التي اتخذت لاحقا اسم تايوان)، ومنذ ذلك الحين تسعى الصين إلى إعادة السيطرة على تايوان.
الصين: نحتفظ بخيار اللجوء للقوة لمنع استقلال تايوان
تايوان تحذر من تصاعد التهديدات الصينية ضدها
فبعد انتصار الشيوعيين بقيادة ماو تسي تونغ في الحرب الأهلية على الوطنيين (الكومنتانج) عام 1949، انسحب جزء من الجيش الصيني بقيادة تشانج كاي تشيك إلى تايوان حيث أطلق الكومنتانج عليها الصين الوطنية وزعموا أنهم يمثلون الصين الموحدة.
ولكن ما هو الكومنتانج الذي أقام الصين الوطنية في تايوان؟
تقول دائرة المعارف البريطانية إن الكومنتانج أو الحزب القومي الصيني هو حزب سياسي حكم كل أو جزء من البر الرئيسي للصين بين عامي 1928 و1949 ثم حكم تايوان لاحقا في عهد تشانغ كاي تشيك وخلفاؤه لمعظم الوقت منذ ذلك الحين.
ويعد الكومنتانج في الأصل عُصبة ثورية أطاحت بالنظام الملكي الصيني، وأصبح القوميون حزبا سياسيا في 1912 وهو العام الأول للجمهورية الصينية.
وكانت أسرة تشينغ تحكم البلاد منذ غزو المانشو من الشمال في عام 1644.
وقد شهدت البلاد في عامي 1911 و1912 انتفاضات مسلحة أدت الى تأسيس جمهورية الصين تحت قيادة صن يات صن وتنحي آخر امبراطورات المانشو وسقوط البلاد لاحقا تحت حكم امراء الحرب المحليين.
وقد شارك الحزب في أول برلمان صيني، والذي سرعان ما تم حله عن طريق انقلاب 1913.
وقد دفعت تلك الهزيمة زعيم الحزب صن يات صن إلى تنظيمه بشكل أكثر إحكاما، ففي عام 1914 عمل على تطبيق نموذج المجتمع السري الصيني، وفي وقت لاحق بين عامي 1923 و1924 عمل، بتوجيه من السوفييت، على تطبيق نموذج الحزب البلشفي.
ويدين الحزب القومي بنجاحاته المبكرة إلى حد كبير للمساعدة والمشورة السوفيتية والتعاون الوثيق مع الشيوعيين الصينيين بين عامي 1924 و1927.
صن يات صن
تقول دائرة المعارف البريطانية إن صن يات صن وُلد في 12 نوفمبر من عام 1866 في شيانغشان بمقاطعة جوانجدونج في الصين وتوفي في 12 مارس من عام 1925 في بكين، وهو زعيم الحزب القومي الصيني الكومنتانج، ويعرف بلقب أب الصين الحديثة.
لماذا لا تستقر ويكيبيديا على تعريف تايوان؟
حكاية حروب الأفيون بين بريطانيا والصين
وقد كان مؤثرا في الإطاحة بأسرة تشينغ (مانشو)، وشغل منصب أول رئيس مؤقت لجمهورية الصين في عام 1912، ثم أصبح لاحقا الحاكم الفعلي للبلاد بين عامي 1923 و1925.
وقد ولد صن لأسرة من المزارعين الفقراء وفي عام 1879 قام شقيقه سون مي، الذي كان قد هاجر في وقت سابق إلى هاواي كعامل، بإحضاره إلى هونولولو، حيث كان طالبا في مدرسة تبشيرية بريطانية لمدة 3 سنوات ثم في مدرسة أمريكية، كلية أواهو، لمدة عام آخر ، وبذلك بات على اتصال بالتأثيرات الغربية.
وبسبب اعتراض شقيقه على ولعه بالمسيحية، عاد صن إلى الصين في عام 1883 حيث ذهب للدراسة في أبرشية في هونغ كونغ في الخريف. وفي أواخر ذلك العام، تم تعميده من قبل مبشر أمريكي.
في عام 1884 انتقل إلى المدرسة الحكومية المركزية (التي عُرفت لاحقا باسم كوينز كوليدج) وتزوج من لو موزين (1867-1952) التي اختارها والداه له. وأثمر هذا الزواج عن ابن وابنتين.
وبعد رحلة أخرى إلى هاواي، التحق بكلية طب مستشفى غوانغجو في عام 1886. ثم انتقل لاحقا إلى كلية طب في هونغ كونغ وتخرج في عام 1892.
وفي عام 1894 بدأ التحول إلى السياسة متأثرا بالمهانة التي عانتها البلاد من جانب الدول الأكثر تقدما فأسس جمعية إحياء الصين التي كانت نواة الحزب القومي الكومنتانج.
ومستفيدا من هزيمة الصين في الحرب الصينية اليابانية (1894-1895)والأزمة التي تلت ذلك، ذهب صن إلى هونغ كونغ في عام 1895 وخطط لانتفاضة في غوانغجو لكنها فشلت ففر إلى المنفى وتحديدا العاصمة البريطانية لندن عام 1896.
وفي لندن احتجزته المفوضية الصينية لدى زيارته صديقاً له فيها تحت اسم مستعار.
وخططت المفوضية لإعادته إلى الصين ولكن قبل أن يتم ذلك نجح صن في كسب تعاطف موظف بريطاني في المفوضية وتدخلت وزارة الخارجية البريطانية فتم إطلاق سراحه.
وقد أحاطت بتلك الحادثة دعاية كبيرة وأعطت مسيرة صن المهنية دفعة قوية.
بعد 8 أشهر في بريطانيا توجه إلى اليابان عبر كندا ثم توجه إلى هونغ كونغ حيث كان على اتصال بعدد من الجماعات الثورية الصغيرة في البر الصيني.
شكل عام 1903 نقطة تحول مهمة في مسيرة صن المهنية.
فمنذ ذلك الحين تزايد أنصاره من الطبقة المتعلمة وذلك نتيجة لعاملين.. الأول الانحدار المطرد لسلالة تشينغ والثاني الدعاية القوية ليانغ تشيتشاو، الإصلاحي الذي فر إلى اليابان في عام 1898 حيث أسس الصحافة الصينية. ولم يعارض ليانغ في الواقع نظام تشينغ، لكن انتقاداته لتسيشي، الإمبراطورة الأرملة، التي حكمت البلاد فعليا أدت إلى تقويض النظام.
وباتت الثورة هي الخيار المنطقي الوحيد. ونتيجة لذلك، ارتفع سهم صن بشكل مطرد بين الطلاب الصينيين في الخارج.
وفي عام 1904، تمكن من إنشاء عدة خلايا ثورية في أوروبا، وفي عام 1905 أصبح رئيسا للتحالف الثوري، العصبة المتحدة (تونغمينغوي) في طوكيو.
وفي عام 1907 طالبته الحكومة اليابانية بمغادرة البلاد وقضى السنوات التالية يجوب أوروبا والولايات المتحدة داعيا لدعم القضية الصينية وجامعا التبرعات.
وفي عام 1911 اندلعت الثورة وشهدت البلاد بين عامي 1911 و1912 انتفاضات مسلحة أدت الى تأسيس جمهورية الصين تحت قيادة صن يات صن وتنحي آخر امبراطورات المانشو.
في عام 1923 طلبت الشيوعية الدولية (الكومنترن) من الشيوعيين الصينيين التحالف مع الحزب القومي (كومنتانج) بزعامة صن يات صن الذي كان يسعى للتخلص من ملاك الأراضي الكبار وتوحيد البلاد.
وفي عام 1925 توفي صن يات صن وتولى زعامة الكومنتانج خلفا له تشانغ كاي تشيك والذي بات الحزب في عهده أكثر محافظة وديكتاتورية.
وقد عمد تشانغ بعد تعزيز موقعه إلى طرد الشيوعيين من القيادة وانفرط التحالف بين القوميين والشيوعيين في 1927 .
تشانج كاي تشيك
تقول دائرة المعارف البريطانية إن تشانج وُلد في 31 أكتوبر من عام 1887 في فنغهوا بمقاطعة تشجيانغ بالصين وتوفي في 5 أبريل من عام 1975 في تايبيه بتايوان، وهو رجل عسكري ورجل دولة، ورئيس الحكومة القومية في الصين من عام 1928 إلى عام 1949، وبعد ذلك رئيس الحكومة القومية الصينية في المنفى في تايوان.
وقد التحق بالسلك العسكري منذ شبابه المبكر وقد خدم بين عامي 1909 و1911 في الجيش الياباني.
وفي اليابان التقى بعناصر من المتآمرين ضد الملكية في الصين والذين نجحوا في تحويل ولائه إلى الجمهورية فبات ثوريا.
في عام 1911، عند سماعه باندلاع الثورة في الصين، عاد إلى وطنه وساعد في القتال الذي أدى إلى الإطاحة بالملكية. ثم شارك في صراع الجمهوريين الصينيين بين عامي 1913 و1916 ضد يوان شيكاي رئيس الصين الجديد والإمبراطور المحتمل.
وفي عام 1918 عاد إلى الحياة العامة بالانضمام إلى صن يات صن، زعيم الحزب القومي.
وهكذا بدأ الارتباط الوثيق مع صن الذي كان شاغله الرئيسي هو إعادة توحيد الصين التي تركها سقوط يوان منقسمة بين أمراء الحرب.
وفي عام 1925 توفي صن يات صن وتولى زعامة الكومنتانغ خلفا له تشانغ كاي تشيك والذي بات الحزب في عهده أكثر محافظة وديكتاتورية.
وقد عمد تشانغ بعد تعزيز موقعه إلى طرد الشيوعيين من القيادة وانفرط التحالف بين القوميين والشيوعيين في 1927 .
وكانت الشيوعية الدولية (الكومنترن) قد طلبت في عام 1923 من الشيوعيين الصينيين التحالف مع الحزب القومي (كومنتانغ) بزعامة صن يات صن الذي كان يسعى للتخلص من ملاك الأراضي الكبار وتوحيد البلاد.
وفي عام 1928 دخلت قوات تشانغ كاي تشيك بكين.
الحرب الأهلية
ومع بداية الثلاثينيات كان الكومنتانج قد هزموا ملاك الأراضي ووحدوا البلاد وتحولوا للقضاء على الشيوعيين.
وفي عام 1934 هاجم تشانغ معقل الشيوعيين في جيانجزي فاضطروا للفرار لتبدأ المسيرة الكبرى الشهيرة. وعلى مدى ستة آلاف ميل من التراجع من جيانجزي إلى بلدة يانان في إقليم شانزي بأقصى الشمال، لم ينج سوى عشر جيش الفدائيين الذي بدأ بثمانين ألفا.
وفي عام 1937 غزت اليابان الصين وجدد القوميون والشيوعيون تحالفهم بتشجيع من القوى الجمهورية في البلاد ومن الكومنترن.
وفي تلك الفترة زادت قوات الجيش الاحمر لتصل إلى مليون عنصر وبسط الزعيم الشيوعي ماو تسي تونغ سيطرة الشيوعيين لتصل الى حوالى 100 مليون صيني.
وبعد عام واحد من انسحاب اليابان، دخل الصينيون في حرب أهلية مجددا حسمت في عام 1949 بهزيمة القوميين، وأصبح ماو تسي تونغ رئيس الحزب الشيوعي الصيني ورئيس جمهورية الصين الشعبية الوليدة ورئيس اللجنة العسكرية التي تقود جيش التحرير الشعبي.
الكومنتانج وتايوان
وهرب تشانغ وبقايا حكومة الكومنتانج إلى تايوان في عام 1949 وجعلوها مقرا للحكومة، بينما بدأ الشيوعيون المنتصرون حكم البر الرئيسي باسم جمهورية الصين الشعبية. وقد قال كلا الجانبين إنهما يمثلان الصين كلها.
وسيطرت هذه المجموعة التي يبلغ عددها 1.5 مليون شخص، على السياسة التايوانية لسنوات عديدة، على الرغم من أنها تمثل 14 في المئة فقط من تعداد سكان تايوان.
وبما أنه وريث ديكتاتورية، واجه تشانغ تشينغ كو، نجل القائد تشيانغ، مقاومة من السكان المحليين المستائين من الحكم الاستبدادي، وتحت ضغط من حركة ديمقراطية متنامية، بدأ بالسماح لعملية التحول الديمقراطي.
وقد قاد الرئيس لي تنغ هوي، المعروف باسم "أبو الديمقراطية" في تايوان، تغييرات دستورية نحو نهج سياسي أكثر ديمقراطية، مما أدى في النهاية إلى انتخاب تشن شوي بيان، أول رئيس من خارج حزب الكومينتانغ في الجزيرة عام 2000.
وقد بدأت العلاقات بين الصين وتايوان تتحسن في الثمانينيات. وقد طرحت الصين صيغة تعرف باسم "دولة واحدة ونظامان" تمنح بموجبها تايوان استقلالية كبيرة إذا قبلت إعادة توحيد الصين.
وقد تم إنشاء هذا النظام في هونغ كونغ لاستخدامه كعرض لإغراء التايوانيين بالعودة إلى البر الرئيسي.
ومن جانبها، رفضت تايوان العرض، لكنها خففت من القواعد الخاصة بالزيارات والاستثمار في الصين.
وفي عام 1991، أعلنت تايوان انتهاء الحرب مع جمهورية الصين الشعبية في البر الرئيسي.
وفي عام 2000 عندما انتخبت تايوان تشين شوي بيان رئيسا، شعرت بكين بالقلق. وكان تشين قد أيد صراحة "الاستقلال".
وبعد عام من إعادة انتخاب تشين في عام 2004، أصدرت الصين ما يسمى بقانون مناهضة الانفصال، والذي ينص على حق الصين في استخدام "الوسائل غير السلمية" ضد تايوان إذا حاولت "الانفصال" عن الصين.
خلف تشين شوي بيان في الرئاسة ما يينغ جيو، الذي سعى بعد توليه منصبه في عام 2008، إلى تحسين العلاقات مع الصين من خلال الاتفاقيات الاقتصادية.
وبعد ثماني سنوات وفي عام 2016، انتخبت الرئيسة الحالية لتايوان تساي إنغ ون.
تقود تساي الحزب الديمقراطي التقدمي ، الذي يميل نحو الاستقلال الرسمي النهائي عن الصين.
وقد فازت تساي إنغ ون بولاية ثانية في عام 2020.
وتعتبر الصين تايوان مقاطعة انفصالية تعهدت باستعادتها بالقوة إذا لزم الأمر، لكن قادة تايوان يقولون إنه من الواضح أنها أكثر من مجرد مقاطعة، مشددين على أنها دولة ذات سيادة.
ولدى تايوان دستورها الخاص، وقادتها المنتخبون ديمقراطيا، وحوالي 300 ألف جندي عامل في قواتها المسلحة.
وزعمت "حكومة جمهورية الصين" في عهد شانغ كاي شيك، التي فرت من البر الرئيسي إلى تايوان في عام 1949، في البداية أنها تمثل الصين بأكملها، إذ كانت تنوي إعادة احتلالها.
ولا يعترف ب "حكومة جمهورية الصين" (حكومة تايوان) دبلوماسيا سوى 15 دولة حاليا.
ويسود الغموض حاليا وضع تايوان، حيث تتمتع الجزيرة تقريبا بجميع خصائص الدولة المستقلة، على الرغم من أن وضعها القانوني غير واضح أو محسوم.
أبرز المحطات في تاريخ الصين
من 1700 الى 1046 قبل الميلاد - أسرة شانغ تحكم شمالي الصين، أول دولة صينية موثقة تاريخيا.
من 221 الى 206 قبل الميلاد - توحيد البر الصيني للمرة الأولى تحت حكم الامبراطور الأول شين شيهوانغدي.
1644 - غزو المانشو من الشمال يؤسس لحكم أسرة تشينغ.
من 1911 الى 1912 - انتفاضات مسلحة تؤدي الى تأسيس جمهورية الصين تحت قيادة صن يات صن وتنحي آخر امبراطورات المانشو. البلاد تسقط لاحقا تحت حكم امراء الحرب المحليين.
من 1931 الى 1945 - اليابان تغزو الصين وتؤسس نظام احتلال شرس يشمل اجزاء كبيرة من البلاد.
1949 - في الأول من أكتوبر، الزعيم الشيوعي ماو تسي تونغ يعلن قيام جمهورية الصين الشعبية بعد اندحار القوات الوطنية (الكومنتانغ) في الحرب الأهلية.
1950 - الصين ترسل بقوات من جيش التحرير الشعبي الى التبت وتسيطر على ذلك الاقليم.
من 1958 الى 1960 - مشروع "القفزة الكبرى الى الأمام" الذي أطلقه ماو يؤدي الى تدهور الزراعة والى انهيار اقتصادي. التخلي عن المشروع بعد موت الملايين جراء المجاعة.
من 1966 الى 1967 - "الثورة الثقافية العظمى" التي اعلن عنها الزعيم ماو تؤدي الى فوضى اجتماعية واقتصادية وسياسية كبيرة.
1976 - وفاة الزعيم ماو، وصعود نجم دنغ شياوبينغ الذي يعمد الى تفعيل برنامج واسع من الاصلاحات الاقتصادية.
1989 - مقتل المئات من المحتجين في ميدان تين آن مين (السلام السماوي) في بكين عندما فتح الجيش عليهم النار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.